في اليوم العالمي للسياحة ..السياحة اليمنية بين مطرقة العدوان وسندان الحصار
السياسبة:
تحتفل دول العالم باليوم العالمي للسياحة في الـ 27 من سبتمبر، تحت شعار” السياحة والوظائف: مستقبل أفضل للجميع”، فيما تمر السياحة اليمنية أسوأ مراحلها نتيجة العدوان والحصار.
وفي هذا الصدد تنظم وزارة السياحة وقفة احتجاجية غدا في مدينة صنعاء التاريخية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي (اليونسكو)، والتي تعرضت للاستهداف المباشر من قبل تحالف العدوان عدة مرات ما أدى إلى تدمير وإلحاق أضرار بالغة بعدد من المنازل التاريخية والقصور في المدينة.
وأوضح القائم بأعمال وزير السياحة أحمد العليي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الوزارة ستنظم فعاليات ووقفات احتجاجية بالتزامن مع اليوم العالمي للسياحة في مدينة صنعاء وأمام مكتب الأمم المتحدة ومطار صنعاء الدولي لإيصال رسالة للعالم بالواقع الذي تمر به السياحة اليمنية في ظل الاستهداف الممنهج لكل مقوماتها من قبل تحالف العدوان.
ودعا إلى المشاركة الفاعلة في الوقفات الاحتجاجية ومؤازرة الجهود الرامية للضغط على دول العدوان بتحييد المواقع السياحية والتاريخية من الاستهداف والالتزام بالقوانين الدولية التي تجرم استهدافها باعتبارها ارث تاريخي للإنسانية.
ورغم الدعوات والنداءات والمناشدات والوقفات التي نظمتها وزارة السياحة منذ بدء العدوان السعودي على اليمن، إلا أن هذه النداءات والدعوات لم تحظ باهتمام منظمة السياحة العالمية والمنظمات الدولية المعنية التي تتفنن في اطلاق الشعارات الخاصة باليوم العالمي للسياحة وتتجاهل ما تتعرض له السياحة اليمنية من استهداف.
وكان تقرير لوزارة السياحة صدر مؤخرا أشار إلى أن العدوان كبد السياحة اليمنية خلال السنوات الماضية خسائر مباشرة وغير مباشرة تقدر بصورة أولية بحوالي سبعة مليارات دولار.
وبين التقرير أن العدوان أدى إلى الحاق أضرار بالغة بنحو ٢٥٧ منشأة سياحية وموقعا أثريا وتاريخيا من بينها مواقع مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي كمدينة صنعاء التاريخية.
وبحسب القائم بأعمال وزير السياحة فأن هذه الإحصاءات تعد أولية بينما يظل تحديد الخسائر والأضرار بدقة بحاجة إلى لجان متخصصة للقيام بعملية الحصر.. لافتا إلى أن استمرار العدوان واستهدافه المستمر للطرق والجسور واحتلاله لأجزاء من المناطق حال دون تنفيذ عملية الحصر في الوقت الراهن.
ويعد القطاع السياحي اليمني من أبرز القطاعات الاقتصادية التي تضررت نتيجة العدوان والحصار، حيث تسببا في فقدان مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي والبالغة حوالي ٣ بالمائة، بالإضافة إلى فقدان نحو أربعة مليارات دولار عائدات السياحة اليمنية الخارجية خلال السنوات الأربع الماضية.
وتسبب العدوان والحصار في فقدان أكثر من ربع مليون عامل في مختلف مجالات العمل السياحي في اليمن لأعمالهم، وتسريح نحو ٩٠ بالمائة من العاملين في هذا القطاع ممن يعول الفرد منهم متوسط أربعة أفراد يتراوح متوسط دخل الفرد ما بين100 إلى 150 دولار.
وأشار التقرير إلى أن اليمن خسر أكثر من 15 مليون دولار تمثل عائدات مجلس الترويج السياحي من الضريبة السياحية على رحلات الطيران.
كما الحق العدوان خسائر بالغة بالسياحة الداخلية جراء استهدافه للمنشآت السياحية والمواقع التاريخية والأثرية، وتعمد قصف الطرق والجسور، وحصاره للمنافذ والموانئ البرية والبحرية والجوية.
وأدى تعطيل إقامة المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات العلمية والاقتصادية والثقافية والطبية وغيرها إلى فقدان اليمن للعائدات من سياحة المؤتمرات والمهرجانات والمقدرة بـ ٥٠٠ الف دولار سنوياً.
وبحسب التقرير فإن العدوان السعودي الأمريكي أدى إلى توقف استثمارات سياحية وطنية وعربية ودولية تقدر بمليارات الدولارات، حيث تجاوز عدد الفرص الاستثمارية التي تم عرضها قبل العدوان على المستثمرين أكثر من 60 فرصة بمختلف المجالات السياحية.
وألحق العدوان خسائر كبيرة في جانب الترويج والتسويق السياحي وجهود بناء وتعزيز الثقة في المنتج السياحي اليمني نتيجة الانعكاسات السلبية لتناولات وسائل إعلام العدوان لما يحدث في اليمن ونسف النتائج الإيجابية التي حققتها حملات التسويق للمنتج السياحي اليمني خلال الفترات الماضية.
ورغم مرارة الواقع الذي تمر به السياحة اليمنية والعاملين عليها إلا أن الآمال ما تزال تحدوهم في تلبية النداءات المتكررة لمنظمة السياحة العالمية بتحييد السياحة اليمنية ومواقعها من الاستهداف ورفع الحصار باعتبار اليمن عضوا فاعلا في المنظمة فضلا عن موقع السياحة اليمنية المتميز على الخارطة السياحية الدولية.