السياسية – متابعات :

زهير أندراوس*

تحت غطاء التسامح بين الأديان كمطيّةٍ للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، قامت الإمارات العربيّة المُتحدّة بلمّ شمل عائلةٍ يمينيّةٍ يهوديّةٍ، واحتفت الإمارة رسميًا بهذا “الإنجاز”، فيما قام الإعلام العبريّ بنشر الخبر والتركيز عليه، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال موقع (تايمز أوف إسرائيل) إنّه في علامة أخرى على جهود الإمارات العربية المتحدة لوضع نفسها كمركز إقليمي للتسامح الديني، نظمت الحكومة الإماراتية في الأسبوع الماضي لمّ شمل عائلة يهودية يمنية انفصلت قبل 15 عامًا.
ووفقا لتقرير صادر عن وكالة أنباء الإمارات الرسمية، فإنّ السلطات الإماراتية قامت بتسهيل سفر الوالدين من الجمهورية اليمنية الشقيقة إلى الدولة، كما اتخذت تدابير للانضمام من أجل سفر بقية أفراد الأسرة الذين يعيشون في لندن. وكان من بين أفراد الأسرة عدة أطفال صغار وامرأة مسنة واحدة مقعدة على الأقل. ولم يوضح التقرير سبب انفصال الأسرة أو الدور الذي لعبته أبو ظبي بالضبط في لم شملهم.

وقالت الوكالة الإماراتيّة الرسميّة إنّ العائلة أكدت أن ذلك كان أشبه بالمعجزة والحلم المستحيل متوجهين بأسمى عبارات الشكر و التقدير إلى دولة الإمارات على الجهود الكبيرة لترتيب هذا اللقاء الذي يؤكد أيضًا نهج الدولة الإنساني الرائد وقيمها السامية في التسامح والتعايش.

كما نشرت وكالة الأنباء مقطع فيديو يظهر أفراد الأسرة، بعضهم كان يرتدي القلنسوة السوداء المخملية اليهودية التقليدية، وهم يحتضنون ويسلمون بعضهم البعض الزهور والهدايا الأخرى في مطار أبو ظبي، وسمع شخص مسن يقول: كأنني خلقت مرة ثانية، على حدّ تعبيره. ويضيف رجل في منتصف العمر يتحدث باللغة العربية: لم نتخيل أنْ نجتمع مجددًا بعد كل هذه السنوات، كنّا نعيش لوحدنا في الغربة، في لندن، بدون الأهل والأخوة. شتات.

وفي تقرير وكالة الأنباء، نُقل عن أفراد عائلة آخرين شكرهم الإمارات على جهودها، وأشادوا بها باعتبارها منارة للتسامح والتعايش. وغرد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان مساء أوّل من أمس السبت رابطًا للتقرير مضيفًا بالعربية، “وطن التعايش”.

ولفت الموقع الإسرائيليّ في سياق تقريره إلى أنّه من غير الواضح عدد اليهود الذين بقوا في اليمن اليوم. وفي عام 2017، قال وزير الإعلام في البلاد إنّ حكومته ليست على علم بمصير عشرات اليهود المتبقين في البلاد، ومعظمهم يقيمون في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثييون، بحسب قوله.

وقال في ذلك الوقت إنّ الحوثيين، المتحالفين مع إيران، ينظرون إلى ما تبقى من السكان اليهود على أنهم أعداء ويشاركون في حملة تطهير عرقي تشمل تخليص اليمن من جاليتها اليهودية. وفي آذار (مارس) 2016، تم إحضار 19 من أفراد الجالية اليهودية اليمنية إلى إسرائيل في عملية سرية تضمنت على ما يبدو رشوة مسؤولين حوثيين.

وقال المجلس اليهودي الإماراتي في بيان صدر أمس الأحد إنّ السكان اليهود في الإمارات شهدوا بأنفسهم الممارسة المستمرة والشجاعة للتسامح والأخوة التي اتبعها حكام الإمارات على مدى سنوات عديدة، وشدّدّ البيان على أنّ الجهود المبذولة للم شمل الأسرة اليمنية هي مثال آخر على ذلك.

وقال روس كرييل، رئيس المجلس إنّ سعادة هذه العائلة شيء يمكننا جميعا فهمه ومشاركته. يسعدنا أنْ الجهود الخيرية لدولة الإمارات، والتي تقوم على مفهوم كرامة الإنسان العالمية، قد لاقت نجاحًا وأصبحت معروفة لدى جمهور عالمي أوسع.
ووفقًا للموقع الإسرائيليّ فقد بذلت الإمارات في السنوات الأخيرة جهودًا كبيرة لتصوير نفسها على أنها دولة متسامحة ترحب بجميع الأديان، بما في ذلك اليهودية. وأعلن رئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان أنّ عام 2019 سيكون “عام التسامح” في الإمارات. وفي هذا السياق، أعلنت الإمارات عن بناء مجمع ضخم متعدد الأديان في أبو ظبي سيضم أيضًا كنيسًا يهوديًا. ومن المقرر افتتاح ما يسمى ببيت العائلة الإبراهيمي في عام 2022.

وخلُص الموقع الإسرائيليّ إلى القول إنّ الجالية اليهودية في دبي تعمل منذ عقد من الزمان، بدعم ضمني في البداية ولكن مؤخرًا بدعم علني من السلطات المحلية، وهي حاليًا في طور التحول رسميًا إلى مجتمع ديني مرخص، طبقًا لأقوال الموقع.
وعلّق القيادي في جماعة أنصار الله باليمن، محمد علي الحوثي، على عملية لم شمل عائلة يهودية من اليمن ببقية أفرادها المقيمين في لندن، التي قمت بالتنسيق لها دولة الإمارات.

وقال الحوثي وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من “أنصار الله” بصنعاء، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: “الإمارات تستقدم اليهود للإمارات من أجل الكنيس الذي يقومون ببنائه في الإمارات ويصورون للعالم أنه فعل إنساني”. وأضاف “فهل نسيت الإمارات أنها قامت بتشريد الملايين من الشعب اليمني وجوعتهم بمشاركتها في التحالف، وأن الآلاف من اليمنيين مرضى أو عالقين في مطارات العالم تم منعهم من العودة لليمن”.

* المصدر : موقع رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع