السياسية || محمد محسن الجوهري*

يتذكر النظام السعودي جيداً عبارة "بالكيماوي ياصدام" والتي أطلقها اليمنيون جميعاً بمختلف مناطق وانتماءاتهم (حتى القابعين في فنادق الرياض)، لتشجيع الرئيس العراقي السابق صدام حسين على قصف المملكة وحماية الأمة من شرور آل سعود.

وقد كشفت المسيرات الشعبية التي عمت اليمن آنذاك، عن وعيٍ جمعي لدى اليمنيين كافة بحقيقة عدوهم المشترك، المتمثل في النظام السعودي، وبأنه عدو ليس فقط لليمن وشعبه، بل لكل العرب والمسلمين، ويؤمنون بوجوب زواله ليتسنى للأمة أن تستعيد مقدساتها، بداية من الأقصى المبارك.

ولم تكن تلك الدعوة "بالكيماوي يا صدام" موجهةً لأحد دون النظام السعودي، ولا علاقة لها بالكويت أيضاً، فهي حينها قد سقطت بيد صدام، وكان اليمنيون ينتظرون منه أن يحرر بلاد الحرمين من آل سعود وحسب، أي أنها صرخة يمنية بامتياز ضد عدو للأمة بكلها، وقد أثبتت الأيام والسنين صوابية الموقف اليمني، وكيف أن النظام السعودي عدو للمسلمين ومقدساتهم وثوابتهم، وفي المقدمة قضية فلسطين والمسجد الأقصى، وبات إسقاطه فرض عين على كل المجاهدين في العالم.

وبما أن إيران تمر اليوم بوضع حرج، ولا سبيل لها في الخلاص إلا بتفعيل أوراق القوة العسكرية لديها، فهي مطالبة اليوم بالرد على تهديدات الغرب والعدو الصهيوني بحق شعبها، وعليها توجيه ضربات استباقية للكيان ومصالح الرأسمالية في المنطقة بدايةً بالسعودية، وفي حال فعلتها طهران، فإنها ستحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي، وليس فقط في اليمن والبلاد العربية.

إن سمعة النظام السعودي في الحضيض بعد سقوط الأقنعة التآمرية له مع الصهاينة، ويرى أغلب العرب بأنه يمثل خط الدفاع الأول للكيان، لما يقدمه له من خدمات عديدة ضمنت وجوده حتى اليوم، منها تمويل إجرامه بحق مسلمي فلسطين، ومعاداة أي بلد أو طرف يعادي الكيان، ولابد من مواقف مناهضة لإجرامه، وأمام طهران فرصة تاريخية لتحرير فلسطين، سواءً بمهاجمة الكيان مباشرةً، أو بضرب إسرائيل الصغرى ومصالحها الاقتصادية الرافدة لتل أبيب.

وفي حال أعرضت إيران عن مهمتها المقدسة، فإن مصيرها لن يختلف كثيراً عن مصير سورية، وسينجح الصهاينة في خلحلتها من الداخل والإطاحة بنظامها الإسلامي، وعندها ستخسر الأمة الطرف الذي راهنت عليه طويلاً في تحريرها، ومن الظلم أن تأتي إسرائيل لتقصف كل ترسانتها العسكرية التي راكمتها على مدى عقود، كما حدث – أيضاً – لحليفها العربي، والأفضل لها أن توجهها جميعاً صوب العدو الفعلي لها ولكل المسلمين، وعندئذٍ ستكون إيران قد انتصرت بكل المقاييس، وسيكون سقوطها -إن حدث- بمثابة عملية فدائية قدمتها لتنقذ ما تبقى من شرف الأمة الإسلامية.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب