السياسية-وكالات:

أثار استئناف العدو الصهيوني، فجر اليوم الثلاثاء، عدوانه على قطاع غزة، بعد شهرين من وقف إطلاق النار؛ مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى المدنيين ، موجة واسعة من ردود الفعل العربية والدولية المنددة بتجدد العدوان، محملة الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن ذلك.

وطالبت تلك الدول بالتدخل الفوري لوقف العدوان والحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من حرب الإبادة الجماعية، والضغط على العدو الإسرائيلي للعودة للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار، والدخول في المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى .

وقد جاء رد الفعل الأبرز من اليمن، التي أكدّت أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الفاعل والموجة للكيان الصهيوني لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ومن شجع كيان العدو على تماديه في ذلك، ومنحته الضوء الأخضر لارتكاب أبشع الجرائم التي يُندى لها جبين البشرية.

وفي بيان لوزارة الخارجية والمغتربين، أدانت اليمن بأشد العبارات استئناف عدوان الكيان الصهيوني على غزة، والذي أسفر عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين الفلسطينيين جلهم من النساء والأطفال.

وأكدت وزارة الخارجية أن العدوان الصهيوني، يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ويؤكد أن الكيان الصهيوني لا يلتزم بالعهود والمواثيق ويضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية.

وجددت وزارة الخارجية، التأكيد على استمرارية الموقف اليمني المساند والمناصر للشعب الفلسطيني المظلوم بكافة الوسائل الممكنة.

كما أدانت وزارة الخارجية العُمانية، اليوم الثلاثاء، استئناف الكيان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة.

وأكدت الوزارة في بيان لها، أن هذه الجرائم الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني تُمثل انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار ولجميع الأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لهذا العدوان ضد الإنسانية، وحماية المدنيين، ومحاسبة العدو الصهيوني على أفعاله.

كما ندد حزب الله اللبناني، باستئناف العدو الصهيوني لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع ‏غزة، واستهداف الأطفال والنساء والمدنيين العزّل وهم نيام.

وجاء في بيان للحزب أن "أمريكا والاحتلال وجهان لعملة واحدة متعطشة للدماء ولا تعرف إلا لغة القتل ‏والتدمير".


حقيقة الإدارة الأمريكية

وبيّن أن استئناف العدوان "يفضح حقيقة الإدارة الأميركية في سعيها المستمر لزعزعة استقرار المنطقة عبر ‏العدوان على فلسطين ولبنان وسوريا واليمن؛ بدعمها المطلق لأداتها العسكرية الصهيونية وسعيها ‏لفرض سياسات ووقائع جديدة بقوة النار".

ونوه أن الاحتلال يستهدف "شطب القضية الفلسطينية العادلة وتهجير ‏شعبها خارج أرضه".

وكذلك، دعا مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد الخليلي الأمة الإسلامية وذوي الضمائر الحية للتصدي لهذا العدوان الصهيوني على قطاع غزّة.

أيضاً، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة "الجولة الجديدة من الهجمات والمجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة".

وحمّلت الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن استمرار جرائم الإبادة والتطهير العرقي.

وشددت الخارجية الإيرانية على مسؤولية جميع الدول والأمم المتحدة في وقف جرائم الإبادة الجماعية ضد أهل غزة.


تصعيد خطير

في حين أعربت مصر عن إدانتها للغارات الجوية لقوات العدو الصهيوني التي استهدفت قطاع غزة فجر اليوم، وخلفت ضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصعيدًا خطيرا ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، رفضها الكامل لكل اعتداءات الكيان الصهيوني الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار.

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف.

في الموازاة، أكد رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، أن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة هي حرب على الإنسانية، مشددا على أن المجتمع الدولي يجب أن يكون معنيا بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل.

اشعال المنطقة

في الاثناء، قالت قطر إنّ "سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها".

وأكّدت الخارجية القطرية في بيانٍ لها "الحاجة الماسة إلى استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف النار وصولاً إلى إنهاء الحرب على غزة".

ولفتت إلى أنّ "الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة بلغت درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً".

كذلك، أدانت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، استئناف العدو الصهيوني لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واعتبرته "انتهاكا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، دون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية".

وأكدت "تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني، ووقوفها الدائم إلى جانبه".


تجاهل متعمد

أيضا؛ أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، عن "إدانة واستنكار الكويت الشديدين للهجمات "الإسرائيلية" الأخيرة على قطاع غزة"، مؤكدة أن "هذا التصعيد العسكري يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتجاهلًا متعمدًا للقوانين والمواثيق الدولية".

وذكرت أن العدوان الصهيوني "يكشف استمرار سياسات الاحتلال القائمة على استهداف المدنيين العزل وفرض التهجير القسري والتدمير الممنهج للبنية التحتية في القطاع".

في السياق، عبرت الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء تجدد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، داعية إلى احترام وقف اتفاق إطلاق النار الذي جرى الإعلان عنه في يناير الماضي.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، رولاندو جوميز، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن "الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية "الإسرائيلية" في غزة"، مناشدا ضرورة احترام وقف إطلاق النار وإعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل.

وفي السياق عينه، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن صدمته حيال الضربات الجوية الصهيونية، داعيًا إلى "إنهاء هذا الكابوس فورا".


مفاقمة المأساة الفلسطينية

وقال تورك، في بيان إن "السبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل إلى تسوية سياسية وفقا للقانون الدولي"، مضيفًا أن استخدام الكيان الصهيوني لمزيد من القوة العسكرية لن يؤدي إلا مفاقمة مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف كارثية.

وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، على أن الحرب يجب أن تنتهي بشكل كامل.

كما طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المجتمع الدولي بوضع حد لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الكيان الصهيوني تجاه قطاع غزة، مؤكدًا أن الهجمات التي استأنفها الكيان الصهيوني على غزة غير مقبولة.

وشدد أردوغان، في تصريح له، على ضرورة أن يضع المجتمع الدولي حدا لسياسة الإبادة الجماعية وضرورة ضمان العودة إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.


دوامة التصعيد

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن رفض الحكومة الإسبانية لاستئناف الكيان الصهيوني للقضف العشوائي ضد المدنيين في قطاع غزة، محذرًا من أن ذلك ليس الطريق الأفضل للسلام والأمن.

وشدد ألباريس، في تصريح صحفي، على ضرورة رفض وإدانة هذه الموجة الجديدة من العنف والتفجيرات التي تنال من المدنيين بشكل عشوائي، مجددا في هذا السياق إدانة إسبانيا لقرار الاحتلال بتعليق المساعدات الإنسانية للقطاع وقطع إمدادات الكهرباء عنه.

كذلك، حذّر الكرملين من "دوامة التصعيد" في غزة بعدما شن ‏العدو الصهيوني أعنف ضرباته على القطاع منذ وقف إطلاق النار في يناير.‏

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين إن "تفاقم ‏الوضع، دوامة أخرى من التصعيد، يشكل مصدر قلق بالنسبة إلينا".‏

بدورها، دانت بلجيكا، غارات العدو الصهيوني على قطاع غزة، وحذرت من تداعياتها الإنسانية الثقيلة.

وقال وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، إن "الاتفاق بين الاحتلال "الإسرائيلي" وحركة حماس واضح وينص على وقف إطلاق النار".

وندد بغارات العدو الصهيوني الجديدة وتداعياتها الثقيلة التي تهدد هذه الأهداف، مشددا على أن حظر المساعدات الإنسانية عن المدنيين الفلسطينيين "يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".

ونددت فرنسا، من جانبها، بالضربات الصهيونية على غزة، ودعت لوقف القصف الصهيوني، كما طالبت بضمان حماية المدنيين وإعادة بناء شبكات المياه والكهرباء في غزة.

ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، قوات العدو إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية التي تهدد الجهود الرامية إلى تحرير الأسرى وتهدد حياة المدنيين في قطاع غزة، مطالبة بالعودة إلى احترام اتفاق ايقاف إطلاق النار بالكامل والانخراط في مفاوضات "بحسن نية لجعله مستداما".

كما دعت قوات الاحتلال إلى ضمان الحماية الدائمة لجميع المدنيين واعادة الكهرباء والمياه للقطاع وإزالة العقبات التي تحول دون دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع على الفور.


احترام الاتفاق

في حين، صرّحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك بأنّ "انتهاء وقف إطلاق النار في غزة بسبب الغارات "الإسرائيلية" يثير القلق الشديد".

في الاثناء، دعت أستراليا، إلى الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إثر استئناف العدو الصهيوني حرب الإبادة.

جاء ذلك في منشور لوزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، عبر منصة "إكس"، على خلفية استئناف الكيان الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة.

وأكدت وونغ ضرورة حماية المدنيين، واحترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ التزامات الاتفاق بالكامل.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأيرلندي، مايكل مارتن، إن "التقارير عن الغارات الجوية "الإسرائيلية" على غزة تثير قلقاً بالغاً".

وحثَّ مارتن على احترام اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ التزاماتها بالكامل.


التواطؤ العلني

في الموازاة، دان وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، استئناف الهجمات الصهيونية على سكان قطاع غزة، متّهماً الحكومة الأميركية بالتواطؤ العلني.

وكتب في حسابه في منصة "إكس" "إنّ إبادة الشعب الفلسطيني هي السبيل الوحيد أمام "إسرائيل" لتحقيق أحلامها التوسعية والسيطرة على قطاع غزة"، داعياً إلى وقف الإبادة الجماعية الصهيونية بشكلٍ فوري.

وتواترت بيانات وتصريحات التنديد والادانة عربيًا وعالميًا مستنكرة استئناف العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وعودته لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني في كل انحاء القطاع، في محاولة منه لدفع حركة حماس لتسليم بقية الأسرى خارج الاتفاق، وبالتالي تخليها عن أي ورقة ضغط تفاوض من خلالها لإيقاف الحرب على قطاع غزة، في ظل موقف عربي واسلامي لم يتجاوز بيانات الاستنكار والادانة؛ الأمر الذي يجعل من مسؤولية الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية كبيرة في الدنيا والأخيرة؛ فلا عذر لأحد اليوم بعدما بلغ العدو الإسرائيلي مبلغا غير مسبوق في نكث العهود وارتكاب المجازر في ظل تواطؤ ودعم أمريكي لا محدود.

أما مواقف الدول الأخرى فهي في الأغلب تساوي بين الضحية والجلاد، وتطالب بضبط النفس، في محاولة لتقديم صورة زائفة للواقع؛ فقطاع غزة يتعرض لعدوان بربري وحرب إبادة همجية بالطائرات والصواريخ الصهيونية بدعم أمريكي واضح ومعلن؛ فماذا نفهم من مطالبات ضبط النفس؟ ماذا نفهم من مطالبة جميع الأطراف بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى، والعدو الإسرائيلي هو من نكث ورفض المضي في تنفيذ الاتفاق ومنع دخول المساعدات وأغلق المعابر وأعلن استئناف العدوان والمضي في حرب الإبادة؟! ما نفهمه أننا أمام عدوان بربري بأعتى الأسلحة الأمريكية على سكان مدنيين وعُزل، وبالتالي الجميع مطالب إعلان موقفه واضحًا، وأن يرفع صوته عاليًا، ويدين الاحتلال، ويصطف ضد همجيته، وما يتلقاه من دعم أمريكي.