السياسية – متابعات :

عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة صنعاء جلستها العلنية يوم الاثنين الماضي، برئاسة رئيس المحكمة القاضي “أمين زبارة” للنطق بالحكم في القضية رقم 24 لسنة 2018 المرفوعة من النيابة الجزائية المتخصصة ونيابة استئناف الجزائية المتخصصة بمحافظة الحديدة والمدّعين بالحق الشخصي لورثة الشهيد الرئيس “صالح علي الصماد” ومرافقيه “أمين أحمد حمود سمنان” و”أمين حسين علي الرشاء” و”عبد الباري محمد علي مناع” و”علي عبدالخالق درهم كثير” و”صالح يحيى أحمد شريان الهمداني” و”عبد الكريم عبدالوهاب محمد شرف الدين”. وفي مواجهة المتهمين الماثلين أمام المحكمة والمحامين المنصبين عن المتهمين الفارين من وجه العدالة وبحضور النيابة العامة وأولياء دم المجني عليهم، تم النطق بالحكم وفقا لأسبابه وحيثياته.

وقضى منطوق الحكم بـإدانة 16 متهما في القضية بجرائم القتل والتخابر وقضى على أحد عشر متهما منهم بالإعدام قصاصا وحدا وتعزيرا بينما قضى على خمسة متهمين بالإعدام حدا وتعزيرا والمدانين هم: (محمد بن سلمان آل سعود ومحمد بن زايد آل نهيان وعبدربه منصور هادي وعلي محسن صالح الأحمر وأحمد عبيد بن دغر ومحمد علي المقدشي وطارق محمد عبدالله صالح وعلي علي إبراهيم القوزي وعبدالملك أحمد محمد حميد ومحمد خالد علي هيج ومحمد إبراهيم علي القوزي ومحمد يحيى محمد نوح وإبراهيم محمد عبدالله عاقل ومحمد محمد علي المشخري وعبدالعزيز علي محمد الأسود ومعاذ عبدالرحمن عبدالله عباس). وعقب النطق بالحكم طلب المحكوم عليهم الماثلون أمام المحكمة قيد استئنافهم، بينما احتفظ المحامون المنصبون عن المحكوم عليهم الفارين من وجه العدالة بحق المنصب عنهم. كما احتفظ وكيل النيابة بحق النيابة في الاستئناف حتى يتم اخطار رئيس نيابة الاستئناف بمنطوق الحكم بينما احتفظ محامي أولياء الدم بحقه في الاستئناف الجزئي حتى يتم الرجوع إلى أولياء الدم. وتضمن الحكم إرجاء الفصل في الدعوى الجزائية المرفوعة ضد بقية المتهمين الأجانب المذكورين في قرار الاتهام وإعادة الملف إلى النيابة لاستكمال إجراءات التحقيق وجمع الأدلة في وقائع أخرى مرتبطة بالمتهمين في دائرة اختصاص المحكمة.

حادثة اغتيال الرئيس “صالح الصماد”

بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعلم بدأها من مدينة صعدة، وسطّر خلالها أروع الملاحم البطولية، أبى رجل المراحل الصعبة الرئيس صالح الصماد أن تناله ضربات العدوان في القصر الجمهوري في صنعاء، ليرتفع شهيداً في خطوط المواجهة المشتعلة وتحديداً في مدينة الحديدة على الساحل الغربي والتي يتركّز عليها قصف العدوان السعودي الأمريكي. وفي عام 2018، وصلت جرائم السعودية العشوائية في اليمن إلى مرحلة “هستيرية” تشبه حالة “الذبيحة” التي لم تمت بعد وما زالت تقاوم للبقاء على قيد الحياة، وكان هذا ومازال هو حال المشروع السعودي في اليمن الذي يدفع بكل ما أوتي من عزم وقوة وجموح لإبقاء مشروعه حيّاً على أرضٍ لم تعتد يوماً على “التبعية” لأحد ولم تعتدِ على أحد، كل همها العيش بكرامة وتأمين حياة كريمة لأبنائها. وفي عام 2018 قامت طائرات بدون طيار تابعة لتحالف العدوان السعودي بإغتيال الرئيس الشهيد “صالح الصماد” في محافظة الحديدة، أثناء قيامه ببعض الزيارات التفقدية للسكان المدنيين والقوات اليمنية المرابطة على تخوم تلك المحافظة الساحلية. وفي تلك الحادثة الغادرة، رحل الرئيس الصماد، لكنه لم يرحل جباناً خوَّافاً، بل شجاعاً جسوراً وهو يؤدي دور البطولة في مسلسل الدفاع عن حياض هذا الوطن وكرامته. غادر الرئيس الحياة، لكنه لم يغادرها من فندق أو منتجع أو شاليه أو حتى كان يمضي عطلته الأسبوعية بين أولاده ومع أسرته في مسقط رأسه، بل كان يطوف الجبهات، ويقود حملة الحشد والتعبئة للاستنفار والنفير، وإظهار قوة اليمنيين واستبسالهم وصمودهم. رحل القائد الشجاع المغوار بعد أن حفر اسمه في قلوب اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، رحل الصالح الصامد بفجيعة شبيهة بفجيعة الرئيس الشهيد “الحمدي” حيث المقارنة كبيرة رغم اختلاف الواقع والظروف المحيطة بكلٍ منهما، رحل بعد أن أسَرَ القلوب حباً وملأ النفوس إعجاباً بحنكته وسياسته وإدارته وقوة شخصيته.

البدء بتشكيل محكمة لمحاكمة المتهمين

أعلنت حكومة صنعاء عقب عملية اغتيال الرئيس “صالح الصماد” عن تشكيل محكمة لمحاكمة المتهمين المتورطين في هذه العملية الغادرة. وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن بدء محاكمة الرئيس الأمريكي “محمد بن سلمان ومحمد بن زايد و61 متهماً أخر بتهمة قتل رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق “صالح الصماد”. ولفتت تلك التقارير إلى أن المحبوسين احتياطيا وعددهم (10) متهمين يمنيين والفارين من وجه العدالة وعددهم (52) متهما أجانب ويمنيين اشتركوا في اتفاق جنائي، حيث استهدفوا موكب الرئيس “الصماد” باستخدام الطائرات العائدة للمتهمين من الأول حتى المتهم السابع والأربعون بحي “سبعة يوليو” في مدينة الحديدة في التاسع عشر من شهر أبريل 2018م ما أدى إلى مقتل المجني عليه ومرافقيه. وأعربت تلك التقارير أنه جرى في الجلسة الاولى مواجهة المتهمين من الثالث والخمسون وحتى الثاني والستون المحبوسين احتياطيا بالتهم الموجهة اليهم واعترافاتهم في محاضر الاستدلالات ولدى النيابة العامة وبقية الأدلة المدونة في قائمة ادلة الاثبات، وتشمل التهم التخطيط لاغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى وإعانة دول العدوان بتقديم معلومات وإحداثيات تهدد الموقف الدفاعي والسيادي للجمهورية اليمنية .وأقرت المحكمة في ختام جلسة المحاكمة الأولى السير في إجراءات نظر القضية فيما يتعلق بالمتهمين المحبوسين احتياطيا، وإرجاء السير في نظر القضية بالنسبة للمتهمين الفارين من وجه العدالة وعددهم (47) اجنبيا و(5) يمنيين والنشر عنهم في وسائل الاعلام .

وقبل عدة أشهر، استأنفت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة، جلساتها العلنية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد “صالح علي الصماد” رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق. واستعرضت المحكمة في جلستها الخامسة، برئاسة رئيس المحكمة القاضي “أمين زبارة” وحضور هيئة الإدعاء برئاسة القاضي “وضاح القرشي” رئيس النيابة الجزائية المتخصصة بالحديدة والمحامين عن المتهمين وأولياء الدم، أقوال المتهمين في محاضر الاستدلالات والتسجيلات المرئية للمتهمين، وكذا الأدلة الفنية بقائمة أدلة الإثبات. وأقرت المحكمة مواصلة استعراض الأدلة في الجلسة القادمة، وتكليف رئيس نقابة المحامين بالحضور للدفاع عن بقية المتهمين الفارين من وجه العدالة وعددهم 52 متهما يمنيين وأجانب بعد إنتهاء مدة النشر القانونية.

ويوم الاثنين الماضي، عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة صنعاء جلستها العلنية، برئاسة رئيس المحكمة القاضي “أمين زبارة” للنطق بالحكم في القضية المرفوعة من النيابة الجزائية المتخصصة ونيابة استئناف الجزائية المتخصصة بمحافظة الحديدة والمدّعين بالحق الشخصي لورثة الشهيد الرئيس “صالح علي الصماد” ومرافقيه وقضى منطوق الحكم بـإدانة 16 متهما في القضية بجرائم القتل والتخابر وقضى على أحد عشر متهما منهم بالإعدام قصاصا وحدا وتعزيرا بينما قضى على خمسة متهمين بالإعدام حدا وتعزيرا.

الجدير بالذكر، أن القيادة اليمنية ممثلة بسماحة القائد “عبد الملك الحوثي” ورئيس المجلس السياسي “مهدي المشاط” وأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، توعدوا في عام 2018 النظامين السعودي والإماراتي بالرد القاسي على عملية اغتيال الرئيس الشهيد “صالح الصماد” وبالفعل تم الرد بقسوة على هذين النظامين الغازيين، حيث كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، قاموا خلال السنوات الماضية بشن العديد من الهجمات بالطائرات بدون طيار وبالصواريخ البالستية على مواقع حساسة داخل الاراضي السعودية والإماراتية رداً على عملية الاغتيال الغادرة.

* المصدر : الوقت التحليلي