دراسةٌ إسرائيليّةٌ: الإتفاق مع الإمارات أخرج الفلسطينيين رسميًا من اللعبة وزاد من شرعيّة إسرائيل كدولةٍ يهوديّةٍ ولن يُنقِذ ترامب لأنّ الأمريكيين يهتَّمون بالـ(كورونا) والإقتصاد
السياسية – متابعات :
رأى البروفيسور الإسرائيليّ، إيتان غلبواع، المُختص بالعلاقات بين واشنطن وتل أبيب، رأى في دراسةٍ جديدةٍ نشرها مركز الدراسات الإستراتيجيّة (بيغن-السادات) في تل أبيب، أنّ اتفاقية السلام الإسرائيلية مع الإمارات العربية المتحدة تعمل على تغيير التحالفات الإستراتيجيّة في الشرق الأوسط، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الاتفاق المذكور يُضفي الطابع الرسمي على الكتلة العربية السنية الإسرائيلية ضدّ الهلال الشيعي الإيراني العدواني والعنيف الذي ينتشر من طهران عبر العراق وسوريّة إلى لبنان ومن طهران إلى اليمن، على حدّ قوله.
وتابع قائلاً إنّ اتفاق السلام يُرسِل. رسائل إلى إيران والفلسطينيين والاتحاد الأوروبي والمرشّح الديمقراطيّ لرئاسة الولايات المتحدّة الأمريكيّة جو بايدن، ويُظهِر أنّ الدول العربية لم تعد مستعدة للتضحية بمصالحها الإستراتيجية الحيوية من أجل الرفض الفلسطيني لمقترحات السلام، وآخرها خطة ترامب للسلام، كما أنّه يلغي الأساطير حول إسرائيل وسياسات الشرق الأوسط، طبقًا لأقواله.
وشدّدّ على أنّ الاتفاقية مهمة للغاية، وستزيد من آفاق السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، مُضيفًا أنّ إسرائيل تتعاون مع العديد من دول الخليج عن كثب تحت الطاولة لعدد من السنوات، لاسيما في القضايا الأمنية، والآن يتم فتح هذه العلاقات وتطويرها، مشيرًا إلى أنّ المزيد والمزيد من الناس في معظم أنحاء العالم العربي المسلم السني لم يعودوا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدوّ بل كحليف محتمل، كما أنّ هذه الصفقة، أكّد بروفيسور غلبواع، ستزيد من شرعية إسرائيل كدولة يهودية في الشرق الأوسط، طبقًا للدراسة الجديدة التي أعّدها.
وتابع: أوقف الاتفاق خطة إسرائيل لتطبيق السيادة من جانب واحد على مناطق في الضفة الغربية كانت خطة ترامب للسلام قد خصصتها لإسرائيل، لكنها ترسل للفلسطينيين أربع رسائل واضحة: لم يعد بإمكان الفلسطينيين ممارسة حق النقض (الفيتو) على العلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي تتشارك معها مصالح أمنية واقتصادية كبيرة، احتواء التهديد الإيراني أهم لبعض الدول العربية من القضية الفلسطينية، الوقت ليس في صالح الفلسطينيين، والرسالة الرابعة والأخيرة، أكّدت الدراسة الإسرائيليّة، أنّ الاتفاق يقوض الاتفاق إستراتيجية الفلسطينيين في اشتراط اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية باتفاق بينها وبين إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أنّ الاتفاقية تُوجّه رسالةً إلى الاتحاد الأوروبيّ، الذي ما زال يؤمن بأنّه لا يُمكن صنع السلام في الشرق الأوسط بدون حلّ القضيّة الفلسطينيّة، وأنّه، أيْ الاتحاد الأوروبيّ، يواصل الادعاء بأنّ السلام العربي الإسرائيلي لا يمكن أنْ يتحقق إلّا بعد سلامٍ إسرائيلي فلسطيني.
وقال أيضًا إنّ الرئيس ترامب يرغب في إقامة احتفال عام على شرف هذه الاتفاقية التاريخية مثل تلك الموجودة في حديقة البيت الأبيض والتي شهدت توقيع اتفاقية السلام مع مصر عام 1979 واتفاقيات أوسلو عام 1993، مُشيرًا إلى أنّ “صفقة القرن” لم تنجح بشكلِّ جيّدٍ، لكن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي هو بالتأكيد سبب للاحتفال.
وأضاف أنّ ترامب يأمل أنْ يساعده هذا الاختراق في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2020، لأنه حتى هذه اللحظة لم يحقق إنجازات مهمة في السياسة الخارجية، في حين أنّ هذه الصفقة هي بالفعل إنجاز كبير، إلّا أنها لن تؤثر بشكل كبير على التصويت، ويركز الناخبون الأمريكيون على جائحة فيروس كورونا والاقتصاد ومن غير المرجح أنْ يعلقوا أهمية كبيرة على هذه الاتفاقية.
وشدّدّ على أنّ التوصل إلى سلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، ساعد جيمي كارتر، لكنّه خسر انتخابات عام 1980 بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في الولايات المتحدة. وبالمثل، أخرج جورج دبليو بوش صدام حسين من الكويت لكنه خسر الانتخابات الرئاسية التالية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصاديّة، طبقًا لأقواله.
وأوضح أنّه قد يكون التوقيت عاملاً في دور الولايات المتحدة، ويعد اختيار كامالا هاريس كمرشح ديمقراطي لنائب الرئيس إضافة كبيرة لبايدن ويعزز ترشيحه، ويمكن للاتفاق الإسرائيليّ-الإماراتيّ أنْ يخفف إلى حدٍّ ما التداعيات السلبية.
واختتم البروفيسور غلبواع دراسته قائلاً: تشعر إسرائيل ودول الخليج بالقلق حتى الموت من بايدن والديمقراطيين بسبب نيتهم إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي تمّ إبرامه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وبالتالي يُمكِنْ أنْ تكون الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية رسالة إلى بايدن والديمقراطيين مفادها أنهم سيحسنون صنعًا لإعطاء وزن أكبر لمصالح الحلفاء الأمريكيين في المنطقة، وأنّه لا ينبغي بالتأكيد إضفاء الشرعية على تطلعات إيران الإمبريالية غير الجديرة بالثقة، على حدّ زعمه.
* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع