هل يقاتل الجولاني في لبنان نيابةً عن "إسرائيل"؟
السياسية || محمد محسن الجوهري*
كل المعطيات تؤكد أن النظام الجديد في سورية متماهٍ كلياً مع المصالح الإسرائيلية، ولو على حساب مصالح بلاده وسيادتها، فالجولاني يرى العلويين خطراً على نظامه وذهب إلى الساحل لإبادتهم، فيما أصبحت دبابات الاحتلال الإسرائيلي على مرمى حجر من القصر الجمهوري في دمشق، وفي أي لحظة ستداهم "إسرائيل" العاصمة السورية فيما الحكام الجدد مشغولون بالقضايا الطائفية.
تاريخياً، أثبتت الجماعات التكفيرية أنها أداة طيعة بيد أي استعمار خارجي، ونرى في اليمن كيف أن حزب الإصلاح يساند بكل قوة العدوان الخارجي على البلاد، ويدعم انتهاك الخارج لسيادة الوطن، بل ويبرر كافة جرائم السعودية والإمارات بحق الشعب اليمني، ويتغاضى عن احتلال التحالف لمساحات واسعة منها منابع النفط في مأرب وشبوة وحضرموت، ويركز الحزب كل جهوده في تفكيك أي جهود تخدم الوحدة الوطنية.
والجولاني لا يتخلف كثيراً عن الزنداني في اليمن، فالعقيدة واحدة، ونظرة الطرفين للمسلمين هي نفسها، كما يتشاركان الرؤية الأنبطاحية تجاه الصهيونية والأنظمة الموالية لها في المنطقة، وبالتالي فإن تكفيريي سورية أحرص على الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله في لبنان بدواعٍ طائفية، بهدف تحييد الحزب، ولا مانع لديه في أن يدمر البلاد في سبيل هذه الغاية، فدواعش جعجع في الداخل يتشاركون الرؤية نفسها مع التنظيمات التكفيرية، كما أن نظرتهم تجاه المسلمين هي نفسها، فلا فرق بين زنداني وجولاني وجعجع عندما يتعلق الأمر بخدمة سيدهم الأعلى في تل أبيب.
وقد أثبتت الأيام أن دعاة الوطنية الزائفة في لبنان ليسوا سوى فصيل آخر داعم للصهيونية، وكان موقفهم واضحاً إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان بين عامي 1978 و2000، حيث شكلوا ميليشيات موالية للصهاينة عملت على قتل المسلمين لبنانيين وفلسطينيين على السواء، ولديهم اليوم إمكانيات أكبر لتنفيذ مجازر إبادة في القرى الشيعية في جنوب لبنان أو غيرها.
ولا حل أمام الإخوة المجاهدين في لبنان سوى رفع السلاح تحسباً لمثل هذه الأعمال العدائية، فمنظر السلاح مرعبٌ جداً للعدو وللعملاء وسيجبرهم على التراجع عن شن أي هجمات مماثلة لما يحدث في الساحل السوري، فالسلاح في يد المسلم المجاهد كفيل بردع المنافق حتى لو امتلك أضعاف ذلك من أسباب القوة.
ولنا في قصة معركة صفين خير شاهد، فعمرو بن العاص ومعاوية كانا مسلحين والسيوف في قبضتهما، لكن رؤيتهما للإمام علي وفي قبضته السلاح أجبرتهما على فعل ما فعلوه من منكر بسبب الرعب، ومثل هؤلاء لا ينبغي أن يُتركوا أحراراً يتجولون بالسلاح، لأن عدوانيتهم لا تكون إلا على الضعيف الأعزل ويخشون من الدخول في أي مواجهة متكافئة، فهم ليسوا نداً لرجال الرجال ولا طاقة لهم في القتال بشرف، بل في مواجهة الأطفال والنساء، وهذه عقيدة يتشاركون فيها مع إخوانهم اليهود.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب