السياسية-رصد:

حرب باردة جديدة تلوح في الأفق. لكن هذه المرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث يعاد مرة أخرى تدريجيا تقسيم العالم إلى كتل.

ومع ذلك، وعلى عكس الحرب الباردة الأخيرة، لا يوجد ولا يتوقع أن يوجد في المستقبل القريب تكافؤ عسكري بين الكتل، فمن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها أقوى .

حتى الآن تواصل الصين محاولاتها في التهرب من النزاع، ولا تتخذ خطوات لاستقطاب حلفاء وإنشاء معسكر خاص بها.

ورغم ذلك، لن يمكنها الإفلات. هناك إجماع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية على قضية الصين، ومن غير المرجح أن تؤدي خسارة دونالد ترامب المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى تغير في مسار المواجهة الأمريكية الصينية على نحو كبير.

وبعد العقوبات على بكين بسبب هونغ كونغ، ستكون هناك عقوبات بشأن الإيغور، ثم عقوبات بسبب فيروس كورونا، ثم بسبب الطقس السيئ أو الجيد في الصين.

كما يؤكد خبراء النظريات العسكرية، هناك نوعان من الحروب: محدودة – من أجل فرض شروط خاصة، وأخرى شاملة – من أجل التدمير الكامل للخصم. اليوم، لا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى حلول وسط وإنشاء آلية جديدة لحق النقض في مجلس الأمن، كما كان الحال مع الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية. أعتقد أن ثمن القضية وخطورة التحدي سيكسبان الحرب الأمريكية المحتملة ضد الصين شخصيتها الشاملة.

في نفس الوقت، فإن الترسانة النووية الصينية الكبيرة تجعل من حرب التدمير “الساخنة” أمرا بعيد الاحتمال. ما تبقى هو الحرب الاقتصادية، التي يجب أن تكون، نظرا لاستحالة الحرب الحقيقية، شرسة قدر الإمكان.

بالكاد يمكن استبعاد العمليات العسكرية، لكنني أظن أن الشكل الأكثر احتمالا لها هو الحصار البحري بهدف وقف التجارة، والخنق الاقتصادي للصين من أجل الدفع نحو انهيار اقتصادي، ثم انهيار سياسي ومزيد من التفكك للبلاد.

لقد استخدمت الطاقة أكثر من مرة كسلاح، وهي هنا سوف تصبح حتما سلاحا في المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. علاوة على ذلك، ربما يكون النفط، نظرا لاعتماد الصين على واردات الطاقة.

*المصدر :روسيا اليوم

*المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن الموقع.