اليمن سبب رئيسي للموت وأمراض السرطان
السياسية || محمد محسن الجوهري*
علمياً، تتحكم الحالة النفسية بأغلب الأمراض التي تصيب الجسم، حيث تساهم الشدة النفسية أحيانًا في حدوث أعراض جسدية حتى في حالة عدم وجود اضطراب جسدي، وبحسب الأطباء، فإن من الضروري الاعتناء بالصحة النفسية كجزء من الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وبما أن الخوف هو الحالة النفسية الأكثر شدة، فإن نتائجه هي الأكثر كارثية على الجسم، وقد تؤدي في حالات كثيرة إلى السكتة القلبية والموت المباشر.
كما أن الخوف قد يؤدي إلى توترات وسلوكيات سلبية مثل التدخين، أو الإفراط في تناول الكحول، أو الإهمال في ممارسة الرياضة، مما قد يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة الأمراض، وهذه العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
باختصار، فإن الموت يحاصر الكيان الغاصب من مختلف الجهات، وربما فإن سرطان البروستات، الذي أصاب المجرم نتنياهو، قد يكون نتيجة غير مباشرة للخوف من الضربات المستمرة على الكيان من قبل اليمن وسائر حركات المقاومة الإسلامية، وهذه حالة يشكو منها أغلب الصهاينة في فلسطين المحتلة، حيث أصبح الخوف من الموت سبباً رئيسياً في حدوث الموت.
ويشتكي أغلب الصهاينة أن الهجمات اليمنية تأتي في أوقات متأخرة من الليل، وتتسبب في حالة من الرعب والهلع لدى الملايين منهم، وهو أمر له نتائج كارثية على المديين القريبة والبعيدة، حيث من المتوقع أن تتسبب بحالات من الأمراض المزمنة كالسكري والسرطان وأمراض القلب، إضافةً إلى التسبب بحالات وفاة مباشرة جراء السكتات القلبية، وقد ورد مثل هذه على وسائل الإعلام الصهيونية.
والسؤال الذي يتكرر في الشارع الإسرائيلي: هل تستمر هذه الهجمات طويلاً؟
والجواب ورد في تقريرٍ لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن الهجمات اليمنية مستمرة حيث لا يمكن هزيمة عدوٍ يملك مخزون أسلحة كبير ومنخفض التكلفة نسبياً، إضافة إلى أن "الحوثيين أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مما يتصوره الكثيرون، ولا ينبغي التقليل منهم"، بحسب ما ذكر خبير إسرائيلي للصحيفة.
كما يرى محللون غربيون بأن نفس اليمنيين طويل في الحروب، ومن المستحيل أن تنتهي الهجمات الحوثية بعملية عسكرية مشابهة لتلك التي شنتها الرياض وأبوظبي على صنعاء قبل عشرة أعوام، رغم أن الوضع اليوم أكثر تعقيداً من أي وقتٍ مضى، ولم يعد لدى الشعب اليمني ما يخسره بفعل غارات التحالف.
أي أن أمل الإسرائيليين في الليل الهادئ لن يتحقق بالقوة، فاليمن أكثر استعداداً للحرب أكثر من أي وقتٍ مضى، وشتان بين تفاعل الفريقين مع القصف وأصوات الانفجارات، فالشارع اليمني يستبشر بكل غارة صهيونية، وتفتح شهيته للرد والاستمرار في مهاجمة الكيان، بينما الصهاينة يرون الموت في كل صاروخٍ يمني، وقد تتحول يافا المحتلة إلى مدينة أشباح إذا طالت الهجمات وأصبحت مسلسلاً سنوياً، فمن الصعب على المستوطن اليهود أن يتكيف مع الموت ومعزوفاته الليلية، كما هو معروفٌ عنهم في الكتب المقدسة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب