السياســـية : تقرير || صادق سريع*

"كشفت معركة البحر الأحمر مع القوات اليمنية عن عجز قوة ردع بحريات أوروبا وأمريكا، ما أثار تساؤلات حول فعاليتها في الممرات المائية السيادية في ظل ضعفها العملياتي"، هكذا أكد موقع "نافال نيوز" العسكري.

وقال: "يُمثل الانسحاب الأخير للبحريات الأوروبية من البحر الأحمر تحولاً كبيراً في السياسة البحرية الغربية في ظل المواجهة العسكرية المستمرة بين اليمن المساند لغزة و'إسرائيل'".

وأضاف: "أثبتت تلك النتائج هشاشة قوات البحرية الغربية في مواجهة التهديدات اليمنية المتصاعدة التي وجهت ضربات متطوّرة ضد عمليات البحريات الأوروبية في معركة البحر الأحمر".

وكشف خبراء الموقع عن عيوب كبيرة بالقدرات الدفاعية في سفن البحرية الألمانية أثناء المشاركة في مهمة "أسبيدس" الأوروبية في البحر الأحمر، واصفاً انتشارها بالمحفوف بالتحدِّيات الخطيرة.

وأكد قيام قوات بحرية ألمانية حالياً باستخلاص الدروس من تجربة المواجهة في البحر الأحمر التي كشفت عن نقاط ضعف أنظمتها الدفاعية ومواجهة التهديدات الهجومية.

وأن الفرقاطة "إف 222 بادن فورتمبيرغ" اضطرت للعودة إلى الوطن عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور البحر الأحمر بعد الانسحاب من المهمة عام 2024، في المحيطين الهندي والهادئ، هروباً من الهجمات اليمنية.

وأشار إلى أنه لم يتم نشر فرقاطات "إف 125 بادن فورتمبيرغ"، التي تعتبر من أحدث السفن الحربية الألمانية، في مناطق التهديدات الخطرة بسبب ضعف قدراتها الدفاعية.

خلاصة خبراء "نافال نيوز" تؤكد أن سيطرة صنعاء على المياه الإقليمية أعاد رسم توازن القوة وحوّل البحر الأحمر من ممر مائي تحت السيطرة الغربية إلى السيادة اليمنية بعد تراجع الهيمنة الخارجية على مياه الإقليمية اليمنية.

وكان اليمن قد أعلن، نهاية 2023، إسناد غزة عسكرياً، ونفّذ خلالها 1,835 عملية بالصواريخ الباليستية والمجنّحة والفرط صوتية والطائرات والزوارق المسيّرة، دعماً للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي.

اليمن يُجبر فرنسا على تأهيل "ميراج"

بدوره، كشف موقع مجلة "الجيش" البلجيكي أن فرنسا تدرس إعادة تأهيل مقاتلات "ميراج 2000D RMV" لمهام اعتراض المسيّرات، في ظل تصاعد تهديدات العمليات اليمنية في البحر الأحمر.

وحسب خبرائه، تهدف دفاع باريس إلى تخفيف الضغط عن مقاتلات "رافال" الحديثة المنخرطة في مهام مستمرة، من خلال تطوير أسطول "الميراج" بأنظمة قادرة على كشف وتعقّب وتحييد المسيّرات، لضمان عدم استنزاف طائرات الرافال المتطورة.

ونقل عن مسؤولي الجوية الفرنسية قولهم: "إن تطوير وإطالة أعمار مقاتلات ميراج بات ضرورة استراتيجية لمواجهة تهديدات المسيّرات منخفضة التكلفة وعالية الفاعلية".

وأضافوا: "المسيّرات اليمنية قلّصت مدة الإنذار المبكر، وعقدت مهام منظومات الدفاعات الجوية التقليدية، ما جعل تحدياتها تستدعي حلولاً مبتكرة وتكتيكات جديدة".

واستهدف اليمن في المعركة البحرية المساندة لغزة ضد "إسرائيل" 228 سفينة تجارية وحربية لدول العدوان، وأطلق أكثر من 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن انتهكت قرار الحظر، وأسقط ثلاث مقاتلات أمريكية نوع F-18، و26 مسيّرة نوع "MQ-9"؛ 22 منها في معركة "طوفان الأقصى"، وأربع أثناء العدوان الأمريكي - السعودي.