الرياض وتل ابيب: من يحتاج لمن؟
(موقع”infos-israel.news- انفور اسرائيل نيوز”, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
بدأت العلاقات بين دولة إسرائيل والمملكة العربية السعودية في التحسن منذ بعض الوقت, وذلك بعد أن شعرت الدولتان بالقلق العميق إزاء ما لمسته حكومتهما من ضعف في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مواجهة صعود إيران, حيث عارض كلاهما الاتفاق النووي الإيراني- خطة العمل الشاملة المشتركة “JCPOA”- إذ يريد كلاً منهما إجراءات أكثر صرامة ضد النفوذ الإيراني المتزايد، خاصة في سوريا.
ولكن مع كل ما سبق ذكره، فإن إسرائيل لا يعتليها أي اهتمام فيما يخص منطقة الخليج, فهي تفضل عدم التدخل بشكلٍ مباشر في الصراع بين الرياض وطهران, لأنها ربما لن تستفيد من هذا التدخل ومن المرجح أن تلقي ويلات هذا الصراع بظلالها على دولة اسرائيل.
تأمل دول الخليج المتحالفة مع السعودية في احياء اهتمام الإدارة الأمريكية بالمنطقة، فهذا أصبح الآن بمثابة عملية بيع أصعب مما كانت عليه في السابق، ولكن هذا ليس بسبب أن الولايات المتحدة الأمريكية سئمت من المشاركة العسكرية في الصراعات.
قال الرئيس دونالد ترامب بشكلٍ علني بأن واشنطن لم تعد بحاجة إلى النفط من دول الخليج، حيث أشار إلى أن المستفيدين من هذه التجارة يجب أن يعتنوا بأنفسهم مع الدعم العام والدعم المقدم من الولايات المتحدة.
التحديات التي يواجهها صناع القرار في الرياض هي الصورة المشوهة لقيادتها, وذلك بعد أن أدين ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان على نطاق واسع – وان كان غير فعال- بأنه من أعطى الأوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية، بالإضافة إلى ان المملكة تتعرض لانتقادات متزايدة بسبب نهجه المتبع خلال حرب اليمن.
ومن بين المبادرات القليلة التي فتحت أمام الرياض لتقديم مقترحات سلمية نحو إسرائيل، وهي حركة من المرجح أن ترتفع وتيرة اعمالها في واشنطن، مع تقديم فوائد محتملة أخرى.
تواجه الرياض عواقب وخيمة جراء مصادماتها مع إيران الشيعية ووكلاءها في جميع انحاء المنطقة, حيث تم إيقاف ما يقرب من نصف الطاقة التشغيلية لإنتاج النفط في المملكة، أي ما يعادل 5 ملايين برميل نفط يومياً، وذلك عقب الغارات الجوية التي شنها سرب الطائرات بدون طيار والتي قام بها الحوثيون في اليمن على منشآت النفط الضخمة التابعة لشركة أرامكو السعودية في حقلي بقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019.
وبحسب قناة المسيرة الإخبارية الفضائية التابعة للحوثيين الذين يتلقون الدعم من قبل طهران, فإن الجماعة تعد بشن هجمات إضافية إذا لم تنسحب قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من حرب اليمن.
اظهر الهجوم أن الرياض أصبحت في مرمى هجمات طهران ووكلاءها, كما أن الهجمات الأخرى التي يشنها الحوثيون في قطاع النفط السعودي ستكون ذات نتائج كارثية، لان النفط هو الدعامة الاساسية لاقتصاد السعودي وحجر الزاوية لجميع قطاعاتها التنموية.
وبحسب أحدث بيانات صندوق النقد الدولي ” “FMIتمثل عائدات النفط في السعودية ما يقرب من 85٪ من صادرات المملكة وحوالي 90٪ من الإيرادات الضريبية، كما يمثل قطاع النفط أكثر من 40٪ من إجمالي الناتج المحلي, أضف إلى ذلك العجز في الموازنة العامة السنوية في السعودية كل عام، على أساس سعر خام برنت والذي يتراوح ما بين 40 مليون دولار إلى 60 مليون دولار.
تحتاج السعودية على وجه الاستعجال إلى إيجاد طريق تصدير آخر للنفط وهذا سبب آخر لانفتاح الرياض على القدس, حيث تتحدث الرياض بالفعل مع تل ابيب حول خط أنابيب إلى مدينة إيلات الأسرائيلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا فقط عن الحدود، لاستيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي.
وبالتالي، يمكن تطوير هذا الطريق كوسيلة بديلة لنقل النفط السعودي إلى ميناء حيفا العميق للتصدير إلى القارة العجوز.
ستكون هذه الطريقة أكثر أمانا وأسرع للتأمين الصادرات السعودية إلى الغرب، لأنها ستتجنب العدوان الإيراني في مضيق هرمز وفي مضيق باب المندب في البحر الأحمر, كما أنه سيوفر أيضاً من تكاليف المرور الباهظة والمرتبطة بالعبور من قناة السويس.
يمكن لهذا الطريق أن يفتح عالماً جديداً من أسواق التصدير للمملكة, وفي الوقت الراهن تتطلع الرياض إلى استيراد الغاز الطبيعي، ولكن مع مرور الوقت يمكن للرياض أن تتحرك لتطوير احتياطياتها الخاصة من الغاز الطبيعي, حيث تعد أكبر خمس احتياطي في العالم.
تقوم إسرائيل بتطوير احتياطياتها من الغاز الطبيعي، ولكنها لا تملك ما يكفي لتبرير بناء خط أنابيب لتصدير إلى أوروبا.
ومع ذلك ، فان وجود صلة مع المملكة العربية السعودية يمكن أن ترجيح كفة الميزان لصالح خط أنابيب في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والذي يمكن أن تكون عوائده مربحة للغاية بالنسبة لكلا الشريكين.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.