السياسية - وكالات :


قال الخبير الاستراتيجي والعسكري، نضال أبو زيد، أن العمليات الأخيرة التي ينفذها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وخصوصًا بعد وقف إطلاق النار، تُصنف ضمن ما يُعرف بالعمليات الانتقائية المبنية على معلومات استخبارية دقيقة.


وأشار أبو زيد في حديث لـوكالة"قدس برس"، اليوم الثلاثاء، إلى أن هذا التحول جاء نتيجة التكاليف الباهظة للعمليات البرية التقليدية، لا سيما مع تخفيض الاحتياط من 60 ألف إلى 40 ألف جندي.


وأضاف أن العدو يتجه نحو شكل جديد من القتال يعتمد على حروب الوكلاء أو الحروب بالإنابة، عبر ميليشيات مسلحة مدربة تجهيزًا ولوجستيا، مع دعم الطيران "الإسرائيلي" لتسهيل عملياتها على الأرض.


وبين أن هذا التوجه جاء بتوصيات أمريكية، عقب زيارة الأدميرال براد كوبر ومديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية لتل أبيب، بهدف تقليل تورط جيش العدو الإسرائيلي في العمليات البرية المكلفة.


وأكد أبو زيد أن آخر هذه العمليات، والتي استهدفت القائد رائد سعد، تحمل دلالات زمنية مرتبطة بلقاء نتنياهو مع ترامب في 30 الشهر الجاري، في محاولة لإظهار القوة أمام الإدارة الأمريكية وضمان مصالحها، مع مواصلة الضغط على المقاومة في غزة.


وحذر أبو زيد من أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو، رغم شدتها الظاهرية، تواجه تحديات كبيرة، إذ يسعى ترامب للحفاظ على السيطرة العالمية، ما قد يدفعه لاحقًا للتضحية بنتنياهو، ربما عبر دفعه نحو انتخابات مبكرة قبل يونيو 2026، في ظل الأزمات الداخلية المتصاعدة في "إسرائيل"، بما فيها أزمة الموازنة ونقص القوى البشرية، والمشكلات القضائية والسياسية، إضافةً إلى الخلافات مع الحريديم.


وختم أبو زيد بالإشارة إلى أن الكيان، بدأ يفقد اتزانه داخليًا، وهو ما قد يؤثر على قدرته في إدارة الصراع مستقبلًا.