وسائل الإعلام الإسرائيلية تهتف بشكل غريب لهزيمة أفضل صديق على الإطلاق لإسرائيل في المكتب البيضاوي واستبداله بنائب الرئيس للزعيم الأمريكي الأكثر عدائية في التاريخ.

 

بقلم: كارولين ب.جليك (صحيفة “إسرائيل هيوم”- ترجمة: جواهر الوادعي, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

الرئيس دونالد ترامب هو الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل في التاريخ, في حين كان الرئيس باراك أوباما أكثر الرؤساء معاداة لإسرائيل في التاريخ.

والآن، نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي هي أن نائب الرئيس أوباما، جو بايدن، سيتم تنصيبه في 20 يناير وسيغادر ترامب البيت الأبيض.

يمارس ترامب حقه في الطلب بإعادة فرز الأصوات في ولايتي ويسكونسن وجورجيا ورفع دعوى قضائية لمحاربة تزوير الناخبين المزعوم في ميشيغان وبنسلفانيا.

لكن للفوز بالسباق في هذه المرحلة، سيحتاج ترامب إلى الفوز في أريزونا وجورجيا وإما عكس فرز الأصوات في ويسكونسن أو ميشيغان أو الفوز في الانتخابات في بنسلفانيا.

يدين ترامب لـ 71 مليون ناخب لضمان أن تعكس نتائج الانتخابات إرادة الناخبين.

وهكذا، سوف يستنفد جميع السبل القانونية, لكن احتمال فوز جهوده ضعيف.

وسائل الإعلام الإسرائيلية تهتف بشكل غريب للهزيمة الواضحة لأفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق في المكتب البيضاوي واستبداله بنائب الرئيس للزعيم الأمريكي الأكثر عدائية في التاريخ.

وأثناء قيامها بذلك، يصر المعلقون وبشكل هادئ على أن بايدن صديق عظيم لإسرائيل.

ومع أن هذا الادعاء مطمئن إلا أنه غير صحيح، لاسيما فيما يتعلق بإيران.

بايدن غير معروف بمبادئه القوية, لقد غيّر مواقفه في كل شيء من سياسات العرق إلى التجارة الدولية إلى العدالة الجنائية إلى الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.

لكن بينما كان سريعاً في مواءمة موقفه بشأن جميع القضايا تقريباً مع الرياح السياسية السائدة، حافظ بايدن على ولائه لموقف مثير للجدل بشدة على مر السنين.

هذا الموقف هو التعاطف والدعم للنظام الثيوقراطي في إيران.

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001, دعا بايدن إلى منح 200 مليون دولار لإيران لإظهار نوايا أمريكا الحسنة للعالم الإسلامي.

خلال حرب العراق، كان بايدن أحد أقوى الأصوات التي دعت الولايات المتحدة إلى إبرام صفقة مع إيران من شأنها أن تحول عراق ما بعد صدام بشكل أساسي إلى مرزبانية إيرانية.

وكان بايدن أحد المدافعين الرئيسيين عن الاسترضاء النووي تجاه إيران، سواء في السنوات التي سبقت صعوده إلى منصب نائب الرئيس في عهد أوباما وطوال محادثات أوباما النووية مع إيران.

أدت هذه المحادثات، بالطبع، إلى إبرام الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي منح إيران مساراً مفتوحاً لترسانة نووية في غضون عقد من الزمن.

منذ إعلانه عن ترشحه لمنصب الرئاسة، تعهد بايدن – الذي انتقد بشدة قرار ترامب بالتخلي عن الاتفاق النووي- مراراً وتكراراً بأنه سيعيد التزام الولايات المتحدة بالاتفاق إذا تم انتخابه، مما يضمن حصول إيران على ترسانة نووية.

رداً على هذا التغيير المتوقع في السياسة في واشنطن، فإن لدى إسرائيل وحلفائها في الخليج العربي مصلحة شديدة في اتخاذ إجراءات لتقليل احتمالات إيران في تحقيق القدرة النووية العسكرية خلال الشهرين المقبلين.

هؤلاء الحلفاء، ولاسيما المملكة العربية السعودية، قلقون بلا شك من إدارة بايدن, وقلقهم هذا في محله.

في مقابلة أجرتها عشية الانتخابات مع صحيفة ديربورن الأمريكية العربية التي تتخذ من ميتشيغن مقراً لها، تعهدت زميلة بايدن في الانتخابات السناتور كامالا هاريس بقلب العلاقات الأمريكية السعودية.

وقالت في حوارها، “بدلاً من الوقوف موقف المتفرج بينما تنتهج حكومة السعودية سياسات كارثية وخطيرة، بما في ذلك الحرب المستمرة في اليمن، سنعيد تقييم علاقة الولايات المتحدة بالسعودية وننهي الدعم للحرب التي تقودها السعودية في اليمن”.

بمعنى آخر، ستدعم الولايات المتحدة وكيل إيران الحوثي في حربها ضد السعودية.

هناك اتجاه إيجابي لإسرائيل في تحول بايدن المتوقع تجاه إيران, فقد تختار السعودية، التي كانت مترددة في الانضمام إلى الإمارات والبحرين والسودان في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، القيام بذلك في الأسابيع المقبلة.

مثل هذه الخطوة، التي من شأنها أن توسع إلى حد كبير السلام العربي الإسرائيلي الذي صاغه الرئيس ترامب من خلال اتفاقيات إبراهيم، ستقدم لإدارة بايدن تحالفاً رئيسياً يقف في مواجهة إيران المسلحة نووياً.

في المقابلة نفسها، تعهدت هاريس بالعمل ضد التجمعات الإسرائيلية في يهودا والسامرة وعرقلة جميع التحركات الإسرائيلية لفرض سيادتها في يهودا والسامرة وفقاً لخطة ترامب للسلام، مع إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس التي تخدم الفلسطينيين المستقلين تحديداً سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل.

كما وعدت الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية التي تديرها منظمة التحرير الفلسطينية في يهودا والسامرة ولغزة التي تديرها حماس.

تحسبا لهذه التحركات العدائية، على مدى الشهرين المقبلين, على إسرائيل اتخاذ إجراءات متضافرة وذات مغزى لتفكيك المستوطنات الفلسطينية غير القانونية ذات المواقع الاستراتيجية في المنطقة ج*.

إذا كان الجمهوريون قادرين على الحفاظ على سيطرتهم على مجلس الشيوخ، ومع تناقص الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، فسيواجه بايدن صعوبة في تمرير أجندة السياسة الداخلية التقدمية التي خاضها.

ومع نظام التحالف الإسرائيلي السني الذي عززه ووسعه ترامب، سيواجه بايدن أيضاً عقبات في طريقه لإعادة سياسات أوباما في الشرق الأوسط.

* في عام 1995 ، كجزء من اتفاقيات أوسلو ، كانت الضفة الغربية المحتلة

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.