لغز اليمن الذي حيّر أمريكا..!!
السياســـية - تقرير || صادق سريع*
"ترسانة أسلحة الحوثيين لا تزال لغزًا بالنسبة للولايات المتحدة، وأفعالهم تجعلنا نحك رؤوسنا"، هكذا قال مسؤول عسكري أمريكي لموقع "The War Zone" بالعربي موقع (منطقة الحرب)، العسكري.
وأضاف: "بعد 18 شهراً من المواجهات في البحر الأحمر، لا تزال أمريكا في حيرة بشأن الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون، ولا تملك أي فكرة عن عددها أو من أين يحصلون عليها!؟، هم مبتكرون للغاية عندما يتعلق الأمر بتطوير ترسانتهم".
وتابع المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) - لم يذكر أسمه - في ندوة حول "الحرب الجوية نظمتها جمعية القوات الجوية والفضائية" في أورورا بولاية كولورادو الأمريكية: "ما يمكنني قوله عن الحوثيين هو أنهم يجربون باستمرار، وهم مبتكرون إلى حد كبير، ونعتقد أنهم يقومون بعمليات الإنتاج الحربي محلياً".
المسؤول العسكري الأمريكي الكبير يعترف بتطور القدرات العسكرية للحوثيين، ويعبِّر عن احترامه لقدراتهم في تطوير الأسلحة، لكن بمضض بسبب موقفه العدائي تجاههم.
وأكد للموقع الأمريكي، بقوله: "الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أهداف في اليمن ليست واضحة، ولم توقف قدرة الحوثيين على إنتاج الأسلحة واستخدامها".
وأضاف: "الحوثيون أجبروا سفن "إسرائيل" وحلفائها على تغيير مسار إبحارها من البحر الأحمر بشكل أطول بكثير عن طريق رأس الرجاء الصالح جنوب أفريقيا، مُنذ بدء هجماتهم المساندة لغزة ضد العدوان "الإسرائيلي" على القطاع، ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن بنحو 200 مليار دولار".
استعداد يفوق التصوّر
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" حسين العزي، أن استعدادات صنعاء لأي تطورات أو مستجدات عسكرية في المنطقة تفوق تصور أمريكا والسعودية وغيرهما.
وقال بتغريدة على مِنصة "X": "خيارات صنعاء تفوق تصورات العدو، لقد أبدع اليمن؛ لأنه استطاع أن يبني خياراته في ضوء الفهم العميق لطبيعة الخصم، والظروف المتغيرة والثابتة والمحتملة، وغير المحتملة".
وأضاف: "قبل ذلك هو الله منح اليمن خاصية القتال العابر للأجيال، وقلده أيضاً لقب أرض السلام، لذا لا يلجأ للحرب ضدنا إلا جهة لا يحبها الله".
اعتراف قائد أمريكي
في السياق، أكد موقع "تاسك آند بربوز" الأمريكي، وهو موقع إخباري عسكري يديره جنود ومحاربون قدماء في الجيش الأمريكي، إن قوات البحرية الأمريكية استنزفت مخزونات الخدمة من الذخائر بعد إطلاق عدد كبير من صواريخ الدفاع الجوي في معارك البحر الأحمر، ولجأت إلى استخدام طلقات المدافع مقاس 5 بوصات ضد المسيَّرات.
وقال القائد البحري المتقاعد برايان كلارك، من "معهد هدسون": "أطلقت البحرية الأمريكية صواريخ الدفاع الجوي منذ بدء عملياتها القتالية في البحر الأحمر في 15 شهراً، أكثر من ما استخدمته مُنذ عملية "عاصفة الصحراء" في تسعينات القرن الماضي".
وأضاف: "لقد شهدت قوات البحرية الأمريكية أكبر عدد من المعارك في البحر الأحمر مُنذ الحرب العالمية الثانية".
وتساءل: "ما يدهشني هو كيف استطاعت البحرية الصمود دون خسائر!؟".
وأجاب: "التكلفة كانت هائلة للغاية، حيث تشير التقديرات إلى أن البحرية استخدمت أكثر من مليار دولار من الصواريخ الاعتراضية لإسقاط هذه التهديدات للمسيّرات والصواريخ".
وقال: "إذا حدث غزو لتايوان، فإن أسلحة البحرية الأمريكية تنفد، وأغلب التقديرات تشير إلى ذلك سيكون في غضون أيام قليلة من القتال".
وأضاف: "هذه هي المشكلة؛ فالأسلحة التي صممناها يصعب تصنيعها للقاعدة الصناعية؛ لأنها متخصصة للغاية؛ ولديها سلسلة توريد مخصصة للغاية، وهي تُصنَّع يدوياً، وبإنتاج منخفض التكلفة".
المؤكد في قناعة المحارب المتقاعد كلارك، هو أن البحرية الأمريكية تحتاج إلى سنوات لتجديد إمداداتها من الصواريخ، وهذا يضع الخدمة في وضع سيئ إذا خاضت الولايات المتحدة والصين حرباً حالياً.
480 مليون دولار خسائر الـ"أم كيو 9"
ويؤكد موقع "Top war" (الحرب) العسكري الروسي إن الحوثيون نجحوا في تحويل إسقاط طائرات "MQ 9" الأمريكية إلى دعاية للترويج لأدائهم العسكري محلياً وخارجياً.
وأقر مسؤول عسكري أمريكي في البنتاغون لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بقوله: "إن الجيش الأمريكي فقد الاتصال بطائرة "إم كيو-9" فوق البحر الأحمر، يوم الاثنين، 3 مارس 2025".
وتعد عملية إسقاط طائرة "MQ 9 Reaper"، المتخصصة بجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ الضربات الدقيقة، بدفاعات القوات اليمنية، يوم الثلاثاء 4 مارس 2025، فوق أجواء محافظة الحديدة، هي الـ15 مُنذ بدء معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" .