إيناس عبد الإله:

قد يندهش المرء لعظمة المحاكاة التي تصنعها الأعمال الفنية والأدبية العملاقة، وخصوصا إذا كانت نسبة أوجه الشبه بين محاكاة الأدب أو الفن التخيلية وما يحدث في الواقع متطابقة إلى حدٍ كبيرٍ.

السرد الوبائي ومشاهد نهاية العالم الفلمية، يتم الآن التهامهما في معظم أنحاء العالم بفعل جائحة كورونا.

“السياسية” وفي استعراضها لهذه الأعمال الملحمية، تتوقف عند ثلاثة إبداعات إنسانية خارقة رسمت ما يحدث في العالم عندما تجتاحه الأوبئة والفيروسات، فإلى هذه الروائع:

طاعون وهران

الطاعون رواية للكاتب الفرنسي من أصل جزائري ألبير كامو، حاز بها على جائزة نوبل في الأدب عام 1947م.

تتحدث الرواية عن الطاعون الذي أصاب مدينة وهران الجزائرية سنة 1940.

وبحسب الرواية، يجتاح وباء الطاعون مدينة وهران موقعاً ضحايا كثيرة ويعزلها عن العالم، يكتشف الدكتور برنار ريو، أحد أبطال الرواية، أن حارس المبنى الذي يقطنه أصيب بمرض لم يلبث أن قضى عليه، ثم يفاجأ الدكتور بشخص يدعى جوزف غران يزوره في عيادته ليعلمه بأن أعداداً كبيرة من الجرذان تنفق في الشوارع، على أثر هذه الظاهرة تقرر السلطات، بعد تردد، إغلاق المدينة وعزلها من أجل منع الوباء من التفشي.

تقول الكاتبة العربية نادية جرجش عن الرواية: المقاربة المباشرة فيما جرى بأحداث الرواية التي كان وحشها الطاعون، وبين تفاصيل جد مشابهة لما يحصل اليوم مع الكورونا، يؤكد أن ما يجري بالحياة ليس الا تكرار للأحداث.

وتضيف: رواية الطاعون ليست رواية اعتيادية، وليس صدفة حصولها على جائزة نوبل للآداب، فالعمق الفلسفي والنظريات التي تم استخلاصها من الرواية وادراج كاتبها على قائمة فلاسفة القرن العشرين كان سببا في أهمية الرواية التي كان الطاعون في زمنها ماضيا والوصف الذي تعمق فيه الكاتب مليئا بضروب خيال الكاتب المتدفق.

عدوى الصين

عدوى فيلم أمريكي من إخراج ستيفن سودربرغ إنتج عام 2011 ، في الفيلم، تلقى سيدة أعمال حتفها بسبب عدوى فيروس غامض وقاتل أثناء رحلتها إلى الصين، ثم تسافر إلى بلدها وتمرض بشدة وتموت بعد ذلك بوقت قصير، وسرعان ما يموت ابنها أيضاً.

في الفيلم، وُضعت مدينة شيكاغو الأمريكية تحت الحجر الصحي، و يقتل الفيروس الوهمي 26 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في غضون شهر واحد.

تقول الكتابات الصحفية التي تناولت الفيلم مؤخراً تقول الكتابات الصحفية التي تناولت الفيلم مؤخراً إن الإقبال لم يكن شديداً عليه وقت صدوره في عام 2011، على الرغم من وجود نجوم ومشاهير، لكنه سجل معدلاً عاليا في موقع قوقل، بعدما بدأت أخبار تفشي مرض كوفيد-19 تظهر في الصين، وتشير الكتابات إلى أن ذلك يرجع إلى أوجه التشابه بين سيناريو الفيلم المكتوب قبل عشر سنوات والأحداث الحقيقية لتفشي فيروس كورونا حالياً.

العمى

يقول الأديب اللبناني عبده وزان حول رواية “العماية” : من أغرب الروايات أيضاً في قبيل السرد الوبائي، رواية العمى أو “العماية” للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو، والمستغرب فيها تحديداً، جعله العمى مرضاً وبائياً ينتشر بسرعة في البلاد، يجد أحد الأشخاص نفسه أعمى فجأة داخل سيارته، ثم يصاب سارق سيارته ثم الطبيب الذي فحصه في عيادته، لا تلبث العدوى أن تنقتل إلى جميع السكان، فيصابون بالعمى ولا تنجو سوى امرأة وحيدة، من هذا المرض الذي يسميه ساراماغو “البياض المشع”.

ويضيف وزان: جراء هذه الكارثة تبادر الدولة إلى حجر المرضى، لكن الفوضى واللامبالاة تزيدان من انتشار الوباء، ويضطر الحراس إلى تهديد المصابين بالقتل فوراً إذا حاولوا الفرار من محاجرهم.