بقلم: عمر أحمد
السياسية – سبأ : ترجمة: نجاة نور
مع دخول الذكرى السنوية الخامسة ، للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن هذا الشهر، حققت القوات المتحالفة من الجيش اليمني وأنصار الله – المعروفين باسم الحوثيين – فوزاً كبيراً بعد أن سيطرت على مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، مما جعل المرتزقة المدعومين من السعودية وقوات الميليشيا التي تقاتل نيابة عن الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي يفرون إلى محافظة مأرب.
هذا هو التقدم الطبيعي بعد التطورات التي حدثت في يناير التي قام بها المقاتلون المدعومون من التحالف الذي تقوده السعودية “بالانسحاب التكتيكي” من منطقة نهم التي تقع على مشارف العاصمة صنعاء, مما سمح للحوثيين بتأمين جميع الطرق المؤدية إلى المدينة, كما تمكنوا من الاستيلاء على الطريق السريع الذي يربط بين محافظتي مأرب والجوف، ايضاً أدى هذا إلى تعطيل خطوط الإمداد للقوات التابعة لهادي.
كان الشهر الماضي قد شهد معارك عنيفة في القرى والبلدات المحيطة بمدينة الحزم, حيث حاول التحالف يائساً منع سقوط المدينة من خلال شن سلسلة من الغارات الجوية والدفع بالتعزيزات إلى ميليشيات العدوان من مأرب.
ومع ذلك، تمكنت قوات الحوثيين في الأيام الأخيرة من تطويق المدينة وشن الهجمات من الشمال والجنوب.
استولت قوات الحوثي سابقاً على مدينة الحزم في يونيو 2015, كجزء من تقدمها واكتساحها المستمر بعد أن اجتاحت صنعاء بمساعدة من الجيش في عام 2014.
ومع ذلك، فإن مقاتلي هادي استطاعوا استرداد المدينة بعد ستة أشهر بدعم جوي من التحالف, حيث تمسكوا بالمنطقة منذ ذلك الحين.
نسب الكاتب الصحفي محمد جميح سقوط مدينة الحزم إلى عدم كفاءة وفساد قيادة الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة والتي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها.
تأتي الأهمية الاستراتيجية للمحافظة كونها تعتبر هي موطن لأكثر احتياطيات النفط في أكثر الدول فقراً في العالم العربي، ولكن السعودية منعت اليمن في الواقع من استغلال مواردها على مدى العقود الثلاثة الماضية من خلال الاتفاقات المبرمة مع حكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
اليمن لديها القدرة على أن تكون واحدة من المنتجين والمصدرين الرئيسيين للنفط في منطقة الخليج, وليس من المفاجئ إذن أن يكونوا قد قاتلوا بشدة من أجل السيطرة على الجوف ومعظمهم الآن في أيدي حكومة الانقاذ الوطنية التابعة للحوثي.
سيكون الهدف التالي للحوثيين هو عاصمة محافظة مأرب المجاورة، مدينة مأرب، التي تعد معقلاً لقوات ميليشيا حزب الإصلاح التي تشكل جزءاً كبيراً من قوات المشاة لهادي.
وكما هو الحال، فإن الميزة الوحيدة التي يتمتع بها التحالف بقيادة السعودية هي التفوق الجوي والسيطرة على السماء, وهي ميزة كبيرة لا تزال تستخدمها لتعويض الأداء الضعيف لجيش المرتزقة التابع لها.
ومع ذلك، قد يتم الآن تحييد هذه الميزة من خلال التقارير الأخيرة التي تفيد بأن القوات المسلحة اليمنية قد كشفت النقاب عن أربعة أنظمة دفاع صاروخي أرض- جو منتجة محلياً باسم ثاقب 1 وثاقب 2 وثاقب 3 وفاطر 1, والتي يمكن أن تلعب دورا مهما في الحرب والتي “ستغير مجرى المعركة” وفق ما قاله رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
في الأسبوع الذي سبق هذا الإعلان، أسقطت القوات الحوثية طائرة مقاتلة سعودية في منطقة الجوف باستخدام صواريخ أرض جو، مما دفع التحالف إلى شن غارة “انتقامية” أسفرت عن مقتل 33 مدنياً, معظمهم من الأطفال.
كما تم إسقاط طائرات سعودية بدون طيار بشكل متكرر، آخرها تم إسقاطها في وقت مبكر من يوم أمس، فوق مدينة الحديدة الساحلية المحاصرة.
إن التقارير الإضافية عن الطائرات بدون طيار محلية الصنع التي انظمت إلى ترسانة الحوثيين والتي وصفت بأنها قاتلة ودقيقة بشكل كبير من قبل إحدى الصحف التي تمولها الإمارات والتي نشرتها مؤسسة فكرية بريطانية ، تثير قلقاً كبيراً بالنسبة للرياض وحلفائها.
في الأسبوع الماضي، كجزء من ما يسمى عملية “توازن الردع الثالث”، وفقاً لمصادر الحوثيين العسكرية، قام الحوثيون بشن هجمات على مدينة ينبع الساحلية على البحر الأحمر بواسطة 12 طائرة بدون طيار وصاروخان جانبيان وصواريخ بالستية طويلة المدى حيث تقع منشأة أرامكو النفطية، واعترضت أنظمة الدفاع السعودية بعض الصواريخ القادمة, وتبعد مدينة ينبع على بعد 1000 كيلومتر من الحدود اليمنية.
إن الانتصارات الأرضية التكتيكية للحوثيين والتفوق الجوي السعودي الذي تتحداه أنظمة الدفاع الجوية الجديدة لن تنتج سوى المزيد من الانتكاسات في حرب الرياض الكارثية على الشعب اليمني ومحاولاته للإطاحة بالحكومة المتمركزة في صنعاء.
إن اتفاق الرياض الفاشل مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة والقتال الدائر بين الوكلاء السعوديين والإماراتيين قد تكفل في بقاء الحوثيين راسخين في شمال اليمن المكتظ بالسكان.
قد نشهد هذا العام قبول التحالف السعودي بهزيمة طموحاته العقيمة في الإطاحة بالحكومة الحوثية والتخلي عن هادي الذي أثبت أنه المسؤول عن هذا الفشل أكثر من أي شيء آخر.
في الواقع، اقترح كاتب سعودي الشهر الماضي استبدال حكومة هادي, بالإضافة إلى ذلك هناك تطور مقلق في أماكن أخرى من اليمن وهو الوجود العسكري السعودي المتزايد في محافظة المهرة الشرقية، مما يحفز في قيام الحكومة الحوثية والقبائل المحلية المعروفة بالدفاع عن استقلاليتها ويجعلهم يشتبهون في أن السعودية تسعى لضمها اليها من أجل تشغيل خط أنابيب من السعودية إلى البحر العربي.
لقد حاولوا تبرير وجودهم من خلال الادعاء بأنهم يحاربون تنظيم القاعدة ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين من الحدود العمانية.
من المحتمل جداً أن يتخذ مجلس الانقاذ الوطني الجنوبي الذي تم تشكيله في العام الماضي من قبل القبائل المحلية والذي يعارض أي شكل من اشكال التواجد العسكري الأجنبي في اليمن، مقاومة واضحة للسعوديين في المهرة وقد يجد اسباب مشتركة مع الحوثيين في تحرير اليمن من العدوان الأجنبي.
*موقع” ميدل إيست مينتور” البريطاني
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.