مناقشة عزوف الطلبة عن الإقبال على كليات التربية في الجامعات اليمنية
السياسية:
عُقدت بصنعاء اليوم ورشة علمية بعنوان "رؤية مقترحة لمعالجة مشكلة عزوف الطلبة عن الإقبال على كليات التربية في الجامعات اليمنية"، نظمها قطاع التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم والبحث العلمي.
ناقشت الورشة، بمشاركة قيادات القطاع وعمداء كليات التربية بالجامعات الحكومية، أسباب وتداعيات عزوف الطلبة عن الإقبال على كليات التربية في الجامعات اليمنية، والرؤية المقترحة لمعالجة تلك المشكلة.
وفي الورشة أكد نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، أهمية الورشة لتسليط الضوء على موضوع حساس يلامس صميم العملية التربوية وبحاجة إلى نقاش جاد وفاعل وإثرائها بالأبحاث والأوراق العلمية للخروج برؤية ومعالجات سريعة لهذه المشكلة قبل تفاقمها واتساعها.
واعتبر كليات التربية ركيزة أساسية في إعداد الكوادر التعليمية المؤهلة التي تضطلع بمسؤولية بناء الأجيال وتشكيل مستقبل البلد، موضحاً أنه بعد دمج الثلاث الوزارات بوزارة واحدة اتضحت الرؤية ومقدار العجز الحاصل في أعضاء هيئة التدريس بالمدارس الحكومية، خاصة التخصصات العلمية المتمثلة في "الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، الرياضيات، واللغة الإنجليزية".
وذكر الدكتور الدعيس، أن الورشة اليوم تدق ناقوس الخطر لما هو آت خلال السنوات القادمة، سيما وهناك دراسة لدى الوزارة توضح بأن من سيحالون للتقاعد خلال الخمس السنوات القادمة ممن بلغوا أحد الأجلين، أكثر من 80 ألف عضو هيئة تدريس في المدارس، وبحاجة إلى عملية إحلال وإيجاد مدرسين بدائل لهم.
ولفت إلى غياب الرؤية حول كيفية سيكون النظام التدريسي بعد إحالة الكثير من أعضاء هيئة التدريس في المدارس الحكومية إلى التقاعد، بعد ثلاث أو خمس سنوات، والحاجة إلى التفات وزارة المالية لهذه المشكلة والمبادرة بتغطية نفقات المدرسين الجدد الذين سيحلون محل المتقاعدين.
وفي الورشة التي حضرها وكيل قطاع التعليم العالي الدكتور إبراهيم لقمان، استعرض وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم الثانوي الدكتور زيد الهدور، أسباب عزوف الطلبة عن الالتحاق بكليات التربية بالجامعات اليمنية، وفي مقدمتها انقطاع التوظيف الحكومي منذ بداية الحرب وتوجه الكثير من الطلبة نحو التخصصات الطبية والهندسية والتكنولوجية.
وأكد أن جميع كليات التربية في الجامعات اليمنية شهدت خلال الآونة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في أعداد الطلبة الملتحقين بها وخاصة من الفئات المتميزة من خريجي الثانوية العامة، ما يشكل تحدياً يهدد جودة التعليم ومستقبل المنظومة التعليمية.
وأوضح الهدور أن تداعيات العزوف لا تقتصر على نقص أعداد المعلمين فحسب، بل تمتد لتؤثر على مستوى الكفاءة التعليمية والابتكار في الممارسات التربوية وقدرة النظام التعليمي على مواكبة التطورات المتسارعة، ما يحتم على الجميع وضع رؤية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذا العزوف وتحسين مدخلات كليات التربية وتشجيع الالتحاق بها.
واستمع المشاركون إلى الرؤية المقترحة لمعالجة مشكلة عزوف الطلبة عن الإقبال على كليات التربية، مقدمة من وكيل قطاع التعليم الثانوي الدكتور الهدور، ومبررات الرؤية نظراً للعجز الشديد في المعلمين بمدارس التعليم العام، في مختلف المحافظات والذي بلغ نسبة العجز خلال العام 1447هـ نحو 50 بالمائة بعدد 91 ألفًا و403 معلمين.
وأوضحت الرؤية أن مايقارب 40 بالمائة من المعلمين الثابتين بلغوا أحد الأجلين للتقاعد، ما ينذر بكارثة ستواجه منظومة التعليم في الفترة القادمة في حال لم يتم تلافيها ووضع الحلول والمعالجات السريعة.
وطالبت الرؤية المقترحة بتشجيع خريجي الثانوية المتميزين للالتحاق بكليات التربية وإعطائهم بعض المزايا الوظيفية والحوافز التشجيعية، وكذا إطلاق حملة إعلامية وطنية لتعزيز مكانة المعلم في أوساط أفراد المجتمع وأهمية الالتحاق بكلية التربية، وضمان اختيار مدخلات متميزة بقدرات عالية، وتحديد الطاقة الاستيعابية بكليات التربية وتجويد البرامج التعليمية فيها، وتأهيل خريجي البكالوريوس من الكليات غير التربوية.
فيما استعرض الدكتور حميد الجبر، والدكتور نائف الأبرط، ورقة علمية تناولت مجموعة من الدراسات المحلية التي أظهرت أسباب عزوف الطلبة عن الالتحاق بكليات التربية بالجامعات اليمنية الحكومية، شملت أسباب متعلقة بمستوى التوعية للالتحاق بكليات التربية، وأسباب أكاديمية، واجتماعية، وبيئية، وأسباب اقتصادية"، والحلول والمقترحات التي أوصت بها.
تخللت الورشة بحضور عضو مجلس الشورى علي الصوفي، والمدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبدالرزاق، وعدد من الأكاديميين، مداخلات ونقاشات مستفيضة أثرت محاور الورشة والتأكيد على أهمية الرؤية المقترحة لمعالجة إشكالية عزوف الطلبة عن الالتحاق بكليات التربية.
سبأ

