مكسوف تقولها؟
سامح عسكر*
أيوه، الشعب اليمني رفع رأس العرب، واذهب جزئيا فكرة الضعف العربي لدى الأمريكيين والصهاينة.
دائما الرغبة في التحدي إذا كانت مصحوبة بالحد الأدنى من القوة فهي تفعل المعجزات، وفي التاريخ تنشأ الدول القوية بتحديات مثل هذه، بتحدي قوة صغيرة لأخرى كبيرة، ثم المداومة والصبر والإبداع تنقلب الآية وتصبح القوة الصغيرة كبيرة ثم تبقى على ذلك فترة من الزمن..
الإشكال الذي يواجه "إسرائيل" والولايات المتحدة في اليمن ليس ضعفهم العسكري، فهم يمتلكون أقوى أسلحة العالم، ولكن ضعفهم يكمن في (الجهل)
إنهم يجهلون الشعب اليمني
يجهلون ثقافته ولغته وعاداته
يجهلون نسيجه الاجتماعي
يجهلون تدينه
يجهلون عشائره
يجهلون تاريخه
يجهلون اسلوبه التربوي
أسلوبه العسكري
صورته الذهنية عن العالم
طريقة تجنيده
متى وأين وكيف يحارب
يجهلون من هو اليمني
يأخذون صورة عن هذا البلد هي من بقايا زمن العبودية والاستغلال والتبعية من بعض خصوم اليمن التاريخيين، سواء في شبه الجزيرة العربية أو في تركيا، وهي صورة وهمية لاعلاقة لها بشعب اليمن الحالي الذي يمكن القول أن ثقافته وقوته الحالية مكتسبة آخر 30 سنة.
هذا أدى لجهلهم بأدوات القوة اليمنية، سواء في مدن الأنفاق تحت الأرض، أو في مخازنهم أو طريقة تصنيعهم للسلاح، وكذلك جهلهم بمنصات الإطلاق وكيفية عملها.
تجربة الغرب مع اليمن طوال عام ونصف من الحرب أدت لكل هذا الجهل مجتمعا.
فهم لا يعرفون شيئا عن أماكن قادتهم ولا أنفاقهم، ولا قواعدهم، ولا أعداد وطبيعة صواريخهم، فاليمنيون المعاصرون لا يعتمدون قواعد عسكرية مكشوفة للحرب، ولا منصات إطلاق مكشوفة، بل يستنزفون الخصم بأهداف وهمية،. وهم بارعون في نصب تلك الأهداف الوهمية في كل محافظة تقريبا.
بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية فأكرر لهم منذ 12عام تقريبا، منذ أن عقدت أول دراسة علمية عن اليمن، وفهمت كثير من طبيعة وهوية هذا البلد، وطريقة عيشه ورؤيته للحياة..
أقول لهم، ادرسوا الشعب اليمني، وأرسلوا بعثات علمية واستكشافية، واعقدوا مؤتمرات علمية، وتواصلوا معهم بحب وانفتاح، ولا تتخيلوا فكرة مسبقة عنهم، واعتبروا أن هذه الرحلات فرض عين لمعرفة واحد من أهم وأقوى الشعوب العربية ربما منذ قرون.
رابط التغريده: https://x.com/sameh_asker/status/19026013733398328...
* المقال يعبر عن رأي الكاتب