خاتمة الملك سلمان أم شهادة السيد حسن؟
السياسية || محمد محسن الجوهري*
الموت حقيقة لا بد منها إلا الشهداء فهم مبعدون عنها بوعد الله وفضله، ولذا فإن أعظم شرف في هذه الحياة هي الشهادة والخلود الأبدي في ضيافة الله، ما لم فإن البديل هو الخزي والموت بلا كرامة وبلا قيمة، كما هو حال أغلب المتفرجين من العرب على ما يحدث لأبناء غزة.
ونستحضر هنا مقارنة بين مصير السيد حسن نصر الله، رضوان الله عليه، ومصير الملك سلمان، رغم أن المقارنة ضيزى بين الشخصيتين، لكنها امتداد للتضاد الأبدي بين معسكر الخير ومعسكر الشر، كأن نقول "علي ومعاوية" أو "الحسين ويزيد"، فالسيد حسن هنا امتداد للعترة الطاهرة من آل بيت النبوة، فيما سلمان بن عبدالعزيز وريث لحزب الشر ومعسكر النفاق الذي بدأ بعبدالله بن سلول ومسيلمة الكذاب، والأخير مرتبط تاريخياً وعاطفياً بآل سعود.
وكما نعلم جميعاً، فقد قضى السيد حسن نصر الله شهيداً على يد قتلة الأنبياء والمرسلين وأعداء البشرية، فكان استشهاده تتويجاً لمسيرته الجهادية التي استمرت قرابة نصف قرن من التضحية والنضال في سبيل الله، وكان من البدهي أن تنتهي حياته العظيمة تلك بوسام الشهادة على طريق جده الحسين بن علي عليهما السلام، فهناك مكانه الطبيعي ومستقره الأبدي.
بالمقابل يعيش العاهل السعودي سلمان مرحلة أسوأ من الموت منذ سنوات، ورغم أنه في الظاهر ملك، إلا أنه في الحقيقة بائس كبير، ويكفي أنه لم يعد يفرق بين يمينه ويساره، بعد أن أصابه الخرف قبل وصوله للملك، ولو لا أنها رغبة الصهاينة لما وصل إلى الملك من الأساس.
والكارثة أن حالته تلك المزرية جاءت بعد أن أمضى عقود طويلة من عمره في خدمة المشروع الصهيوني، على دين أبيه وإخوته من قبل، حيث لم تشفع له سنوات خدمته تلك وتدفع عنه المرض أو الموت، والسبب أنه أفنى حياته في خدمة أعداء الله، ولو أنه آمن بالله وبمنهجه في الحياة، لكانت خاتمته أشرف بكثير مما هو عليه اليوم، فبالنسبة له ولأمثاله فالموت هو نهاية الأحلام، ولا قيمة له في حساباتهم المادية الرخيصة.
أما بالنسبة للمؤمنين، فهم يدركون أن الموت فرصة يمكن استثمارها والمتاجرة بها مع الله سبحانه وتعالى والذي فتح أمام عباده باب الشهادة ليحظوا برضوان أكبر منه، ومن يفني حياته في سبيل الله، فستكون الشهادة مكافأة مجزية له على ما قدم لله والمستضعفين من عباده.
وليس هناك شرف أكبر من الشهادة على يد أعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين، فهو ليس فقط جهاد دفع، بل مرضية لدين الله واستجابة لأوامره بقتال اليهود والنصارى، وفي هذا الطريق وحده يكون الشرف العظيم، حيث لا خسارة على الإطلاق، وكما قال السيد حسن رضوان الله عليه: "نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر".
* المقال يعبر عن رأي الكاتب