التحديث النووي الروسي الجديد: الحرب العالمية الثالثة باتت أقرب!!
السياسية – متابعات :
يمثل القرار الجديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقضي بتوسيع مجالات استخدام الزر النووي، تحولًا كبيرًا في السياسة النووية الروسية مع تأثيرات وتداعيات بعيدة المدى، لا يقتصر نطاقها الجغرافي، على منطقة العملية العسكرية في أوكرانيا أو أوروبا الغربية، بل تصل الى العالم كلّه.
ففي الثلاثاء 20/11/2024، وقع الرئيس بوتين مرسوما يوسع إمكانية استخدام بلاده للسلاح النووي، إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية. ووفقا للعقيدة النووية المحدثة، التي تحدد التهديدات التي تجعل الدولة الروسية تفكر في توجيه ضربة نووية، فإنه يمكن اعتبار أي هجوم بصواريخ تقليدية باليستية أو بطائرات مسيرة أو بطائرات من أنواع أخرى، وتثير تهديدات خطيرة لسيادة وسلامة أراضي روسيا وحليفتها بيلاروسيا، يلبي هذه المعايير. كما تنص العقيدة المحدثة على أن أي عدوان على روسيا تشنه دولة عضو في تحالف، ستعتبره موسكو عدوانا عليها من قبل التحالف بأكمله، وهو ما يشكّل تهديداً مبطناً ضد حلف شمال الأطلسي "الناتو". كما تشير العقيدة الروسية أيضاً لحالة أخرى تستدعي استخدام أسلحة نووية، وهي "توفير أراض وموارد لشن عدوان على روسيا".
وقد تزامنت موافقة الرئيس الروسي على هذا التحديث النووي الجديد، مع مرور ألف يوم على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وجاءت بعدما أعطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر للنظام الأوكراني باستخدام صواريخ بعيدة المدى ATACMS ، لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا، مع الإشارة الى أن الشروط الدقيقة لهذا الضوء الأخضر الأمريكي لا تزال مجهولة، ولم تُعلن عنه واشنطن رسميا.
فما هي أبرز تداعيات قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجديد؟
- يؤكد قرار بوتين على هشاشة النظام الدولي الحالي، بفعل سياسات الهيمنة الأمريكية، وتدخلها السافر في العديد من القضايا الدولية، وزعزعة استقرار العالم. وهذا ما يدفع الدول العظمى مثل روسيا، إلى أن تعتبر الأسلحة النووية هي الضامن النهائي والوحيد لسيادتها، بوجه التدخلات الغربية الأمريكية العدائية.
- يعكس التحديث النووي الروسي أيضاً، تآكل الثقة بشكل كبير بين القوى الكبرى وعودة المنافسة بين القوى العظمى، بشكل يشبه كثيراً ما حصل قبيل الحروب العالمية الأولى والثانية.
- من المرجح أن يؤدي قرار بوتين إلى إشعال سباق تسلح نووي في العالم، خاصةً عند الدول التي تواجه أطماعاً أمريكية في مجالها الأمني الحيوي، مثل الصين وكوريا الشمالية (اللتان تملكان بالفعل أسلحة نووية، لكن القرار الروسي قد يشجعهما على تطوير هذه الأسلحة كماً ونوعاً بشكل مضاعف). وقد تستخدم الدول الأعضاء في حلف الناتو، وخاصة تلك المجاورة لروسيا هذا الأمر، مثل بولندا وإستونيا ولاتفيا، كذريعة من أجل تعزيز وجود الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيها، أو لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي نشر قوات حلف شمال الأطلسي بشكل دائم.
- ازدياد احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة: فبعد توارد الأنباء عن إعطاء الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا. علق نواب روس كبار بأن قرار واشنطن من شأنه أن يتسبب في نشوب حرب عالمية ثالثة. ثم جاء القرار الروسي الجديد ليشرّع للقوات المسلحة الروسية استخدام السلاح النووي، في حال هاجمت أوكرانيا روسيا بالصواريخ. وعند حصول ذلك، لا يمكن لأي أحد أن يضمن عدم امتداد رقعة الصراع الى المستوى العالمي.
وقد سبق للرئيس فلاديمير بوتين في أيلول / سبتمبر الماضي أن قام بتهديد الغرب، بأنه سيكون في مواجهة مباشرة مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، وأن هذه الخطوة ستغير طبيعة الصراع ونطاقه.
* المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من الخناق اللبناني