اليمن يضع خطته لمواجهة ترامب
علي الدرواني*
في وقت انتظرت شعوب أمتنا موقفًا حازمًا وحاسمًا لإفشال نوايا ترامب الخبيثة حيال غزة، وضعت اليمن خطتها لمنع تهجير الفلسطينيين على سكة التنفيذ.
فبعد تصريحات ترامب المستفزة حول تهجير سكان القطاع، والتي كررها عدة مرات، واحدة منها أمام ملك الاردن بطريقة أكثر استفزازًا، وزاد الطين بلة عندما أخذ يهدد ويرعد ويزبد بخصوص تسليم جميع الأسرى بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت الماضي، الموعد الذي كان مضروبًا لتسليم ثلاثة صهاينة في الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
في كلمة له الخميس أكد السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله، موقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وسكان غزة، معلنًا موقفًا متقدمًا للمواجهة وإسناد غزة، خلاصته الاستعداد للانخراط العسكري منعًا لمخططات التهجير، سواء حاول الأمريكي فرضها بالقوة أو حتى بالاتفاق مع الأنظمة العربية.
السيد القائد وضع خطة ترامب ونتنياهو في إطار تصفية القضية الفلسطينية"، في إطار المشروع الصهيوني التدميري العدواني ضد أمتنا كلها، وفي المقدمة: البلدان العربية، ثم سائر المقدَّسات الإسلامية التي هي مستهدفة في إطار المشروع الصهيوني" ولهذا يؤكد السيد أنه "لا ينبغي أن تكون النظرة من جانب العرب، ومن جانب العالم الإسلامي، نظرةً جزئية، كأن المشكلة في هذا المستوى فقط، وبهذا الحجم فقط، الأمريكي والإسرائيلي ينتقلان في كل مرحلة إلى خطوة، لكنها خطوة تعتبر جزءاً من مشروعٍ متكامل، هو بكله عدواني ووحشي؛ ولـذلك ينبغي أن يكون هناك وعي تجاه هذه الخطوة، وما قبلها، وما بعدها، هذه مسألة مهمة".
إذن هذه النظرة إلى المخطط الأمريكي "الإسرائيلي" وخطورته على الأمة، هي المنطلق الذي يتحرك فيه السيد، ويتحرك فيه الشعب اليمني، وهو دافع إضافي إلى جانب المظلومية التي يعيشها أبناء غزة، لا سيما بعد ١٥ شهرًا من القتل والتدمير والتوحش والفظاعات المرتكبة أمام مرأى ومسمع العالم، وبدعم غربي شامل وكامل.
بالعودة إلى خطة المواجهة اليمنية فإنها ترتكز على الرصيد السابق من الإسناد العسكري الذي خبره العدو سواء في البحر الأحمر في فرض الحظر على سفن ثلاثي الشر، أو بالاشتباك مع القطع الحربية للتحالف الأمريكي وعلى رأسها حاملات الطائرات التي تناوبت وتبادلت الحضور بعدد أربع حاملات من آيزنهاور إلى ترومان. أو على مستوى عمليات القوات المسلحة بالصواريخ والطائرات المسيرة في عمق الكيان، والتي تجاوزت المنظومات الاعتراضية وطبقات الدفاع الجوي بما فيها ثاد الأمريكية الأكثر تطورًا.
كما ترتكز هذه الخطة على مفاجآت، تنطوي في أبعادها على تكتيكات جديدة، وبنك أهداف أوسع وأكثر إيلامًا للعدو، ولا يستبعد أن تشمل أسلحة جديدة وأكثر تطورًا نوعيًا وكميًا.
وبالتأكيد فإنها أيضًا ترتكز على الحضور الشعبي الواسع والمتكامل، وقد جاء ذلك في الخروج المليوني الجمعة، استجابة لدعوة المقاومة الفلسطينية، ونداء السيد القائد في خطابه المشار إليه، بما تحمله هذه المسيرات الحاشدة من إسناد لموقف القوات المسلحة اليمنية، وإظهار التكامل والوحدة في التوجه والقرار، بدءًا من القائد مرورًا بالرئاسة والحكومة وصولاً إلى القاعدة الشعبية المؤمنة، ومعهم جميعًا تأتي القوات المسلحة التي كانت حاضرة في ميدان السبعين، وعبرت بلسان وزير الدفاع اللواء العاطفي عن ذات الموقف وعن الجهوزية لتنفيذ التوجيهات "بالضربات الموجعة للأعداء نصرة لإخواننا في غزة ومواجهة التهجير".
سيقوم اليمن بواجبه وفق الإمكانيات المتاحة والوسائل الممكنة، وبعون الله سيكون لها الأثر الكبير في ردع أي عدوان وإفشال أي مخططات، والأثر الأكبر بالتأكيد هو عندما تتكاتف الأمة جميعاً وتعمل بشكل تضامني، وتتحرك بصورة كاملة وشاملة، فالظرف الحالي يوفر إمكانية التوحد والتجمع، وقد برزت الأخطار وانكشفت المؤامرات وانفضحت المخططات، وخطورتها على كل الأمة بداية من جوار فلسطين، في مصر والأردن.
* المقال يعبر عن راي الكاتب ـ موقع العهد الاخباري