خسارة ترامب: ضربة قاصمة لنتنياهو وأوربان ومحمد بن سلمان وغيرهم
(موقع” نيوز 24- news24″ الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي ” سبأ”)
في هذا المعسكر الأخير, كان مضيفو ترامب في الرياض وبعد مرور أكثر من 24 ساعة من إعلان الشبكات الأمريكية عن فوز المرشح الديمقراطي في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن، أرسل الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد, تهنئة رسمية.
فهم يدركون أن أي حكومة ديمقراطية قد تعني تغييراً كبيراً في مصيرهم السياسي, ومن المرجح أن يدفع بايدن إلى استئناف المفاوضات النووية مع منافسة السعودي “إيران” وتخفيف حملة “الضغوط القصوى” التي يمارسها الرئيس ترامب.
كما يمكنه ايضاً الاستفادة من دعم الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي المناهض للدعم الذي توليه الإدارة الأمريكية للحرب التي تقودها السعودية في اليمن, منذ أواخر مارس من العام 2015, والتي لا تزال منهمكة في سرد فصولها حتى يومناً هذا.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح مستشارو بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحت إشراف بايدين، سوف تعييد تقييم العلاقة الشاملة مع المملكة العربية السعودية (وربما مع مصر).
ويشمل ذلك الضغط, اتخاذ إجراءات جديدة بعد مقتل الصحفي السعودي المعارض وكاتب العمود في صحيفة الواشنطن بوست جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية مطلع اكتوبر من العام 2018.
كان الرئيس ترامب – الذي ظلت أولويته تتلخص في الإبقاء على السعوديين منهمكين في شراء الأسلحة الأمريكية – يحمي الرياض من تأنيب وتوبيخ الكونجرس فيما يخص سجل السعودية في انتهاك حقوق الإنسان داخل السعودية وفي اليمن.
ولكن يتعين على بايدن أن يتخذ موقفاً أكثر قوة وحزم, وفي المقابل, يجب أن يقدم القادة السعوديون بعض التنازلات العلنية، بما في ذلك إطلاق سراح عدد كبير من الناشطين في المجتمع المدني السعودي المحتجزين في السجون السعودية.
قال دينيس روس، الدبلوماسي والباحث الأميركي الأسبق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى من خلال ندوة حديثة على شبكة الإنترنت: “هناك قضايا مثل مبيعات الأسلحة، وقضايا مثل حقوق الإنسان, سوف يكون هناك نهج مختلف بكل تأكيد”.
ومن جانبهم, لم يعلق الحكام الديكتاتوريون لروسيا وكوريا الشمالية والصين بصورة علنية على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.
إن عودة بايدن إلى البيت الأبيض بعد ثمانية أعوام من توليه منصب نائب الرئيس في ظل إدارة الرئيس بارك أوباما, من شأنها أن تعيد تنشيط التحالفات الأميركية التقليدية والتي ستعني تضاؤل فرص الانتهازية الجيوسياسية.
قال أندريه لانكوف أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كوكمين في سول, “سوف يكونوا غير راضين على الإطلاق”، مشيراً إلى الدائرة الداخلية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الذي قال ترامب عنه: “هناك علاقة خاصة”.
يمكن لبايدن أن يستأنف المسار من حيث توقفت إدارة ترامب فيما يخص المفاوضات النووية في الكرملين، لكنه سيحاول بقوة أكبر ضد التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات والصراعات في أماكن أخرى من العالم.
ومن جانبها, كتبت إيزابيلا خورشوديان: ” أن موسكو ترى عيوباً في رئاسة جو بايدن، بما في ذلك إعادة مشاركتها المبكرة مع حلف شمال الأطلسي”.
كما أعلن بايدن عن تدابير أكثر صرامة، ربما في هيئة عقوبات إضافية، لتدخل الروسي في الأنظمة الديمقراطية الغربية.
قال دبلوماسي غربي كبير في واشنطن لصحيفة “فايننشال تايمز” “نتوقع سن كبير للمواقف تجاه روسيا”.
هناك كراهية لروسيا بين [فريق بايدن] فهذا مذهل ومدهش حقاً, كما أنه ليس عقلانياً فحسب؛ بل إنه يتحرك أيضاً إلى حد كبير, حيث وقد أعلن بايدن عن خطة لعقد “قمة الديمقراطية” بعد فترة وجيزة من توليه منصبه.
ومن شأنه أن يجمع بين العديد من “الدول ذات التفكير المماثل” في محاولة منه لتعزيز ما يراه ويعتبره العديد من الخبراء, رائد للديمقراطية الليبرالية في بعض أجزاء العالم.
وسواء نجحت هذه المبادرة أو لم تنجح, فإنها علامة على أن إدارة بايدن قد تتجنب تدليل ترامب لزعماء الدهماء أو الدِيماغُوجِين – وهي إستراتيجية لإقناع الآخرين بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة- والقوميين غير الليبراليين.
يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحد أقرب الحلفاء الأجانب للرئيس ترامب, وهو من بين أولئك الذين من المرجح أن يبقون في العراء, وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يبدو أن فضائح الفساد التي تعرض لها في الداخل والنكسات في سوريا، قد تم تجاهلها؛ ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي سخر من “الإمبريالية الأخلاقية” لليبراليين الأميركيين.
قال بيتر كريكو، مدير معهد العاصمة السياسي في بودابست:”كانت رئاسة ترامب تعني دعم واشنطن غير المشروط, أعتقد أن إدارة جو بايدن سوف تكون أكثر صرامة في المجر من حيث التباطؤ الديمقراطي والفساد المرتبط بالاستثمارات الصينية والروسية، وهو ما رفضه الرئيس ترامب للتو”.
وبالنسبة لنتنياهو، الذي يقود مرة أخرى حكومة منغمسة في وحل الاضطرابات السياسية الداخلية، فإن صعود بايدن من الممكن أن يقلل من فرص الاستفزاز.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي معارضاً صريحاً للتقارب الذي تبنته إدارة الرئيس الأسبق أوباما مع إيران.
وفي الأشهر التي سبقت تنصيب بايدن، تستطيع إدارة ترامب، بدعم من السعوديين والإسرائيليين والإماراتيين، أن تتخذ تدابير عقابية ضد طهران لجعل طريق التقارب الذي من المفترض أن ينتهجه بايدن أكثر صعوبة, وبطبيعة الحال، من السابق للأوان أن نقدر حجم التغيير الذي قد يمثله بايدن.
ومن شأنها أن تطمئن بعض الحلفاء القلقين في سياستها المعتدلة وتأسيسها بحسن نية، ولكنها ستجعل الآخرين في نفس الوقت متوترين.
وهو لا يزال يكافح في الداخل: ففي واشنطن، الانتخابات ليست دائمة، حيث يدعم الجمهوريون في مجلس الشيوخ محاولة ترامب للطعن في نتائج الانتخابات بشأن مزاعم الاحتيال التي لا أساس لها من الصحة.
إن هذه الأزمة المستمرة تؤجج السياسة في أماكن أخرى, والواقع أن نظريات المؤامرة في عصر ترامب تعبر بالفعل الأطلسي وقد أشعلت أركان أقصى اليمين في أوروبا.
وفي حديثه عن نظرة العالم اليوم في ندوة عبر الإنترنت، يرى سيليا بيلين من معهد بروكنجز, أن الشعور بالوقوع “ضحية” الذي قد يشعر به بعض القوميين المتطرفين المبعدين في القارة “ينعكس على مصير ترامب في الوقت الحالي”.
فالرئيس ترامب يبحث عن القشة التي من خلالها سيتمكن من الحفاظ على السلطة، بالرغم من كونه كان مدعوماً بأكثر من 70 مليون ناخب أميركي.
وقال بيلين: “إن هذه الانتخابات لم تكن رفضاً كاملاً للنزعة الترامبية”، مضيفا أنها تبعث برسالة مفادها أن “الحركات الشعبوية القومية تتمتع بالسلطة” وقد يكتسبون المزيد من السلطة بعد دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.