شهد الأسبوع الحالي بعض التغييرات في مراكز
المسلسلات الأكثر متابعة، ولكن المسلسل الذي حافظ على بقائه في الصدارة للسنة الثالثة على التوالي هو مسلسل “قيامة أرطغرل” الذي تعرض قناة “TRT1” الجزء الرابع منه، بالإضافة إلى قنوات عربية تعرض الحلقات المدبلجة منه إلى اللغة العربية. والمسلسل من بطولة الفنان التركي الشهير، أنغين ألتان دوزياتان، ويروي قصة
البطل التاريخي أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، وكيف أنه أسهم في توسيع الرقعة التي كانت تقطنها قبيلته “قايي” باتجاه الأناضول ثم إلى البلقان، إلى أن توسع باتجاه المشرق العربي. وكان هذا المسلسل قد حظي باهتمام الدولة التركية، إذ زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقع التصوير، وأعرب عن اعتزازه بتقديم هذا العمل الذي يصور بطولات العثمانيين، على حد وصفه، وصرح أنه وأفراد أسرته يتابعون أحداث المسلسل دونما انقطاع.
ولم يستطع
المسلسل التاريخي الملحمي الجديد “محمد الفاتح” أن يزيح “قيامة أرطغرل” من الصدارة، فبعد عرض ثلاث حلقات منه، لا يزال يراوح مكانه بحسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية منها صحيفة “يني شفق”، ويحتل “محمد الفاتح” الذي يعرض على القناة التركية “D” المرتبة الثانية في المسلسلات التي تعرض يوم الثلاثاء من كل أسبوع. إذ يسبقه مسلسل آخر بعنوان “المرأة” الذي يعرض على قناة “FOX”، رغم أن منتج مسلسل “محمد الفاتح” تجنب عرضه في نفس يوم عرض مسلسل “أرطغرل” وذلك لأنه يعتبره المنافس الوحيد المتوقع، فحدد موعد عرضه يوم الثلاثاء بدلاً من الأربعاء، إلا أنه لم يستطع أن يلحق بالصدارة. وكان متوقعاً أن يحصد نسبة مشاهدة أكبر، وخاصة بعد أن تصدر وسم يحمل اسم المسلسل حسابات “تويتر” التركية بعد عرض الحلقة الأولى منه، ضمن تخوف من أن ينال ذات المصير الذي حل بالمسلسل الذي حمل نفس الاسم قبل سنوات. إذ توقف عرضه بعد عرض حلقاته الأولى، لعدم حصوله على نسب متابعة كما كان متوقعاً.
ويروي المسلسل الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل التركي النجم، كينان أميرزلي، الذي اشتهر في دوره بمسلسل “إيزيل” الذي عرض قبل سنوات على الشاشات العربية، قصة السلطان محمد الثاني الملقب بـ”الفاتح”. وتبدأ أحداث المسلسل بحديث نبوي عن فتح القسطنطينية، الذي يشعل في نفسه الحماس لأن يكون هو المقصود بالحديث، فينبري مع جيشه إليها وبعد عدة محاولات وبطولات يظفر بفتحها لتكون مدينة “إسطنبول” حالياً.
ورغم ذلك يرى بعض المتابعين أن الفرصة لا تزال متاحة أمام “محمد الفاتح” للتقدم إلى الصدارة، خاصة وأن هناك مسلسلات لم تحقق مشاهدة عالية إلا بعد عرض عدة حلقات منها، وأن الحلقات الأولى ليست هي المعيار، إذ حصل عكس ذلك مع مسلسل “أخبرها أيها البحر الأسود” الذي استطاع أن ينتزع الصدارة من مسلسل “قيامة أرطغرل” بعد عرض حلقته الثانية، وهو مسلسل يتناول قضية العنف ضد المرأة، لكنه ما لبث أن تراجع ليعود “أرطغرل” ويتصدر. كما أنه ثمَّة مسلسلات أخرى كان من المتوقع أن تحقق نجاحاً كبيراً، وخاصة أنها لقيت اهتماماً حكومياً كبيراً، مثل مسلسل “كوت العمارة” الذي حققت أولى حلقاته نسبة مشاهدة كبيرة، إلا أنه تراجع فيما بعد، فلم يعد موجوداً ضمن سباق “الرايتينغ” للمسلسلات التركية الأكثر مشاهدة.
العربي الجديد