أطفال اليمن.. “عقد مأساوي قاتل”
بقلم: هيلينا إرجيسي
(موقع”أوفيمنا- Aufeminin ” الفرنسي, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
تضاعف عدد الهجمات المبلغ عنها والتي جعلت من الأطفال هدفاً في مرمى نيرانها بمعدل ثلاث مرات منذ العام 2010, أي بمتوسط 45 انتهاكاً في اليوم الواحد, وذلك وفقا لتقرير الصادر عن منظمة اليونيسيف.
ألقت الحروب والصراعات المتأججة في العالم بظلالها على شريحة واسعة من السكان المدنيين, ولاسيما الأطفال, وعلى أي حال من الأحوال فأن الأرقام الصادرة عن منظمة اليونيسيف صادمة ومحزنة, حيث أشارت هنرييتا فور المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسيف “, أن الصراعات في جميع انحاء العالم طال أمدها , إذ لا يزال البشر هم وقود تلك الحروب ولاسيما الأصغر سناً.
إذ لا تزال الهجمات على الأطفال مستمرة دون هوادة، مع تجاوز الأطراف المتحاربة أحد أهم المبادئ الأساسية في زمن الحرب ” حماية الأطفال”, فوراء كل عمل من اعمال العنف ضد الأطفال التي تتصدرها العناوين البارزة لوسائل الأعلام والتي تثير غضباً واسع النطاق، لا يتم تسجيل الكثيرين منهم على قائمة الضحايا”.
فعلى سبيل المثال لا الحصر, سجلت الأمم المتحدة في العام 2018, أكثر من 24000 انتهاك خطير ضد الأطفال من قتلاً وتشويه وعنف جنسي وخطف وحرمان من الحصول على المساعدة الإنسانية وتجنيد قسري, بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت القطاع التعليمي والصحي.
59 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة في جميع أنحاء العالم:
ففي البلدان التي تعيش حالة حرب، مثل سوريا أو اليمن، ليس أمام الأسر خيار أخر سوى الفرار من مناطقهم, حيث شردت هذه الصراعات المنتشرة في جميع انحاء العالم، أكثر من 30 مليون طفل, بالإضافة إلى ذلك فإن الآثار المترتبة على هذه الأوضاع غالباً ما تكون درامية, فالأمر لم يتوقف عند طردهم من منازلهم فحسب, بل فقد عملت الحروب والصراعات على تدمير المدارس والمراكز الصحية، كما حرمت الأطفال من بيئة وقائية.
إن الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة والاعتداءات والعنف وإيذاء والاستغلال، لم يروا أي راحة في العام 2019, ولكن لسوء الحظ، حتى بعد أن تضع الحروب والصراعات اوزارها, لا يزال الأطفال أمام سنوات من التبعات التي اثرت على الحالة النفسية لهم, ناهيك عن نقص الرعاية وعدم وجود الفرص, وفي مواجهة هذا الوضع، تدعو اليونيسف إلى ضرورة تكثيف العمل الإنساني من أجل حياة جيدة للأطفال, حيث تخطط المنظمة بشكل خاص لمساعدة 59 مليون طفل في حالات الطوارئ خلال عام 2020.
يتوجب على البلدان التي تعيش حالة حرب أن تتوقف بشكلِ قطعي عن استهداف الأطفال, حيث يحتاج الأطفال إلى السلام كي تزهر أرواحهم, وبالتالي من المحتم علينا أن نضاعف جهودنا المبذولة لإنهاء الصراعات المسلحة التي خيمت على العصر الحالي والتي يبدو أنها لا تنتهي أبدا, ولكن الأطفال بحاجة ماسة للحماية, وبينما تستمر الحروب، لا يمكننا بأي حال من الأحوال قبول استهدافهم.
كما يتوجب على المؤسسات الدولية العاملة من أجل أحلال السلام والأمن مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية مضاعفة جهودها لإعطاء الأولوية لسلامة ورفاه الأطفال المحاصرين في مناطق احتدام الصراعات المسلحة.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.