الصيد الكبير الذي دمّر سمعة الجيش الأمريكي في اليمن.. تعرّف على الخصائص المميزة لـ “RQ-20” + صور
السياسية – متابعات :
أعلن الشعب اليمني في تقويم نضاله الذي لا هوادة فيه ضد عدوان دول مثل السعودية والإمارات، أن هذا العام عام الدفاعات الجوية لتأمين سماء البلاد. ونظراً بأن السعودية لا تزال مستمرة في قتل الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، فإنه يمكن القول أن قيم حقوق الإنسان والقانون الدولي هي فقط للدول التي تقدم الكثير من الرشاوي والتي لديها العديد من المؤسسات التي تمارس الكثير من الضغوط على بعض الدول الراعية للمنظمات الإنسانية والحقوقية.
ومع التقدم الذي احرزه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في المجال العسكري وتطويرها للأسلحة التي كانت موجودة في البلاد في السنوات التي سبقت الثورة اليمنية التي بزغ نورها في عام 2014، فلقد تمكنوا من ردع عدد كبير من الهجمات الجوية للعدو خلال السنوات الأخيرة. وتتضمن القائمة التي تم اسقاطها وتدميرها أنواع مختلفة من طائرات “إف 15″ و”تورنادور” و “الأباتشي” و”ريبر” والطائرات بدون طيار الصينية والتركية الصُنع. لكن في الأيام الأخيرة، وفي محافظة “حجة” الواقعة في شمال غرب اليمن، بالقرب من الحدود السعودية، والتي شهدت قتالاً عنيفًا بين الأطراف المتحاربة في السنوات الأخيرة، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من إسقاط طائرة من دون طيار من فئة “أر كيو 20″، وهذا الأمر يشير إلى حدوث تغيير كبير في الحرب اليمنية.
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” في بيان له: “تمكنت الدفاعات الجوية – بفضل الله – من إسقاط طائرة استطلاع أمريكية نوع ( آر كيو 20) في أجواء مديرية حرض قبالة جيزان بسلاح مناسب”. وأشار العميد “سريع” إلى أن عملية الإسقاط موثقة بعدسة الإعلام الحربي. وطائرة “آر كيو-20” من إنتاج شركة “إيروفيرونمينت” الأمريكية ومقرها كاليفورنيا، والمهمة الرئيسية لهذه الطائرة هي المراقبة، وجمع المعلومات الاستخباراتية باستخدام كاميرا كهرو-ضوئية وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وتعمل هذه الطائرة الموجهة عن بعد مع قوات المشاة وتوفر لهم تغطية كاملة في نطاق العمليات، ويمكنها العمل من على متن بعض سفن السطح. وسبق وأن تم اختيار هذه الطائرة في عام 2008 من قبل قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، وفي مارس 2012 أمر جيش أمريكا بطلب “بوما لكل البيئات” وتم تسميتها “أر كيو 20”.
وفي أبريل من نفس العام أمرت قوات مشاة البحرية والقوات الجوية لأمريكا بطلبات مماثلة لوحدات من “أر كيو 20”. وكل منظومة عسكرية من “أر كيو 20″ تضم ثلاث مركبات جوية واثنتين من المحطات الأرضية. ويمكنلـ”أر كيو 20” أن تعمل تحت الظروف الجوية القاسية بما في ذلك درجات حرارة تتراوح من -29 إلى 49 درجة مئوية، وسرعة رياح تصل إلى 25 عقدة، وبوصة واحدة من الأمطار في الساعة. كما يمكن لهذه الطائرة إنجاز مهمات المراقبة بأمان في المواقع الخطرة، وهي أكثر أمانًا وأقل تكلفة وأكثر ملاءمة للبيئة من استخدام الطائرات المأهولة.
وفي سياق متصل، يمكن هنا ذكر فرضيتين لإسقاط هذه الطائرة المتطورة على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. الفرضية الأولى هي بيع هذه الطائرة بدون طيار إلى المملكة العربية السعودية دون إعلان رسمي من الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة، لوحظ في عتاد بعض الجيوش العربية، وخاصة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن أنظمة الأسلحة الأجنبية ظهرت فجأة في وسط ساحة المعركة في اليمن، وبعد فترة أصبح من الواضح أن الدول المصنعة لهذا النوع من المعدات العسكرية المتطوّرة قد قامت ببيعها إلى دول تحالف العدوان دون إعلان رسمي وتشمل هذه المعدات العديد من صواريخ “راي بولت” المضاد للدبابات الذي تم صناعتها في كوريا الجنوبية ونظام الدفاع الجوي قصير المدى “ميكا” الذي تم صناعته في فرنسا.
لكن الاحتمال الثاني، إذا كان صحيحًا، يمكن أن يكون قضية مهمّة وحسّاسة للغاية فيما يتعلق بالحرب اليمنية، هو المشاركة المباشرة للقوات الأمريكية الخاصة في عدد من المعارك المباشرة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. وإذا نظرنا إلى الموقع التقريبي الذي سقطت فيه هذه الطائرة من دون طيار في الخريطة، فسوف نجد أنه حتى بافتراض أن مداها النهائي يبلغ 60 كم، فإن هذه النقطة بعيدة عن الحدود السعودية أو المياه الساحلية القريبة من المنطقة، لذلك يبدو أن أي وحدة عسكرية قامت باطلاق هذه الطائرة، قد دخلت في الأراضي اليمنية.
وإذا فرضنا بأن هذه الحادثة وقعت في المنطقة الساحلية، فإن هذا الامر يمكن تفسيره على أن سفينة أمريكية اقتربت من المياه اليمنية وقامت باطلاق هذه الطائرة بدون طيار، ولكن موقع سقوط هذه الطائرة يدحض هذه الفرضية. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الوحدات العادية للقوات المسلحة الأمريكية لن تكون موجودة في مكان مثل اليمن، إلا بدعم جوي ومدفعي كامل وهذا ما لم نشاهده على أرض المعركة. وفي مثل هذه الحالة، يمكن القول أن هناك وحدة من القوات الخاصة العسكرية الأمريكية داخل الأراضي اليمنية تنفذ هجمات مباغتة بشكل سري.
في الوقت نفسه، تُثير دقة الصور التي تم الحصول عليها من هذه الطائرة بدون طيار بعض الأسئلة. فعلى جسد هذه الطائرة بدون طيار، تم كتابة عبارة “الله يحفظك”، والتي يمكن رؤيتها على العديد من الأسلحة، وخاصة في وحدات الطيران الحربية السعودية. وعلى ذيل هذه الطائرة، تم رسم شعار النخلة والسيف، وهو شعار القوات المسلحة السعودية، مما يعزز احتمال أن هذه الطائرة بدون طيار لا تنتمي إلى الجيش السعودي. وهذا الأمر يزيد بشكل كبير من احتمال دخول القوات الخاصة الأمريكية إلى ساحة المعركة، حيث حاول الأمريكيون على ما يبدو تحويل الانتباه إلى السعودية إذا ما سقطت هذه الطائرة بدون طيار.
إن قضية الوجود المباشر للقوات الأمريكية الخاصة في الحرب اليمنية ليست بالطبع قضية جديدة. ففي ربيع عام 2017، نُشرت أخبار عن وجود القبعات الخضراء الأمريكية في اليمن، وفي ذلك الوقت كانت مهمة هذه القوات هو تدريب قوات تحالف العدوان على اكتشاف قاذفات الصواريخ المتنقلة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. على أي حال، إذا كانت هذه الطائرة بدون طيار تنتمي حقًا إلى الجيش السعودي، ونظرًا لحالتها الجيد، فقد يكون هذا خيارًا جيدًا لأبطال الجيش اليمني لدراسة هذه الطائرة بشكل أكبر والمساعدة في تطوير جيل جديد من هذه الطائرات بدون طيار، وإذا كانت القوات الخاصة الأمريكية قد شاركت بشكل مباشر في القتال ضد قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، فإن هذا اليوم يعتبر أحد أهم الأيام في تاريخ الحرب اليمنية، لأنه في كلتا الحالتين، عانى الجيش الأمريكي من هزيمة كبيرة، سواء في المبيعات المباشرة التي قدمها للسعودية أو في المشاركة بشكل مباشر في هذه الحرب اليمنية.
ومهما كانت صحة هذه الفرضيات، فإن سجل الأشهر الأخيرة، لا يزال يُظهر أن السماء اليمنية لم تعد آمنة للمعتدين، وفي أي لحظة، يمكن اسقاط طائرة حربية تابعة لتحالف العدوان تنوي قتل أبناء الشعب اليمني. إن أنظمة الدفاعات الجوية في اليمن تؤكد بما لا تدع للشك مجال، أنه على مر السنوات الماضية، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من إذلال تحالف العدوان السعودي في العديد من جبهات القتال.
* المصدر : موقع الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع