لم يكن هنالك من هو أكثر قلقاً من محمد بن سلمان بشأن احتمالية فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية

بقلم: آرون ديفيد ميلر (مجلة “فورين بوليسي” الاميركية – ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ)

على مدار اليومين الماضيين، انتظرت عواصم قليلة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بنفس القدر من القلق الذي تابعت به الرياض تلك النتائج, ولاسيما ولي العهد الشاب الذي لا يرحم، الأمير محمد بن سلمان.

على الرغم من أنه يدرك جيداً أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية قد لا تزال بعيدة عن الفشل، فإن النصر الوشيك لجو بايدن يعني نهاية منطقة الحصانة التي صاغتها إدارة ترامب حول السعودية.

من المرجح أن يفتح سجل السعودية في انتهاك حقوق الإنسان داخل السعودية وفي اليمن، وجهودها المتهورة لتوسيع نفوذها في منطقتها كمصادر للتوتر الخطابي، لاسيما مع إدارة بايدن التي لا تتطلع إلى الاستثمار بكثافة في الشرق الأوسط.

ولي العهد لديه كل الأسباب للقلق من فوز بايدين, لقد لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه المؤيد للسعودية بشكلٍ جيد.

حيث أقنع الاخيرة بشراء أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات ومعارضة إيران، والتواصل مع إسرائيل, وبذلك سيمنحهم تفويض لفعل أي شيء آخر في المنطقة التي يريدونها.

لكن من غير المرجح أن ينسجم الرئيس جو بايدن مع السعودية، فقد وصف البلد بأنها منبوذة، ودعا إلى إنهاء “الحرب الكارثية” في اليمن، وحث على إعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة بالرياض.

قال بايدن لمجلس العلاقات الخارجية العام الماضي “يجب تحديد أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في واشنطن وليس في الرياض”.

في ظل حكم بايدن ، يبدو أن هذه الأولويات التي من خلالها ستعمل على تهدئة التوترات مع إيران من خلال العودة إلى الاتفاق النووي مع تجنب الصدام مع إسرائيل.

من ضمن هذه الجهود، سيكون هناك أيضاً منافس جديد لمشاعر واشنطن – محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، الذي قام بالفعل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكنه أقل تهوراً من محمد بن سلمان، وبالتالي قد يبدو لإدارة بايدن أكثر شريك يمكن الوثوق به.

بافتراض أن طهران مهتمة بالتقارب وتبحث عن اتفاق بشأن القضية النووية، خاصة إذا كان مصحوباً بتعهد كالذي جرى مع باراك أوباما لإضفاء مزيد من التوازن في السياسة الأمريكية والبقاء بعيداً عن السعودية وإيران في الألعاب الإقليمية، فإن الجهود الإقليمية للولايات المتحدة هي من المرجح أن تعكر صفو الرياض.

ومع اهتمام بايدن في الغالب بعدم الانجرار مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، فقد لا تكون الإدارة مستعدة لاستثمار كل هذا الوقت أو الاهتمام بالسعودية, فيما لا تزال تأثيرات هذا التباعد عن الرياض غير واضحة.

قد تدفع السعودية لتوسيع العلاقات مع الصين، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي، أو ربما يمكن للدولة أن تحذوا حذو الإمارات, والإسراع في الإعلان عن التطبيع مع إسرائيل في محاولة لكسب ود واشنطن.

وهنا نقول انها مهما ستقدم من تنازلات ومبادرات، من العدل أن نقول إنه وفي ظل إدارة بايدن، مع إعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة، لن تكون السعودية الفتاة المدللة لواشنطن بعد الآن.