السياسية : تقرير || صادق سريع*
"قوات صنعاء تمتلك قدرات عملياتية وصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة أكبر بكثير مما كان يُعتقد، ما عزز مكانتها كقوة غير قابلة للردع"، هكذا قال الخبير العسكري والأمني في معهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، مايكل نايتس.
وأضاف، في ندوة عسكرية للمعهد البحثي الأمريكي (أيباك) بواشنطن، ويتبع لجنة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية: "إن القوات اليمنية أظهرت قدرات متزايدة على إطلاق الصواريخ الباليستية المتطورة على إسرائيل، ومن المرجّح استمرار عملياتها بهذا النمط ضمن إستراتيجية ممنهجة ذات أهداف إقليمية ودولية".
وتابع: "على الرغم من الضربات الجوية على اليمنيين بالعدوان الأمريكي - البريطاني - 'الإسرائيلي'، إلا أنهم حافظوا على القدرات العسكرية وخطوط الإنتاج المحلية لإنتاج الصواريخ والمسيّرات، وهو ما لم يكن في حسبان صُنّاع القرار بواشنطن".
وفق تأكيد المحلل العسكري الأمريكي نايتس، الذي نال درجة الدكتوراة في الإجرام الأمريكي باعتباره أحد أبرز الخبراء العسكريين المقرّبين من دوائر صنع القرار في واشنطن، فقد أثبت اليمنيون فاعلية كبيرة في إدارة القوة النارية واسعة النطاق في معركة البحر الأحمر، واستهداف منشآت حيوية في دول الخليج، وفرض التهديد المباشر على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
مشكلة أمريكا المستمرة
بدوره، أقرّ مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، اللفتنانت جنرال أليكسوس جي جرينكويتش، في جلسة اعترافات أمام المشرّعين الأمريكيين، أن اليمنيين سيظلون يشكّلون مشكلة مستمرة للولايات المتحدة، على الرغم من إعلان واشنطن وقف عدوانها الجوي على اليمن في 6 مايو 2025.. داعياً إلى الاستعداد لمواجهتهم مستقبلاً.
وقال نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال تشارلز براد فورد: "على الرغم من التزام اليمنيين بوقف إطلاق النار، إلا أنهم ما زالوا قادرين على تهديد ومهاجمة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وتهديدها، بالإضافة إلى قدرتهم على تعطيل الملاحة في المستقبل".
وأضاف رداً على سؤال عن فعالية العدوان الأمريكي في عملية "الفارس الخشن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اليمن: "ندرك تماماً أن ما تم تحقيقه كان مؤقتاً، وأن القيادة المركزية تبقى على استعداد تام للرد في حال استهدفت القوات اليمنية مصالح أمريكا في المنطقة".
الأدميرال الأمريكي تشارلز أكد قدرات القوات اليمنية على تنفيذ هجمات هجومية كبيرة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحليفاتها، وتعطيل حركة الملاحة للسفن 'الإسرائيلية' ودول العدوان على اليمن في أي وقت، كون قرارات اليمنيين تتأثر بمجمل الديناميكيات الإقليمية، بما فيها العدوان المستمر على غزة.
اليمن أعاد سيرة العرب المشرفة
في الصلة ذاتها، قال عضو المؤتمر القومي العربي، جمال غنيمات: "إن اليمن أعاد للعرب سيرتهم المشرفة عبر التاريخ، ونحن في الأردن ننتظر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، على أحر من الجمر ليهلّ علينا ببيانات الدعم والإسناد لغزة".
وأضاف لموقع "عرب جورنال": "على الرغم من قلة الإمكانيات والأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن الأبي، لكن إسناده لغزة كان فاعلاً بكل المقاييس، وكان له أثر بالغ في صمود المقاومة الفلسطينية في غزة".
برأي السياسي الأردني غنيمات، فإن مشاركة اليمن سياسيًّا وشعبيًّا وعسكريًّا في إسناد غزة قد حققت وحدة الساحات بلا جدال، وأسسَت لمرحلة قادمة لا تقبل الخضوع لسلطة الحكام المتخاذلين ولا لقوى الاستكبار العالمي.
..والقوة التي يصعب كسرها
والمؤكد في قناعة عساكر أمريكا أن القوات اليمنية باتت تمثّل رقماً عسكرياً لا يمكن تجاوزه أو ردعه، كقوة عسكرية متماسكة يصعب كسرها، وفق تقديرات التحولات الإستراتيجية الجديدة في المشهد اليمني والإقليمي.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية - بفضل الله وتأييده - أسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من طراز "MQ-9" في أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرةً لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015 واستمر ثماني سنوات.
وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,240 صاروخًا ومسيّرة إلى عُمق الكيان، إسنادًا لغزة.