المهندس سليم البطاينة*

قبل عدة أيام صدرت رسائل من الرياض والخرطوم كل على حده … أولها صدرت من الرياض حيث أعلن وزير خارجيتها خلال المُؤتمر الصحفي مع نظيرة الألماني Heidi Maas التزام المملكة العربية السعودية بالسّلام والذي وصفه بأنه خيار استراتيجي لها لكن من خلال المبادرة العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله في بيروت عام ٢٠٠٢ والتي تضمنت حل الدولتين ، وأشار أنه إذا قررت الرياض عقد أو إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل فتلك الاتفاقية لن تكون بالمجان علماً بأن ردة الفعل السعودية الرسمية تجاه إعلان ابو ظبي إقامة علاقات مع تل أبيب كانت الصمت والحذر … وهذا ما أكّد عليه الأمير تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق لصحيفة الشرق الأوسط بقوله إذا كان هناك دولاً أخرى ستلحق الإمارات فلا بد أن تأخذ الثمن وحينها سيكون الثمن غالياً.

أما ما حدث في الخرطوم فقد تمت إقالة المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر صادق والذي دعا بلاده علانية إلى إقامة علاقات مع إسرائيل مما أثار حفيظة الشعب السوداني … علماً أن رئيس المجلس الإنتقالي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبل أشهر في أوغندا.

فعلى ما يبدو فالتّوجه العام يوحي بأن منحنى التطبيع إلى ارتفاع والسبب هو غياب رؤية واستراتيجية عربية فهناك فرق في النوايا وفي التخطيط وفي النهايات فليس كل ما يكتب يقال وليس كل وعد ينفذ وليس كل أمل يرتجى يكون …. فإسرائيل باتت مقتنعة تماماً أنها لم تعد عدواً للكثير من الدول العربية والإسلامية …. فهناك بعضاً من الدول المتحفزة ستدخل المعترك التطبيعي ومنهم من يصرح ومنهم من يخشى أن يفوته القطار وآخرون يتطلعون لركوب الأغلبية.

*نائب أردني سابق
* المصدر : رأي اليوم