السياسية || عدنان الجنيد*

تعتمد قوى الاستكبار على أكثر من استراتيجية مثل الحرب النفسية في الحروب بالتضليل الإعلامي، وتزييف الحقائق في ظل غياب الوعي الشعبي وشرعية القرارات الأممية لشرعنة خططها الاستعمارية للهيمنة على قرارات الشعوب باستخدام القوة العسكرية كالطائرات الحربية والبوارج وحاملات الطائرات في البحار والمحيطات لضرب الدول المستهدفة تحت ذريعة "محاربة الإرهاب".

تستبق وترافق تلك التحركات حملات إعلامية هدفها بث الخوف والرعب والهزيمة المعنوية والنفسية للأنظمة والشعوب لإخضاعها من أجل السيطرة عليها لنهب ثرواتها وإشعال الحروب الطائفية، بإستخدام عناصر الجماعات التكفيرية والإرهابية لتنفيذ مخططاتها.

جاءت عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر 2023، ودور جبهات الإسناد وإنتصاراتها على قوى الاستكبار العالمي في غزة ضد الكيان الصهيوني ومعارك البحر الأحمر ضد دول الحلف الأميركي - البريطاني - الغربي وكشفت زيف الشعارات الإنسانية والحقوقية للغرب وأيقظت الشعوب العربية التي عرفت حقائق الأطماع الإستعمارية.

عندما فشلت تلك القوى، لجأت لتنفيذ مخططاتها عبر الإستراتيجية التالية لضمان استمرارية نفوذها ونهبها خيرات الشعوب باستخدام نفوذ قادة الأنظمة الحليفة لها في المنطقة مثل النظام التركي الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

حيث تم تكليف الرئيس أردوغان بغطائه إسلامي إعداد وتفريخ الجماعات التكفيرية الإرهابية من مختلف أنحاء العالم وتصديرها إلى سوريا، مثل تلك التي كانت معروفة باسم تنظيم داعش قبل تغيير تسميتها إلى جماعة النصرة بزعامة ما يسمى أحمد الجولاني وحالياً أحمد الشرع الذي عرضت الولايات المتحدة مبلغ 10 مليون دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عنه.

سعى أردوغان إلى تقديم الجولاني على أنه رجل الدولة لا زعيم تنظيم تكفيري وإرهابي وإجرامي ودعمه عسكريا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا وإعلاميا، وإظهار تنظيمه كـ"قوات نظامية"، تحت شعارات مختلفة، عبر تحالفات عسكرية وأمنية وإقامة قواعد جوية تركية داخل سوريا تحت غطاء "التعاون الأمني".

إن ما تقوم به تلك الجماعات التفكيرية المستوردة من مجازر دموية وحرب تطهير عرقي بحق السوريين المدنيين بدافع مذهبي، الهدف منه تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري، يخالف تعاليم الإسلام البته ويثبت أن الجولاني بمساعدة أردوغان ينفذون الأجندة الإستعمارية وفق خطط مهندسة لتشوية الإسلام خدمة لعدو الأمة وحماية للمصالح الغربية والأمريكية و"الإسرائيلية"، والأمن القومي للكيان.

كل تلك التغيرات التي حدثت وتحدث في الجغرافيا السورية الذي يمثل فيها الجولاني دور البطل، تعد خطوة أولى لبدء تنفيذ خطة تقسيم سوريا إلى مناطق يسهل بلعها، ضمن خطة دول الإستعمار الغربي إعادة رسم خارطة المنطقة على الشكل الذي يخدم الاحتلال الصهيوني، تمهيداً لإعلان "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات.

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب