مراكز الزنداني أنجبت صهاينة
محمد محسن الجوهري*
ونحن نشاهد شباب حزب الإصلاح ونشطائه يتسابقون على الظهور في الإعلام العبري ويباركون كل عدوانٍ صهيوني على شعبهم، نتساءل عن المنهج الذي كان يدرسه التنظيم في مراكزه التي حملت عنوان "تحفيظ القرآن" والقرآن منهم براء؟
إن المسألة لم تكن مجرد تعليم للحروف أو ترديد للآيات، بل كانت عملية ممنهجة لزرع ثقافة مغايرة لجوهر القرآن، تقوم على الطاعة العمياء للتنظيم والولاء لمرجعيات خارجية تتقاطع مصالحها مع أعداء الأمة. لقد تحوّلت تلك المراكز إلى مصانع لإنتاج أتباع يرفعون شعار الدين ويُسخّرون خطاب القرآن لتبرير تحالفاتهم السياسية، حتى وإن وصلت إلى حدّ التطبيع العلني مع العدو الصهيوني. وهنا تكمن المفارقة؛ فبدل أن يخرّجوا جيلاً يحمل همّ الأمة ويدافع عن قضاياها الكبرى، خرجوا بمنتسبين يزينون العدوان على أوطانهم ويصفقون للمجرم نتنياهو وهو يذبح شعبهم."
فلا يمكن لإنسان ذي فطرة سليمة أن يكون في صف الصهاينة رغم كل ما يشاهده من إجرامهم إلا وقد تلقة جرعات مكثفة من لغسل دماغة حتى غدت نفسياتهم مشابهة للنفس اليهودية، وقد تكون تلك الجرعات مقدمة باسم الدين والحفاظ على السنة وغير ذلك من العناوين الطائفية البعيدة كل البعد عن القرآن والسنة، ولا مصدر لها في الشريعة إلا أن تكون مستوردة من كتب الأحبار ومراجعهم كالتلمود وغيرها.
وبحسب بعض التائبين من إجرام الإصلاح، فإن مراكزهم الدينية كانت تقدم مناهج بعيدة كل البعد عن الإسلام وتسعى لتلميع اليهود وتبرير إجرامهم بكل الطرق والوسائل، فمثلاً يبررون ما يحدث اليوم في فلسطين بأنه نتاج طبيعي لما ارتكبه المسلمون الأوائل في يهود المدينة ويرون أن هذه بتلك، وأن لليهود الحق في كل إجرامهم.
ومما يدعم تلك الاعترافات هو أن الزنداني نفسه ممن حرموا لعن اليهود ومعاداتهم، بل وأصدر فتاوى تبيح قتل كل من يلعن اليهود، فهم في عقيدته أقرب إليه من المسلمين، ولا تزال كتبهم تضج بالتحريض على الاقتتال بين المسلمين فيما تبرر كل إجرام جاء به إخوانهم الصهاينة.
"ولو وجدنا في حزب الإصلاح من ينفي هذه الحقائق لكان في ذلك ما يستدعي المراجعة والإنصاف، لكن الواقع أثبت أن موالاة اليهود عندهم أسبق من أي وحدة إسلامية أو موقف ضد الإجرام الصهيوني بحق أهلنا في غزة. بل إن ما صدر منهم من تأييد علني للمجرم نتنياهو في عدوانه على اليمن لم يكن مجرد موقف سياسي عارض أو مناورة ظرفية، وإنما يعكس عقيدة راسخة نُشِّئوا عليها داخل أروقة التنظيم. فالمسألة تتجاوز المواقف السياسية الطارئة لتكشف عن انحراف فكري وتربوي عميق، حيث جرى تشكيل وعي أجيال كاملة على الولاء للتنظيم والتحالف مع خصوم الأمة، حتى وإن كانوا أشد الناس عداوة للذين آمنوا."
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

