“ملتقى مسلمون ومسيحيون في مواجهة التطبيع”..تأكيد على الحقائق الأساسية في قضية فلسطين
السياسية – متابعات :
رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنّ العالم مبني على سيطرة القوّة ومصلحة أمريكا، ولا يمكن استعادة فلسطين والقدس إلّا بقوّة المقاومة.
وأوضح الشيخ نعيم قاسم أنّ ارتباط بقاء حكّام الخليج ظلماً وعدواناً مسلّطين على شعوبهم هو بتبعيّتهم لأمريكا.
وأضاف: “بأنّهم منذُ البَداية لم يكونوا مع فلسطين بل كانوا مع إسرائيل، وإنّ مبادرات الخليج نحو السّلام، لم تكن إلّا خطوات مرحلية من أجل شرعَنة وجود “إسرائيل” وضرب القضيّة الفلسطينيّة.
واعتبر الشيخ نعيم قاسم أنّ إعلان تطبيع الإمارات والبحرين ومن خلفهما السعوديّة، التي تدير هذا الملف بشكل مباشر، هو ذروة الخيانة لفلسطين، هؤلاء كانوا خائفين سابقاً من غضب شعوبهم فتدرجوا بإعلاناتهم ومواقفهم ضدّ القضيّة الفلسطينيّة، مترافقاً ذلك مع كبتهم للحريّات في بلدانهم وقمعهم للشعوب التي يحكمونها.
ولفت إلى أنّ حكّام الدّول المطبِّعة دعموا نفاقاً بعض حاجات الشعب الفلسطيني من أجل أن يقولوا لشعوبهم وللعالم بأنّهم يحتضنون فلسطين، وفي العقد الأخير انكفؤوا بشكلٍ شبه كامل حتى عن الدّعم المادي العادي للفلسطينيين.
وأضاف الشيخ قاسم “التطبيع ألغى التأييد الشكلي والمعنوي للقضيّة الفلسطينيّة، وقد كان بذلك كشفاً وفضيحةً للحقائق. بأنّ التطبيع قد فضح نفاق عرب التطبيع في الخليج وغيره، ولكن أراح فلسطين من عبء الضغوطات العربية للتنازل.
وأوضح سماحته بأنّ التطبيع نهاية مسار اسمه الإستسلام والذّل والخيانة، وفي المقابل هناك المقاومة التي تستعيد الأرض والكرامة والإستقلال.
وقال: يجب أن يكون واضحاً أنّ الذي غيّر مسار الإستسلام في المنطقة، هو قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره وقيادة الإمام الخامنئي دام حفظه بعد ذلك، هذا الذي غيّر مسار القضيّة الفلسطينيّة في المنطقة فبدل أن يكون كامب ديفيد في سنة 1978 بَداية الإنهاء للقضية الفلسطينية ثم الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 خط ما قبل الشرعنة للكيان الإسرائيلي، جاءت إيران لتُحيي الأمل المقاوم من خلال المشهد الأول وهو استبدال سفارة “إسرائيل” بسفارة فلسطين في إيران الثورة، والمشهد الثاني هو إعلان أولوية المواجهة مع إسرائل ودعم المقاومة، المشهد الثالث والمؤثْر هو قيام حزب الله على قاعدة تحرير فلسطين والأرض المحتلّة ودعم حزب الله والمقاومة الفلسطينيّة وحركات التحرّر والدول المساندة لقضيْة فلسطين وعلى رأسها سوريا، فنشأ محور المقاومة قوياً فاعلاً يؤسّس للمستقبل وأوقف هذا المحور مسار الهزائم وحوّل المنطقة إلى مسار الإنتصارات.
ووصف نائب الأمين العام لحزب الله جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته بحجر الزاوية في مستقبل التحرير لفلسطين والقدس، وأنّ نشاط المقاومة وتسلّحها ومواقف فصائلها هو الذي سيؤدّي إلى التحرير الذي سيرسم مستقبل فلسطين.
وتابع بالقول: ” لا تتوقّعوا بأن يكون هناك فلسطين محررة بدون مقاومة”.
وأردف قائلا: “حاولوا الكثير من أجل صفقة القرن، وجمعوا عرب الردة من أجل صفقة القرن وأعلنوا بأنّهم سيفرضونها في أشهر، ولكنّهم فشلوا لأن الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية توحدوا حول رفض صفقة القرن”.
وتوجّه إلى الشّعب الفلسطيني والشباب العربي والإسلامي قائلاِ: أنتم يا شعب فلسطين رأس الحربة وأنتم رأس الخيار من أجل المسقبل، هنا نقول للشباب العربي والإسلامي على امتداد عالمنا العربي والإسلامي أنتم لكم دور، وفيكم الخير الكثير، أنتم تؤمنون بفلسطين محرّرة، وهذا دوركم وواجبكم ، يجب أن تُبقوا فلسطين أولوية عندنا جميعاً، أعطوها ما تستطيعون، أعطوها الكلمة، أعطوها القلم، أعطوها الموقف السياسي، أعطوها الدعم المالي، أعطوها التسليح والقتال، أعطوها تربية الأجيال.
وختم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:” لقد أُصيبت إسرائيل بهزائم ولم يعد لديها الجيش الذي لا يقهر، وهي مردوعة بفعل المقاومة وهي تعاني في الداخل من خلافات سياسية وتشتّت وتشرذم”.
بدوره، المنسق العام للحملة العالمية الشيخ يوسف عباس أوضح هدف الملتقى بتعزيز الحضور الفعال لعلماء الدين المسلمين ورجال الدين المسحييين في تبني قضية فلسطين. قائلاً إن هذا اللقاء ينعقد في ظل هجمة تطبيعة شرسة تقودها أميركا وادواتها في المنطقة الذي يقدمون السلام والتعاون ألأمني والافتصاد مع الكيان في مقابل التفريط بالحقوق، ويستهدفون تغيير قناعات الناس عبر العبث بالحقائق والقيم وتشويه التاريخ والمفاهيم.
كما يهدف المؤتمر بحسب الشيخ عباس إلى إعلان تأكيد عدد من الحقائق الأساسية المتعلة بالقضية الفلسطينية وحث العلماء ورجال الدين على نشرها وبيانها للناس والعمل بما يوافقها.
وتتمثل هذه الحقائق بالتالي:
أولاً: إعلان البراءة من كل أعمال التطبيع والاستسلام، ومن من يقوم بها ويدعو لها ويبررها وتأكيد الموقف بأن التطبيع خيانة مرفوضة دينياً وانسانياً.
ثانياً: تأكيد أن كل فلسطين أرض مقدسة لا فرق في أهمية التمسك بتحريرها بين أي بقعة وأخرى، وأن التطبيع لا يعبر إلا عن أصحابه المتخاذلين الذين يتوارثون حكم شعوبه دون أي مشروعية شعبية، وهم لا يملكون تنازلاً عن ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين.
ثالثاً: رفض كل خطة لانهاء القضية الفلسطينية بدون تحقيق العدالة الكاملة التي لا تتجزأ، ولو قبل كل العالم بالكيان الغاصب، فإننا لا يمكن أن نقبل بذلك الظلم.
رابعاً: واجبنا كعلماء، تشكيل جبهة متماسكة في مواجهة التطبعيع الذي يستلزم تشريع الظلم واغتصاب الحقوق، وبذلك يناقض الايمان الحق الذي لا يستقيم بدون بالعدل والخير.
خامساً: نحن المسلمون والمسيحيون المؤمنون بقيم السماء التي جاء بها كل من النبي محمد (ص) وعيسى (ع)، وأننا نحن دعاة السلام الحقيقيون وأهل المحبة والمودة وحملة الخير لكل العالم، القائم على اساس العدل وحفظ الحقوق.
* المصدر : موقع العهد الإخباري