الصرخةُ الصهيونية
الشيخ عبدالمنان السنبلي*
الموت للعرب..!
شعارٌ يردّده قُطعانُ الصهاينة دائمًا..!
يصرخون به في كُـلّ مكان..
في المدارس والجامعات..
في الشوارع والطرقات..
في المسيرات والمظاهرات..
وفي كُـلّ أماكن الاحتشادِ والتجمهُر..
وحتى في باحات المسجد الأقصى..!
ليس من اليوم فحسب، وإنما منذ أكثر من 75 سنة..!
أليس كذلك..؟!
طيب..
هل رأيتم صهيونيًّا يومًا يسخر من هذا الشعار..؟
هل سمعتم يومًا أن أحدًا من حزب العمل مثلًا يعيبُ على أحدٍ من حزب الليكود مثلًا، أَو كاديما أَو أي حزبٍ صهيوني آخر أنه يرفع أَو يردّد مثلًا هذا الشعار، أَو يصرخ بهذه الصرخة..؟!
أو سمعتم أن علجًا صهيونيًّا واحدًا قد قابل يومًا هذا الشعار بشيءٍ من الازدراء أَو التهكم قائلًا مثلًا:
الموز للعرب..
الموز للمسلمين..؟!
كلا.. وألف كلا..!
حتى في غمرة اختلافاتهم وانقساماتهم أَو صراعاتهم الطائفية أَو الحزبية أَو العرقية أَو…!
وحتى في حالات البينونة والقطيعة الكبرى فيما بينهم، وانعدام كُـلّ حالات الثقة..
الكل هنالك يصرخ:
الموت للعرب.. الموت للمسلمين..
الكل يهتفُ ويغني: محمد مات.. خلَّف بنات..!
حط المشمش عالتفاح.. جيش محمد مات وراح..!
لا مجال عندهم هنا إطلاقًا لجعل هذا الشعار مثارَ خلافٍ أَو محلًا للنقاش أَو المزايدة أَو الانتهازية أَو الاستغلال السياسي أَو الطائفي أَو العِرقي أَو…!
الآن، وبالنظر إلى واقع العرب..
أليس من المنطقي أن يلتقيَ العربُ حول شعارٍ موحَّدٍ مقابِلٍ ومواجِهٍ لذلك الشعار يقول: الموت لـ “إسرائيل”..؟
على الأقل، من باب التعامل بالمثل..؟
بلى، المنطقُ يقول هكذا..
طيب.. هنالك اليوم من يرفع شعار:
الموت لأمريكا.. الموت لـ “إسرائيل”..
فما الذي حدث..؟
قامت قيامةَ معظم العرب ولم تقعد..!
حرّكوا أساطيلهم وجيَّشوا جيوشهم وكل إمْكَاناتهم المادية والإعلامية، ليس لمحاربة ومواجهة ذلك الشعار الصهيوني طبعًا، وإنما لمحاربة ومواجَهة هذا الشعار العربي والإسلامي المواجِه والمقابِل..
فكأنما هم بذلك إنما يدافعون عن الشعار الصهيوني..!
أليس من يحارب شعار:
الموت لأمريكا.. الموت لـ “إسرائيل”..
أليس هو، بالضبط، كمَن يدافع وينتصرُ لشعار:
الموت للعرب.. الموت للمسلمين..؟!
وإلا ما رأيكم..؟!
الإجَابَة متروكة لكم طبعًا..
والحكمُ لضمائركم وعقولِكم..!
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه
* المصدر : صحيفة المسيرة