إستعراض عسكري ينتهي بإذلال أمريكا!!
السياســـية - تقرير || صادق سريع*
"أن الاستعراض العسكري الأخير بالطائرات الأمريكية المقاتلة المدعومة لوجستياً من قوات البحرية البريطانية، ستنتهي أيضاً بالإذلال للولايات المتحدة، هذا ما قاله الكاتب الأمريكي جيري نولان لموقع "ذا أيسلندر".
وأضاف في مقال نشره على موقع "ذا أيسلندر": "اليمن هو فيتنام شبه الجزيرة العربية، دولة صامدة تتحطم أمامها الإمبراطوريات، واشنطن، المخمورة بأوهام الهيمنة، ترفض أن تدرك أن القوة العسكرية لا تستطيع إخضاع شعب مستعد للتضحية من أجل السيادة، وكما حدث في أفغانستان والعراق وسوريا، قد تدمر القنابل الأمريكية المباني لكنها لا تكسر روح المقاومة أبداً".
وتابع:" أن هذا التصعيد الأخير يبرز النفاقَ البشع للنظام العالمي؛ فالمحكمة الجنائية الدولية تلاحق قادة صغاراً في أفريقيا وأسيا، بينما تغض الطرف عن إجرام نتنياهو في إبادة غزة، أو الخروج الأمريكي الكارثي من أفغانستان".
ومضى قائلاً:" هذا النفاق لم يعد خافياً على دول الجنوب العالمي، التي تراقب الآن عن كثب تحول اليمن إلى ساحة معركة أخرى تتكشف فيها الأوهام الإمبريالية بشكل مذهل".
ضربات تعزيز الصمود
بدوره أكد الخبير البريطاني والأستاذ المشارك في قسم دراسات الدفاع العميقة بكلية الملك في لندن الدكتور أندرياس كريج، إن الضربات الأمريكية الأخيرة على اليمن لن تكسر إرادة الحوثيين، بل تعزز صمودهم وقوتهم لمواجهة الضغوط العسكرية.
وقال في حوار مع قناة "فرانس 24" الإنجليزية: "أن الحوثيين اليمنيين التي أظهروا قدرة تحمل هائلة خلال سنوات من القصف للعدوان السعودي على اليمن، لم يتراجعوا استراتيجياً، فقد ظلت شبكتهم صلبة على الرغم من الضغوط العسكرية والهجمات المستمرة".
وأضاف: "إن الحوثيون لا يستجيبون لسياسة الردع العقابي، بل يزدادون بأنفسهم وقوة في قدراتهم العسكرية، وقد تعززت مواقفهم خلال الحرب على غزة وردود الفعل الغربية على مدى الأشهر الـ18 الماضية".
وأعتبر العدوان الامريكي باستهداف المدن اليمنية المحررة مثل صنعاء، صعدة، مأرب وحجة بالضربات الجوية، تصعيد كبير من واشنطن يفتقر إلى استراتيجية فعّالة للتعامل مع الحوثيين.
والسبت الفائت شنت الولايات المتحدة الأمريكية عدوان إجرامي جوي على اليمن ولا يزال مستمريستهدف العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية المحررة، وأدت إلى إستشهاد أكثر من 53 مدنياً و100 جريح.
القرار الذاتي والقرار الخطأ
وإذ أكد أستاذ قسم دراسات الدفاع العميقة كريج، استقلالية قرار الحوثيين كفاعل يمني متجذر في المجتمع المحلي، قال: "الحوثيون لا يعتمدون على توجيهات إيران لإستئناف أو إيقاف عملياتهم، بل لديهم تمكين ذاتي، وقد أخطأ ترامب في تقديره بأن الضغط العسكري سيغير سلوكهم، على العكس فخطابهم التصعيدي الأخير يعكس قوتهم المتزايدة".
المؤكد في منظور الخبير البريطاني كريج، إن الحل العسكري غير ممكن، داعياً الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا إلى الاعتراف بقوة الحوثيين وضرورة التفاوض معهم كطرف رئيسي.
تطور دفاعي لا يصدق
بدوره، أعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، بتطور القدرات الدفاعية لليمن وشن قواته الهجمات العسكرية النوعية على السفن الحربية الأمريكية والغربية وأستهدفت حركة الملاحة ضد سفن "إسرائيل" في البحر الأحمر.
وقال: "إن لدى اليمن دفاعات جوية متطورة بشكل لا يصدق إضافة إلى صواريخ كروز مضادة للسفن، مشيراً إلى أن لدى القوات اليمنية مسيرات هجومية تحلق فوق البحر وصواريخ باليستية".
من جهته، أكد الباحث الأول بـ"مركز الجزيرة للدراسات"، الدكتور لقاء مكي، إلى أن الضربات الأميركية ستعزز شرعية الحوثيين محلياً وإقليمياً، وقال: "الحوثي حصل على شرعية شعبية في اليمن وخارجه باعتباره من النادرين الذين حاربوا من أجل فلسطين، وكلما تلقى ضربات أكثر تعززت شرعيته أكثر".
عواقب بعيدة المدى
في السياق، قالت وكالة "بلومبرغ":"أنّ الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الفائت، على اليمن، لها عواقب بعيدة المدى على منطقة الشرق الأوسط الأوسع، وسوق النفط".
وأضافت في تقريرها:" أنّ حكومة صنعاء كانت تحت القصف بشكل أو بأخر على مدى عشر سنوات مُنذ عام 2015، شن تحالف العدوان العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية، ثم شنت الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل" مئات الضربات العسكرية على اليمن".
وأكدت، بالقول: "على الرغم من كل تلك الضربات، فإنّ القوات المسلحة اليمنية ما تزال متماسكة وتزاد قوة ومستمرة في فرض الحظر البحري على سفن "إسرائيل" في البحر الأحمر".
في منظور الوكالة، فإن الخطر الذي يهدد ترامب هو استهداف القوات اليمنية دول الخليج الغنية بالنفط، مثل السعودية والإمارات، بالمسيرات والصواريخ.
نجاح الإسناد
وأستأنفت القوات اليمنية الأسبوع الماضي عملياتها العسكرية إسناداً غزة، بعد منع "إسرائيل" إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
ونفذت عمليات عسكرية نوعية، رداً على العدوان الأميركي، واستهدفت حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس هاري ترومان" والقطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر في ثلاث عمليات هجومية خلال ثلاثة أيام على التوالي يوم 16 و17 و18 من مارس الجاري، وأفشلت خطط عدائية لتنفيذ ضربات جوية للقوات الأمريكية على اليمن.
يشار إلى إن قوات صنعاء فرضت حظراً بحرياً على سفن "إسرائيل" وحلفائها، مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.
وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي - البريطاني - "الإسرائيلي"، في المواجهات البحرية أكثر من 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، خلال 14 شهراً، دعما للمقاومة؛ ونصرة لغزة.