السياسية –  تقرير محمد علي  الديلمي:

رحبت العديد من الأوساط السياسية المحلية والعالمية, بمبادرة رئيس المجلس الأعلى مهدي المشاط الداعية للسلام ,غيران العدوان ممثلا بالسعودية تلقف المبادرة بالتشكيك, والمراوغة بل الاستمرار بغاراته الجوية لتطال العديد من محافظات الجمهورية.

ويرى العديد من المراقبين أن مبادرة السلام أتت من رسائل التصعيد العسكري إلى رسائل التهدئة والسلام وان صنعاء تمسك بزمام المبادرة, وتضع السعودية أمام امتحان جديد سلما ,اوحربا وستفرض صنعاء وقف الحرب ومن موقع المتفوق.

وفي حين كان هناك تحركا عسكريا قبل أسبوع, ومن الموقع ذاته بادرت صنعاء سياسيا عبر رئيس مجلسها السياسي الأعلى مهدي المشاط إلى وقف استهداف الأراضي السعودية, ومابين الرسالتين العسكرية والسياسية تقف السعودية بين أن تختار السلام او تواصل التصعيد الذي سيقابل بتصعيد أكثر عنفا.

وطالب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد الثورة من العدوان السعودي بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم, مؤكدا أن الجيش واللجان الشعبية سيوقفون الضربات التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية.

وشدد السيد عبد الملك على أنه “مع استمرار القصف والحصار والعدوان، فإن الضربات الأكثر إيلاما والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرا ستصل إلى عمق مناطقهم، ولا خطوط حمراء في هذا السياق مع تأكيدنا على المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت”.

وأكد قائد الثورة” أنه من مصلحة التحالف العربي بقيادة السعودية الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية”.

وكان رئيس المجلس السياسي ، مهدي المشاط، أعلن الجمعة، وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة وبقية أشكال الاستهداف.

وقال “المشاط” في كلمة له “ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة”.

من جانبه، قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي “نرفض الخضوع والخنوع لقوى الاستكبار وقال إن التصعيد لن يقابل الا بالتصعيد إذا تم رفض المبادرات المقدمة لحل الأزمة”.

ورحب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بمبادرة المشاط ، داعيا لاستثمار تلك المبادرة  التي أعلنها أنصار الله في 20 سبتمبر، كما رحب بالتعبير عن المزيد من الانفتاح تجاه تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والرغبة في حل سياسي لإنهاء الصراع.

وشدد غريفيث على “أهمية الاستفادة من هذه الفرصة وإحراز تقدّم في الخطوات اللازمة للحدّ من العنف والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد، وأن تنفيذ هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله بحسن نية يمكن أن يكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب”.

ويرى خبراء عسكريون “أن رد فعل العدوان على المبادرة كان بمزيد من الغارات الجوية على صعدة وعمران والبيضاء وصرواح مأرب، كرد التحالف السعودي على مبادرة صنعاء, وهو ما يعني تجاهلها, لكن صنعاء التي رمت الكرة في الملعب السعودي الإماراتي الأمريكي واحتفظت بحقها في الرد على تجاهل مبادرتها وعلى السعودية التقاط الفرصة التي لا تتكرر”.

والمبادرة حسب الخبير العسكري عزيز راشد”جاءت في اتجاهين خارجية للتحالف السعودي, وداخليا للأطراف اليمنيين المصطفين مع تحالف الحرب بدعوتهم للدخول في مفاوضات جادة تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة, وأعادت تجديد العفو العام بالمخدوعين بالعودة الى حضن الوطن”.

وحسب الخبير راشد” بالقوة العسكرية ضربت صنعاء الرياض فأصابت السعودية بشلل نفطي نصفي ,وعوضا عن تعزيز ضربتها بثانية وثالثة مع قدرتها على ذلك هاهي تحرج التحالف السعودي وتربكه بضربة سياسية مفاجئة متسائلا فهل سيتم التعامل مع المبادرة كما حصل مع سابقاتها بالتجاهل والتصعيد فإذا فعل التحالف ذلك يكون قد حفر قبره بيديه”.

ويتوقع مراقبون أن تكون هجمات مؤلمة على السعودية بعد هذه المبادرة إذا لم تستجب لها السعودية كمرحلة جديدة وسيتم استهداف مناطق أكثر واهم من بقيق وعلى رأسها قد يكون ميناء رأس تنوره في شرق السعودية الذي يعد هدفا سهلا مقارنة بالكثير من المواقع المستهدفة من قبل.

وبعد أسبوع على استهداف شركة ارامكو في السعودية لاتزال تبعات الحادث في ازدياد حيث بات اليمن بحسب مراقبين يفرض معادلة الردع مع السعودية.

وفي لحظة قوة تعلن صنعاء مبادرة حسن نية تجاه السعودية التي لاتزال تلمم تبعات هجوم السبت الماضي فاضرر الكبير الذي لحق بالسعودية جراء استهداف شركة ارامكوا أعطى الأهمية للمبادرة التي أعلنها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط وفيها وقف الهجوم بالمسيرات والصواريخ على السعودية مقابل وقف غارات التحالف.

وعلق الخبير العسكري اللبناني  أمين حطيط على مبادرة السلام بالقول “هذا التوقيت بالذات ينبغي التوقف عنده هو امتلاك زمام المبادرة, وان المدافع امتلك زمام المبادرة فهو يستطيع أن يقرر أن ينفذ عملية عسكرية إستراتيجية بالحجم الذي نفذه على بقيق في السعودية والان يستطيع أن يتخذ القرار بوقف المسيرات وهو مقتدر قوي “.

وعليه فإن اليمن بات يفرض معادلة توازن الدرع مع السعودية وحلفائها ,ولاسيما أن الهجمات المسيرة وضعت الرياض في مأزق حقيقي بحسب مراقبين حيث تضرب تلك الهجمات ليس عصب الاقتصادي السعودي فحسب بل الأمريكي والغربي ما استدعى نفير الولايات المتحدة لتغطية أي ازمة في سوق النفط العالمية.

وبعد أسبوع من التكتم على حجم الأضرار البالغة التي لحقت بانتاج النفط تصر الرياض على انها قادرة على تخطي الأزمة في وقت قياسي فيما يستبعد ذلك الكثير من رجال الاقتصاد العالمي.

وكشفت صحيفة فايتنشال تايمز البريطانية أن السلطات السعودية تضغط على الأسر الأكثر ثراء في المملكة للاكتتاب في الطرح العام الأولي لشركة ارامكو ولفتت الصحيفة إلى أن عدد من المستهدفين كان ضمن الذين اعتقلوا في الردز بين عامي 2017 و2018 ومن بينهم الوليد ابن طلال.

ولم تقابل السعودية المبادرة إلا بمزيد من غارات مكثفة على الحديدة في تصعيد خطير من شأنه إن ينسف اتفاق السويد, وعليه فليتحمل التحالف تبعات هذا التصعيد وموقف الأمم المتحدة في هذا الشأن على المحك ,ونذكر أن استمرار حجز السفن ,ومنعها من تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة عمل حربي يهدد امن الملاحة البحرية.

يذكر أن المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث كان حث في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي على ضرورة العودة إلى تطبيق اتفاق استكهولم كمدخل لاغنى عنه للذهاب إلى مفاوضات اشمل لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر في اليمن منذ خمس سنوات.

اذن ما يحدث الآن هي محاولة لصنعاء لتحقيق مكاسب سياسية بعد تحقيق المكاسب العسكرية ووقف الحرب على اليمن وهي مبادرة ذكية لأنه بالأساس الجميع يعلم ان الولايات المتحدة تريد إيقاف هذه الحرب وانه كان هناك تحضير لمفاوضات كان من المفترض ان تكون في سلطنة عمان كمرحلة اولى لوقف المعارك وبعد ذلك لإنهاء هذه الحرب.