الأسهم الأمريكية تهوي بسبب تداعيات سياسات ترامب
السياسية - وكالات :
شهدت الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملاتها أمس الإثنين تراجعا كبيرا بسبب المخاوف من تداعيات سياسات ورسوم الرئيس دونالد ترامب على الاقتصاد، لتسجل الأسهم أسوأ أداء لها منذ سنوات.
واسترد مؤشر ستاندارد آند بورز (إس أند بي 500) الأوسع نطاقا، جزءاً من خسائره ليتراجع في ختام التعاملات بنسبة 7ر2%، بعد أن تراجع بنسبة ثلاثة % في تعاملات الظهيرة، ليسجل أكبر تراجع يومي له منذ 2022، عقب أسوأ أسبوع له منذ سبتمبر الماضي.
كما فقد مؤشر داو جونز الصناعي القياسي 890 نقطة أي بنسبة 1ر2% في نهاية التعاملات، ليقلص خسائره التي وصلت في بعض لحظات التداول إلى 1100 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 3ر4%.
وسجل إس أند بي 500 الرئيسي لسوق الأسهم الأمريكية سابع تأرجح بأكثر من واحد % صعودًا وهبوطاً خلال الجلسات الثماني، بعد فترة سيطرت عليه المخاوف من أن تضر الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب بشكل متقطع بالاقتصاد بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر نتيجة خلق حالة من عدم اليقين كافية لدفع الشركات والمستهلكين الأمريكيين إلى حالة شلل تضر بالاقتصاد.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة ثمانية% عن أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله في 19 فبراير الماضي، وقد أعطى الاقتصاد بالفعل بعض إشارات الضعف، ومعظمها من خلال استطلاعات الرأي التي أظهرت تشاؤما متزايدًا.
وتشير مجموعة واسعة النطاق من المؤشرات في الوقت الفعلي التي جمعها بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش بالفعل.
وبحسب وكالة "رويترز"، خسرت الأسهم الأمريكية اربعة تريليونات دولار من قيمتها منذ صعودها عقب انتخاب ترامب.
وقال الرئيس ترامب لقناة فوكس نيوز التلفزيونية إن الاقتصاد الأمريكي يواجه "فترة انتقالية" بعد قراراته لفرض رسوم جمركية على الواردات، في حين تجنب استخدام تعبير "ركود" في وصف حالة الاقتصاد، مضيفاً أن خطته لإعادة الثروة إلى الأمريكيين ستستغرق وقتاً.
وأضاف أنه يريد إعادة وظائف قطاع التصنيع من الخارج إلى الولايات المتحدة عبر فرض تعريفة جمركية على الواردات.
وفي مقابلة تلفزيونية أخرى، قال وزير التجارة الأمريكي "هوارد لوتنيك" إنه سيتم تطبيق الرسوم بنسبة 25% على الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم اعتبارا من الأربعاء المقبل، مضيفاً أن الاقتصاد الأمريكي يمر بمرحلة "التخلص من الإدمان"، حيث يتخلص من الاعتماد على الإنفاق الحكومي كمصدر أساسي للنمو.
وتراجع سهم إنفيديا لأشباه الموصلات بنسبة 1ر5% في ختام تعاملات اليوم، لتفقد أكثر من 20% من قيمتها منذ بداية العام. وكان السهم قد ارتفع بنسبة 820% خلال العامين الماضيين.
وتراجع سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا بنسبة 4ر15% ليصل إجمالي تراجعه منذ بداية العام الحالي إلى 45%.
وبعد أن شهدت أسهم تسلا ارتفاعا في أعقاب الانتخابات على أمل أن تساعد العلاقة الوثيقة بين الملياردير إيلون ماسك مالك الشركة والرئيس دونالد ترامب، هبطت أسهمها بسبب المخاوف من أن علامتها التجارية أصبحت متشابكة مع ماسك.
وعلى سبيل المثال، استهدفت الاحتجاجات ضد جهود الحكومة الأمريكية لتقليص قوتها العاملة وغيرها من التحركات وكلاء تسلا.
كما تراجعت أسهم الشركات التي تعتمد على الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة بشدة، حيث تراجع سهم شركة الطيران يونايتد أيرلاينز بنسبة 6ر7%، وسهم شركة تشغيل سفن الركاب كارنيفال بنسبة 3ر6% في ختام تعاملات ظهيرة امس.
ولم يقتصر التراجع على الأسهم فقط بل شمل أيضا كل أنواع الاستثمارات التي سجلت في الفترة السابقة ارتفاعات كبيرة مثل العملة الرقمية بتكوين التي تراجعت إلى أقل من 80 ألف دولار للوحدة الواحدة مقابل 106 آلاف دولار للوحدة في ديسمبر الماضي.