الطبقة الوسطى الأمريكية تموت ببطء
السياسية – رصد:
نشرت “أوراسيا ديلي” مقالا حول موت الأمريكيين يأساً، وسبب انتخابهم ترامب رئيسا.
وجاء في المقال: يعتقد صحفي “دير شبيغل” الألماني، بنيامين بيدّر، بأن الولايات المتحدة تتحرك ببطء نحو الكارثة: فالطبقة الوسطى الأمريكية تموت بهدوء. وقد استنتج البروفيسور أنغوس ديتون، حائز جائزة نوبل في الاقتصاد، والاقتصادي الأمريكي آن كيز، أن أمريكا أصيبت بمرض، أحد أعراضه، وليس سببه، اعتلاء دونالد ترامب كرسي الرئاسة.
ويلاحظ الباحثان في كتابهما المشترك “الموت يأساً” أن الولايات المتحدة تتجه نحو كارثة، لا تحظى باهتمام وسائل الإعلام، لأنها تظهر ببطء، وبالتدريج. والحديث لا يدور فقط عن التراجع الاقتصادي، إنما، وبالمعنى الحرفي، عن مئات الآلاف من الضحايا بين السكان الأمريكيين.
ففي حين أظهرت الدراسات التي أجراها العلماء أن هناك ميلا إلى زيادة ثابتة في متوسط العمر في جميع البلدان المتقدمة، فإن الولايات المتحدة، خلاف ذلك، وعلى مدى السنوات الماضية لا تشهد زيادة في هذا المؤشر.
ولقد درست Case و Deatonبيانات الوفيات ووجدت أن معدل الوفيات في الولايات المتحدة مرتفع. وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك: زيادة حالات الانتحار وإدمان الكحول وعواقبه، والجرع الزائدة من المخدرات.
وأكثر ما تعاني من هذه المشاكل “الطبقة العاملة البيضاء”، المكونة من مواطنين أمريكيين لم ينهوا تعليمهم العالي. إلى ذلك، ففي جميع البلدان الصناعية تقريبا، ينخفض معدل الوفيات بين هؤلاء السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عاما، في حين أنه ارتفع في الولايات المتحدة مقارنة بنهاية تسعينيات القرن الماضي.
ويرى الباحثون السبب في أن الأخصائيين ذوي المهارات المتدنية يواجهون ضغوط العولمة وروبتة الإنتاج. وخلاف العديد من الدول الأوروبية حيث لا توجد زيادة في “الموت بسبب اليأس”، فإن الولايات المتحدة تفتقر إلى أنظمة اجتماعية يمكن أن توقف الاتجاهات السلبية.
مأساوية هذا الوضع في أن الأمريكيين أنفسهم، الذين يواجهون صعوبات من هذا النوع، لا يعرفون أسباب كوارثهم، ولا يستطيع دونالد ترامب أن يقدم إلى ناخبيه حلاً للمشكلة.
ويخلص بنيامين بيدر إلى أن اليأس وحده هو ما دفع الأمريكيين لجعل ترامب رئيسا.
*المصدر : روسيا اليوم
*المقال نقل حرفيا من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن الموقع