السياسية – تقرير: نجيب هبة

يسير قادة النظام الإجرامي في دويلة الإمارات بخطى متسارعة وسلسة نحو الفكر اليهودي ونحو كل ما يرضي قادة اليهود ليس في الجوانب السياسية والاقتصادية فقط ولكنهم يعملون كذلك على تحويل أفكار شعبهم – الذي يرفض ذلك بلا شك – ثقافياً وفكرياً وحتى دينياً بما ينسجم مع رغبات وتطلعات أعداء الأمة الإسلامية والعربية من اليهود والنصارى.

تصرفات بعيدة عن الأخلاق الإسلامية والعادات العربية تلك التي يعمل قادة الإمارات على إدخالها ومحاولة غرسها في عقول العرب والمسلمين جعلت قادة اليهود في قمة السعادة والفرح، كيف لا يفرحون وهم يرون أفكارهم ومعتقداتهم تُغرس في عقول المسلمين بأيدي وألسنة مسلمين وعرب أصبحوا وكلاء لهم ويعملون على تحقيق ما يريدون نيابة عنهم وبدون أن يتكبدوا مشقة هذه المهمة.

الترويج لـ “الهيكل المزعوم” مكان المسجد الأقصى

ففي هذا السياق، استخدمت شركة طيران الاتحاد الإماراتية، صورة لمجسم أسمته “الهيكل الثاني” اليهودي، في إعلان ترويجي لها لرحلات ستبدأ في مارس المقبل إلى إسرائيل.

كما ظهر في الإعلان المرئي صورة لأحد الأزقة بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة باعتباره أحد المعالم في إسرائيل.

ونشرت الشركة المملوكة للحكومة الإماراتية، شريطا تسويقيا قصيرا للترويج لرحلات تعتزم تسييرها إلى إسرائيل، تحت عنوان “زيارة تل أبيب”.

ولكن في محاولة لدس السم في العسل ، يُظهر الشريط مجسما كُتب أسفله “الهيكل الثاني” باللغة الإنجليزية، باعتباره أحد المعالم في إسرائيل..

وتزعم إسرائيل أن “الهيكل الثاني”، كان موجودا في المكان الذي يتواجد فيه المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.. وهو ما يجعل المتطرفين اليهود يطالبون بهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل على أنقاضه، ويستخدمون هذا الإدعاء، كمبرر لاقتحام حرم المسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، وإقامة الصلوات فيه.

كما تضمن الإعلان الترويجي الإماراتي، صورة لأحد الأزقة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، باعتباره أحد المعالم في إسرائيل.

كما ظهر في الإعلان بجانب الهيكل المزعوم، مجموعة من أشهر الأطباق العربية والفلسطينية المنسوبة زورا للاحتلال، ما يدل على إغراقهم في رواية الاحتلال نفسه الذي بعدما سرق الأرض سرق ثقافة شعبها ونسبها لنفسه، وهو ما أثار حالة من الرفض والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث رأى مغردون عرب أن هذا “لعق سياسي وليس تطبيعا”.. معتبرين أن “الهيكل الذي لم ولن يعترف بوجوده أحد من علماء الآثار، مكان زعم الاحتلال الذي يخطط لهدم المسجد الأقصى لبناءه مكانه”.

وأضافوا أن “طيران الاتحاد الإماراتي قام بحذف الفيديو الترويجي”.. مؤكدين أن “هذه المغالطات التاريخية والثقافية لا يمكن أن تنسى بمجرد حذف الفيديو”.

وأشار المغردون إلى أن “زعماء الإمارات لم يتبقى لهم من أفعال الإرتماء في الأحضان الاسرائيلية سوى أن يعلنوا اعتناقهم اليهودية”.

وهكذا فإن زعماء الإمارات يقدمون لليهود خدمة مجانية ويتسابقون لإرضائهم بكل الطرق والأساليب.. وليس هذا بمستغرب من أذناب اليهود الذين خانوا الأمة العربية والإسلامية وخانوا القضية الفلسطينية وأصبحوا أكثر يهودية من اليهود أنفسهم.

نماذج غريبة من التطبيع – تطبيع انحلالي

يواصل نظام أبوظبي مساعيه نحو نشر المزيد من الفساد والانحلال في الإمارات، عبر إبرام اتفاقيات مع الاحتلال، كان آخرها الاتفاق مع مصنع خمر إسرائيلي لتصدير منتجاته إلى الامارات.

وقالت هيئة البث العبرية، إن مصنعا إسرائيليا للخمور سيبدأ تصدير منتجاته إلى الإمارات، وأوضحت أن مصنع الخمور “غولان” وقع اتفاقا مع شركة إماراتية لتسويق منتجاته في فنادق ومطاعم الدولة الخليجية.. ونقلت الهيئة عن إدارة المصنع، أن “هذه لحظة تاريخية مثيرة لصناعة الخمور في إسرائيل”.

تطبيع زراعي

بعد ترويج نظام أبوظبي وتفاخره بالمنتجات الإسرائيلية، دعا مستخدمون لموقع تويتر إلى مقاطعة ميناء جبل علي الإماراتي تحسباً لإعادة تصدير منتجات الاحتلال التي غالباً ما تأتي من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

ونشر الناشطون فيديو يظهر احتفاء “تليفزيون دبي” بالمنتجات الإسرائيلية ويتفاخر بجودتها، مثيراً غضباً واسعاً بينهم .

وفي اندفاع جديد لزعماء النظام الإماراتي نحو توثيق علاقاتهم بإسرائيل وتجاهل القضية الفلسطينية والحقوق العربية، استضاف سوق الخضار والفواكه بدبي (فريش ماركت) الذي تديره بلدية دبي، عرضا للمنتجات الزراعية الإسرائيلية، للمرة الأولى عربياً، وربما في العالم كله.

ويؤكد المغردون أن ميناء “جبل علي” يعيد تصدير المنتجات الإسرائيلية بعد تغير بلد المنشأ، مطالبين بمقاطعة هذه المنتجات نصرة للأقصى والمرابطين في فلسطين.

وبذلك تلقى المنتجات الإسرائيلية ملاذاً آمناً في الإمارات بعدما سنوات من المقاطعة العربية والأوروبية.

تطبيع بحثي

وفي جانب متصل.. قال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، إن وفداً منه زار العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ووقع مذكرة تفاهم مع معهد بحثي رائد في الإمارات.

وأعلن المركز على موقعه الإلكتروني أن زيارة وفده إلى أبو ظبي استغرقت ثلاثة أيام، بدعوة من مركز الإمارات للسياسات (EPC)، بهدف التحضير لأفكار حول التعاون بين البلدين.

وأوضح أن المذكرة تحدد التعاون بين “المؤسستين”، والذي يشمل تنظيم مؤتمرات مشتركة، إضافة إلى دراسات استراتيجية حول القضايا المتعلقة بـ”الأمن القومي” في الإمارات و”إسرائيل” والشرق الأوسط.

وزعم المركز أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها تتعلق ببحث “المناحي المتطورة في الشرق الأوسط وطريقة صد جهات تقوّض الاستقرار الإقليمي”.

وفي حقيقة الأمر فإن ما يقوم به نظام أبوظبي المتحلل من كل القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية هو ما يمثل تهديداً للمنطقة العربية ويقوّض الاستقرار الإقليمي والدولي.. وما يعتبره مناحي متطورة فإن شعب الإمارات وجميع الشعوب العربية والإسلامية تعتبره منحىً متخلفاً وتطرفاً سياسياً وأخلاقياً وفكرياً وانتكاسة تاريخية لن تؤدي بنظام أبوظبي إلا إلى السقوط في الحضيض.