قطر.. الراعي الرسمي لجرائم الإبادة الطائفية في سورية
السياسية || محمد محسن الجوهري*
لم يعد خافيًا على أحد الدور الذي لعبته قطر في تمويل الجماعات التكفيرية في سورية، وتقديم الدعم اللوجستي والسياسي لها منذ بداية الحرب. فمنذ اندلاع الأزمة عام 2011، انخرطت الدوحة في مشروع تمزيق النسيج الاجتماعي السوري، مستغلةً أدواتها الإعلامية والدبلوماسية والمالية لترسيخ الفوضى وإشعال نار الفتنة الطائفية.
وقد حذرنا سابقًا من أن الدعم القطري اللامحدود لهذه الجماعات لن يكون مجرد استثمار سياسي عابر، بل هو مشروع متكامل لإبادة الأقليات الدينية والمذهبية في سورية، وهو ما تجلى اليوم بوضوح في الساحل السوري، حيث ارتُكبت مجازر وحشية بحق المدنيين الأبرياء، تحت راية الفكر الظلامي الذي غذته قطر وساهمت في انتشاره.
لا يمكن لأي مراقب أن ينكر الدور الذي لعبته قناة الجزيرة القطرية في التغطية المنحازة للأحداث، حيث عملت على تبرير الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات التكفيرية، والترويج لخطاب يحرض على العنف والكراهية، متجاهلةً بشاعة المجازر التي استهدفت العلويين والشيعة في الساحل السوري. إن هذه السياسة الإعلامية ليست مجرد "وجهة نظر"، بل هي تواطؤ صريح مع الإرهاب.
لقد كان واضحًا منذ البداية أن قطر لا تسعى إلى "الحرية" أو "الديمقراطية" في سورية، بل إلى تحويلها إلى ساحة حرب طائفية تخدم المصالح الصهيونية والأمريكية في المنطقة. لم تكن عمليات تمويل وتسليح الجماعات التكفيرية سرًا، بل كانت تجري على مرأى ومسمع من العالم كله، وتحت غطاء "دعم المعارضة". والنتيجة؟ مذابح ودمار وتشريد لمئات الآلاف من الأبرياء.
إن ما جرى في الساحل السوري هو ثمرة هذا المشروع الجهنمي، فالمجازر التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية هناك ليست سوى تنفيذ عملي لما كانت قطر تخطط له منذ سنوات. وها نحن اليوم نشهد تحقق الكابوس الذي كنا نحذر منه، حيث تحولت قرى بأكملها إلى مقابر جماعية، وسالت دماء الأبرياء بأموال الغاز القطري.
إذا كانت قطر تعتقد أنها بعيدة عن الحساب، فهي واهمة. فالجرائم التي مولتها ودعمتها في سورية لن تمر دون عقاب، وإن كانت يد العدالة لم تصل إليها بعد، فإن دماء الأبرياء لن تضيع سدى. إن السكوت على هذا الإجرام يعني السماح بمزيد من المجازر، وترك مصير المنطقة بيد مشيخة تحولت إلى بنك تمويل للإرهاب العالمي.
لقد آن الأوان لوضع حد لهذه المهزلة، وفضح الدور القطري في دعم الإرهاب، ليس فقط بالكلام، بل بالتحرك الجاد لوقف تدخلاتها التخريبية، ومحاسبتها على كل قطرة دم سالت بسبب سياساتها القذرة. فالتاريخ لا يرحم، والعار سيلاحق كل من ساهم في هذه الجرائم إلى الأبد.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب