السياسية || محمد علي القانص*

مفاوضات مسقط بين أمريكا وإيران، إذا لم تكن شروطها المبدئية هي إيقاف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، فلا جدوى من نتائجها حتى وإن خدمت المصالح الإيرانية. وسيكون الاتفاق بين الدولتين خاصاً بهما ولا يعني أحداً.

وبالنسبة لموقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية، فهو ثابت ولا يمكن أن يتغير إلا بإنهاء الاحتلال على المدى البعيد. أما الموقف الحالي لليمن في ظل العدوان الصهيوني على غزة، فهو واضح كوضوح الشمس في كبد السماء. ستواصل صواريخ وطائرات القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية والأراضي المحتلة حتى وقف إطلاق النار ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ما يثبت استمرارية الموقف اليمني المساند لغزة، هو مواصلة استهداف السفن التجارية والبارجات الحربية الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأكيد قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله على ذلك في خطابه الأخير.

قدمت الولايات المتحدة سابقاً إلى صنعاء عروضاً مغرية مقابل التخلي عن موقفها إزاء القضية الفلسطينية. ومع ذلك، رفضت القيادات اليمنية هذه العروض انطلاقاً من مبادئ الإنسانية والدين والانتماء العربي، مقدمةً قيمها ومبادئها على المصالح الدنيوية.

ومن خلال قراءتي للمعطيات، فإن ما يُسلَّم به هو أن اليمن لا يخضع لأي قوى إقليمية، لأنه قرر الاستقلال حين خرج في ثورة 21 سبتمبر المباركة ضد الوصاية، مردِّدًا هتافات الحرية والاستقلال في صنع القرار، وهذا ما شهدت به الأيام وعرفه الجميع.


* المقال نقل من موقع رأي اليوم ويعبر عن وجهة نظر الكاتب