السياسية:

قال المراسل العسكري، في موقع "القناة 12 الإسرائيلية"، نيتسان شابيرا إنّه بعد عام ونصف من اندلاع الحرب، يواجه تشكيل الاحتياط في الجيش "الإسرائيلي" أزمة متفاقمة. إذ إنّ معدلات الالتحاق في تراجع، والحافزية تتضاءل، والعبء يزداد بشكل متواصل على أولئك الذين ما يزالون يتجاوبون مع الاستدعاءات مرة تلو الأخرى.

وبحسب شابيرا، حذّر قادة في الجيش الصهيوني من أنّه: "لن يكون هناك من يقاتل في الحرب القادمة إذا لم يحدث تغيير حقيقي"، لافتًا إلى أنّ الجيش مشدود هذه الأيام من طرف إلى طرف بين غزة، ولبنان، وسورية، والضفة الغربية، وأنّ المهام تزداد باستمرار، وأنّ النقص الفادح في الجيش أدى إلى ظواهر غير مسبوقة، مثل الإقناع الفردي، وتحريك واسع للقوى البشرية بين الوحدات، والبحث عن جنود احتياط عبر الإنترنت.

كما رأى شابيرا أنّ المعطيات التي رُصدت لأول مرة في الجيش مقلقة، على خلفية الجدل العام حيال قانون الإعفاء من التجنيد، فمنذ بداية الحرب وحتى شهر شباط/فبراير2025، سُجّل انخفاض بنسبة تفوق 40% في الحضور للاحتياط. في هذا الصدد، قال القائد في الاحتياط "الاسرائيلي" عوز عاموس: "لو قارنته ببداية القتال، كنا نصل إلى 100 وحتى 300% من الحضور، اليوم نحن بالكاد نصل إلى 50–70%"، مؤكدًا أنّ المشكلة تزداد خطورة بسبب الجدل حول قانون الإعفاء، والذي يخلق شعورًا بعدم المساواة في تحمل العبء.

الثمن يزداد مع تواصل الجولات
كذلك أشار شابيرا الى أن النقص في أفراد الاحتياط أدى إلى ظاهرة جديدة، إذ يقوم قادة عسكريون صهاينة بتجنيد الجنود بأنفسهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن حتى هذا لا يكفي؛ وقال: "إذا اندلعت حرب غدًا، أعتقد أنّنا سنواجه مشكلة، لأنّني أدخل المعركة مع فصيل غير متماسك بما فيه الكفاية". وحذّر عوز، وتابع: "جندي يخدم شهرًا ثم يبقى في البيت شهرين، بينما زملاؤه يكوّنون تماسكًا بينهم، ثم فجأة يظهر في الحرب، هذا غير ممكن. يجب أن نتعلم القتال معًا".

وفي محاولة لمواجهة هذا الوضع، لفت المراسل إلى أنّ الجيش "الإسرائيلي" بدأ خلال الأشهر الـ6 الأخيرة بإعادة جنود إلى الاحتياط كانوا قد حصلوا في السابق على إعفاء، وبرأيه أنّ حتى هذه الخطوة لا تقدّم حلًّا كافيًا، وكثيرون يطالبون بتغيير جوهري.

القائد في قوات الاحتياط روعي، قال إنّ: "الناس فقدوا وظائفهم بسبب هذه الخدمة، ونحن في عام حرب، ومن المتوقع أن يزداد الأمر". ويعتقد أنّ: "هناك حاجة إلى إصلاح شامل في وضع من يخدم، شيء يكون منصوصًا عليه في القانون، من الآن ولعشرات السنوات القادمة، ويجب أن تكون هناك تمييزات إيجابية لصالح جنود الاحتياط".

إشارة تحذير لصنّاع القرار
وأشار المراسل إلى أنّ تشكيل الاحتياط في الجيش "الإسرائيلي" اعتمد، على مدار عشرات السنين، على الفهم بأنّ الجميع يمتثل عندما يُطلب منهم ذلك، لكن السنة والنصف الماضية غيّرت قواعد اللعبة. إذ إنّ الإنهاك يزداد، والحافزية تتلاشى، والشعور في الميدان واضح: من دون تغيير حقيقي، ومن الصعب الاستمرار بهذه الطريقة لمدة طويلة. وقال : "نحن بحاجة إلى مساعدة، بحاجة إلى مزيد من الأكتاف لتحمل الحِمل". وتابع روعي: "في نهاية هذه الجولة، جلسنا وأمسكنا رؤوسنا وقلنا أنا لا أتحدث فقط عن نفسي، أنا أتحدث بصفتنا قادة وضباط، إذ لا يمكن أن يستمروا على هذا النحو للجولة القادمة".

في الختام؛ رأى المراسل أنّ هذه إشارة تحذير لا يستطيع صنّاع القرار في "تل أبيب" تجاهلها، كيف أنّ تشكيل الاحتياط، العمود الفقري للجيش "الإسرائيلي"، ينهار تحت العبء، وفقًا لتعبيره.

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الإخباري