الواقع المرير للأمة .. والخطر المحدق بها
السياسية : المحرر السياسي
حملّت كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ذكرى المولد النبوي، العديد من التوجيهات التي يجب العمل بها لمواجهة المخاطر التي تحدق بالأمة، خاصة ما يتعلق بالظروف العصيبة التي تمر بها جراء الهجمة الشرسة من قبل قوى الاستعمار في محاولة لتمزيقها وزرع بذور الشقاق والفتنة بين أبنائها خدمة لأغراض الاستعمار ومطامعه القديمة الجديدة في الانقضاض على مقدرات الأمة وثرواتها وموقعها الجيو سياسي المتميز.
توجيهات قائد الثورة بالمخاطر المحدقة بالأمة، لم تأت من فراغ وإنما جاءت في سياق موقع المسؤول المطلع والعارف بحقيقة المخاطر والأطماع الاستعمارية التي تهدد واقع الأمة، ولهذا ” فإن اليقظة والتحرك الجاد والمسئول تجاه المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية، تستهدف الجميع بلا استثناء من خلال أدواتها العميلة وأياديها الإجرامية المتمثلة ببعض الحكومات كالنظام السعودي والجماعات التكفيرية التي تتحرك ضمن مشروع هدام وتدميري”.
لم يعد خافياً على أحد من أن الغايات الأساسية لقوى الاستعمار هو تفكيك كل مكونات الأمة والوصول بها إلى الانهيار التام والخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل، وهذه إستراتيجية معروفة تعمل عليها أمريكا وعملائها منذ زمن طويل وما هو حاصل الآن في العديد من دول الشرق الأوسط كسوريا وليبيا والعراق واليمن وغيرها يأتي في إطار المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتمزيق وتفتيت دول المنطقة إلى كيانات هزيلة وضعيفة يسهل السيطرة عليها وجعلها تحت وصاية القوة العسكرية الصهيونية.
لا جديد إن تم التأكيد في أن الأمة تمر بوقت عصيب يتهدد مصيرها ووجودها في خطر غير مسبوق لم تشهد له مثيل، ما يحتم على الجميع الحذر وتوحيد الصفوف لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة ومستقبلها والتي لم تعد خافية على أحد، خاصة ونحن نعيش واقع مرير بدأ بتدمير القوة العسكرية العربية في العراق وسوريا وليبيا وحالياً بدأ نفس المشروع في مصر والأدهى والأمر من ذلك كله تدمير القضية الفلسطينية والذي أخذ الطابع العلني مؤخراً وبمباركة كيانات عربية هزيلة “الإمارات والبحرين والسعودية” وستتبعها دول أخرى.
لقد تم دفن كل المسلمات والشعارات العربية القومية كالأمن القومي العربي وقضية فلسطين المركزية والدفاع العربي المشترك ولم يعد لها ولمثلها من وجود والحاصل الآن هو الارتماء في أحضان الاستعمار من قبل قيادات عربية لا تعي ما تفعل، أصبح يتم تحريكها بالريموت من قبل واشنطن وتل أبيب ويتفاخرون بالتسارع في التطبيع مع كيان العدو الغاصب لفلسطين دون وعي بحقيقة ما سوف يتهددهم ودولهم لاحقاً.
قيادات لا تمتلك مقومات القيادة ولا رؤية مستقبلية لحقيقة الأمور والتآمرات التي تحاك ضد الأمة حاضراً ومستقبلاً.