السياسية || منى المؤيد*

يتفرد اليمنيون بإحياء أول جمعة من شهر رجب في كل عام، والاحتفال بهذه المناسبة الدينية الجليلة يعتبر جزءً من موروثهم الإيماني والثقافي، ويؤكد ارتباطهم القوي بالرسالة المحمدية، ودليل على نصرة دين الله وإعلاء راية الإسلام، وجنوداً مجندة له، فضلاً عن الأجواء الروحانية التي تحيط بهذه الذكرى في بيوت الله.

ذكرى جمعة رجب لدى أبناء اليمن

جمعة رجب هي نعمة - نستذكر فيها نعمة الله علينا، ونحمد الله عليها أن آباؤنا وأجدادنا دخلوا إلى الإسلام في هذه الذكرى العظيمة، واستوعبوا كلمة الحق والدين، واستجابوا لما جاء من خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم بوعي وتفهم، ونحن على أثرهم وطريقهم سرنا، كما أنها فخر للأجيال القائمة والقادمة.
إحياؤنا لهذه المناسبة فيها شد لنفوس أبنائنا وبناتنا إلى الدين بكل تعاليمه، خصوصاً أن الغرب مستمر في العمل على انحراف أجيالنا من خلال الحرب الفكرية والناعمة والعسكرية والإعلامية، وكما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، فهم يريدون أن نظل السبيل وأن تضعف هذه الأمة ليتمكنوا بعدها من السيطرة عليها بكل سهولة وبدون مقاومة، لهذا كان إحياء جمعة رجب في كل عام من الواجبات الأساسية لنعرف أعداءنا ومساعيهم وخططهم في تغيير إسلامنا.





ارتباط أهل الحكمة بهويتهم الإيمانية
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
الإيمان يمان معناه أن تجلى الإيمان منذ بزوغ فجر الإسلام في الشعب اليمني أكثر من تجليه في باقي الدول والجماعات والأفراد، وها هو اليوم يتجلى إيمان اليمن في وقوفه مع الشعب الفلسطيني ومناصرته في قضيته العادلة.
وإن جاءنا إلى الهوية الإيمانية فلا يوجد أحد من الدول العربية والإسلامية كالشعب اليمني حفاظاً على هويته، فرجال اليمن لديهم النجدة والكرم والنخوة الأخلاقية والدينية، وإن جئنا إلى نساء اليمن لم نجد كحيائهن وشرفهن وحشمتهن وعفتهن، فما علينا إلا أن نحافظ على هذه القيم والمبادئ القيمة.

إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن
اليمن وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوصف دقيق، فقد نسب الإيمان والحكمة إليها، وهذا الحديث لا نتفاخر به فحسب، بل نذكره لبيان خطوط الله سبحانه وتعالى، وأنه أكرم هذا الشعب العظيم بأنه منجم الإيمان والحكمة، فعندما تأتي الفتن وتضطرب أحوال الناس، أين سيجدون راية الصواب ؟ أين سيجدون الوجهة السليمة؟ عندما كاد المشروع الأمريكي الصهيوني أن يسيطر على المنطقة، ويفرض أجندته عليها سواءً عبر مشروع ما أسموه بـ"الفوضى الخلاقة" أو عبر مشروع "الشرق الأوسط الجديد" أو عبر "صفقة القرن"، فكانت اليمن متميزة في مواجهة هذه المشاريع، لأنهم كانوا يريدون أن يسوقوها باسم الأمة العربية، فهنا كان صوت اليمن متميزاً وقوياً؛ وهذا ما أحدث أثراً كبيراً على مستوى الأمة وهز هذه المشاريع وأضعفها.

وكما راهنت قوى الاستكبار العالمي، والغربي معه - على أن اليمن سيسارع في عجلة الهرولة لمشروع التطبيع إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد وإلى إخضاع المنطقة بأكملها إلى ما أسموه بصفقة القرن، وجدت أن أبناء اليمن أكثر شعوب المنطقة مواجهة لهذه المشاريع الصهيونية، ففي اليمن تخرج مسيرات ومظاهرات شعبية كبرى، مناصرة واسناد للقضية الفلسطينية، إضافة إلى إقامة الفعاليات الثقافية والاجتماعية، والدورات التعبوية، والتجهيزات العسكرية، استعدادا المواجهة كل هذه المشاريع التآمرية بكل عقيدة وثبات وإيمان.

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه