السياسية: تقرير // صادق سريع


تنتهك سلطات الاحتلال الإماراتي - السعودي في المناطق الجنوبية والشرقية باليمن، منذ 2015، سيادة الجمهورية اليمنية في البر والجو والبحر والجزر اليمنية، وتمارس أبشع الجرائم الدموية وأقذر التصرفات العنصرية اللإنسانية وحروب التجويع لليمنيين.

وبينما يحتشد اليمنيون في مناطق حكومة صنعاء الحُرة في الفعاليات والمسيرات المليونية، خلال عامين، كواجب ديني وأخلاقي نصرة لغزة ضد عدوان الإبادة الصهيو - أمريكي الذي خلَّف أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني بالقطاع، في ظل الصمت والخذلان العربي، تستمر كيانات ومليشيا المرتزقة في المحافظات المحتلة بمغازلة "إسرائيل" بلا استحياء، بتوجيه من عواصم الاحتلال في الرياض وأبوظبي.

ويواجه ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أنشأه نظام الاحتلال الإماراتي جنوب اليمن المحتل في 2017، انتقادات حادة بسبب توجّهات مرتزقة الاحتلال نحو تطبيع العلاقات مع 'إسرائيل' كطريقة للاعتراف الدولي، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي".

الموقع أشار في تقرير حديث إلى تصريحات مرتزق الاحتلال الإماراتي، ما يسمى رئيس المجلس الانتقالي المرتزق عيدروس الزبيدي، الشهر الفائت، أثارت غضب اليمنيين بمختلف مكوِّناتهم وأطيافهم السياسية.

وقال:"بينما اليمنيون يعتبرون تطبيع العلاقات مع 'إسرائيل' أكبر خطأ فادح، يعلن ما يسمى المجلس الانتقالي كأول كيان في اليمن عن استعداده لتطبيع العلاقات مع الكيان الذي ارتكب على مدى عامين أبشع جرائم الإبادة في غزة".

وأضاف:"تتواجد في جزيرة سقطرى وجزر يمنية أخرى محتلة قوات إسرائيلية وضباط إسرائيليون يُشاركون قوات الاحتلال الإماراتي في بناء قواعد عسكرية وأنظمة رادارية وأجهزة عسكرية وأمنية حديثة للرقابة على عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة ضد "إسرائيل" وسفنها في المياه الإقليمية اليمنية".



وكان مرتزق نظام الإمارات عيدروس الزبيدي قال الشهر الفائت، في مقابلة لصحيفة "ذا ناشيونال": "إن إقامة دولة جنوبية مستقلة سيمهّد الطريق للانضمام إلى اتفاقيات إبراهام وتطبيع العلاقات رسمياً مع 'إسرائيل'".

وأضاف: "لو كان لدينا دولة جنوبية قبل انطلاق معركة سبعة أكتوبر 2023، كنا أتخذنا قراراتنا بأنفسنا وأتجهنا نحو الانضمام إلى اتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع مع 'إسرائيل' إذا استعادت فلسطين حقوقها".

وفي عام 2017، أنشأ الاحتلال الإماراتي مليشيا "المجلس الانتقالي" ومكنه من السيطرة في بعض مناطق جنوب اليمن، كما سيطر على أرخبيل جزيرة سقطرى عام 2020، وهي واحدة من الجزر اليمنية الإستراتيجية المشرفة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر الذي يعد من أهم الممرات المائية لطرق الملاحة والتجارة الدولية بين قارات أسيا وأفريقيا وأوروبا.

بدوره، أكد عضو الحراك الجنوبي، عبد الكريم السعدي، بالقول: "إن ما يُسمى المجلس الانتقالي، الذي فرضته سلطات الاحتلال السعودي - الإماراتي، لا يمثل أبناء جنوب اليمن، ولا يملك تفويض قانوني أو وطني للتحدث نيابة عن اليمنيين، وليس لمرتزقته سوى تحقيق مصالحهم الخاصة".

وأضاف: "القضية الجنوبية لا علاقة لها بالحرب على الوظائف والمال وتقديم التنازلات للكيان الصهيوني على حساب الوطن والمواطن اليمني وقضايا الأمة".

بدوره، كشف موقع "عربي 21" في تقرير مطول عن وجود قوات أجنبية أمريكية وكولومبية وإسرائيلية ومرتزقة شركات أمنية عالمية مثل "بلاك ووتر الأمريكية"، تنفذ أنشطة عسكرية في المناطق الساحلية بمحافظتي تعز والحديدة المطلة على البحر الأحمر، جنوب غرب اليمن.

ونقل عن مصدر عسكري يمني مسؤول قوله: "إن القوات الأجنبية، التي تشرف على مليشيا الإمارات بمدينة المخأ المحتلة بقيادة المرتزق طارق عفاش تحت مسمى القوات المشتركة، تنفذ أنشطة مشبوهة بمنطقة جبل النار الإستراتيجية في المخأ وبعض من مناطق الخوخة جنوب الحديدة".



وأضاف: "تنتشر قوات متعددة الجنسيات في جزيرة زقر المحتلة التي هي أيضاً تشهد أعمالاً إنشائية عسكرية وأمنية واسعة وتشييد مدرج مطار عسكري تحت اشراف الاحتلال الإماراتي".

وتابع المصدر:"وصلت خلال الأيام الماضية إلى عدد من المواقع في الساحل الغرب لليمن لجان عسكرية خاصة من جنسيات أمريكية وإسبانية وإماراتية تنفذ مهام استخباراتية وتدريبية وتقييم وفرز وإعادة هيكلة الوحدات العسكرية لمليشيا مرتزقة الاحتلال الإماراتي، وسط تعتيم إعلامي وغياب أي موقف محلي أو إقليمي معارض".

وأكد إن التواجد العسكري المكثف يكشف حجم خطورة أطماع أنظمة قوات الاحتلال والاستعمار في السيطرة على المناطق الساحلية اليمنية بمحافظتي تعز والحديدة بهدف تأمين وجودها الدائم في مناطق البحر الأحمر وباب المندب.

ووفق وكالة "أسوشيتد برس"، تُظهر صور فضائية أعمال بناء مدارج ورصف وطلاء علامات، ووصول سفن شحن تحمل مادة الإسفلت ومواد بناء إلى جزر 'زقر' و'ميون' و'عبد الكوري' و'سمحة'.



كما أظهرت الصور موقع لمدرج عسكري يزيد طوله عن 2000 متر في جزيرة 'زقر'، ومدارج بأطوال أكبر في عدة مواقع أخرى، مخصصة لإستقبال أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات النقل العسكرية.

خلاصة فضاعة المؤامرات الخبيثة لقوات الاحتلال السعودي - الإماراتي في مناطق جنوب شرق اليمن بمشاركة أدواته ما يُسمى حكومة الفنادق ومليشيا "المجلس الانتقالي"، التي تحوّلت إلى أداة بالوكالة والسواحل والجزر والممرات البحرية اليمنية إلى مستعمرات منتكهة السيادة، مسلوبة القرار ومنهوبة الثروات لأطماع أنظمة الاستعمار الأمريكي والغربي الصهيوني، في ظل سعي قوى الاحتلال العسكري فرض حالة التموضع الدائم.