يستحيل أن يُهزَم مؤمن
مصطفى عامر*
يستحيل أن يُهزَم مؤمن، ما دام في قلبه إيمان، ولأن قلب المؤمن قلعته، فإن سقطت قلعته كَفَر!
لهذا فقد وردت مفردة النصر بمشتقاتها في أكثر من موضعٍ من القرآن، ولم يرد للهزيمة ذكرٌ إلّا في موضعين، يرتبطان كلاهما بأهل الكفر، لا الإيمان.
أمّا عن أهل الإيمان فقد وردت كلمة "قرحٌ"، في قول الحق سبحانه:
"إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"
ذلك أنّ القرح يبرأ،
مهما كان الإثخان.
لهذا فلم يُهزم المؤمنون في أُحُد،
وحتى في حُنين، إذ أعجبتهم كثرتهم، فقد لقنهم الحقّ درسًا بما يقتضيه التأديب، لكنه سبحانه لم يسمح بأن ينهزموا.
"لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ"
وهذه هي القاعدة إذن:
ما دمت في سبيل الله فلن يهزمك عدو،
مهما بلغ الإثخان.
وهذا يعني بالضبط أنه لن يكسرك،
وإن مسّك قرْحٌ فقد مسّه،
وعلى الكافة أن يفهموا هذا الأمر.
فلماذا سقطت الأندلس؟
ولماذا حدثت في تراثنا الممتد هزائم؟
لأننا- ببساطة- لم نحتشد إليها بالله،
ولا تحت رايته.
لأن الإسلام ليس ما تكتبونه على الهويّة،
في خانة "الديانة".
وإنّما هو ما وقر في القلب،
وصدّقهُ العمل.
* رابط التغريدة : https://x.com/mustafamer2023/status/19770629976979...

