عمليات حوّلت مسار التاريخ العسكري
السياسية - تقرير || صادق سريع*
"ينبغي على جيش أمريكا استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة من اليمنيين، والتعلّم منهم كيف يمكن لقوة برية خوض حرب بحرية!؟".
تلك الكلمات لم يقلها مقاتل يمني ليمدح نفسه، أو يتشفى بهزيمة جيش عدوه، ولا مقاوم فلسطيني من باب رد الجميل، ولا محلل من دول محور المقاومة، ولا مواطن عربي حر من هنا وهناك يشتاط غضباً من فعل أمريكا بأهل غزة، أو معجب بموقف اليمنيين من نصرة غزة؛ بل قالها باحث ومحلل وخبير عسكري متخصص في الحروب غير النظامية والمنافسة الإستراتيجية، يدعى أندرو رولاندر، في مقال بعنوان: "درس الحوثيين للجيش الأمريكي"، نُشر على منصة موقع "أسب إستراتيجيست"، التابع للمعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية.
تحوّل تاريخي
وأضاف: "هجمات اليمنيين في البحر الأحمر على سفن "إسرائيل" وأمريكا، وبعض دول الغرب، تعد نقطة تحول كبير في مسار التاريخ العسكري".وفق العُرف العسكري للخبير رولاندر، يمزج اليمنيون -بشكل فعّال- بين الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه للسيطرة على خطوط الاتصالات، والمواجهات البحرية في البحر الأحمر.
سمعة البحريات
وقال في مقاله المكتوب بلغة عسكرية بحتة؛ والموجّه لقادة بحريات أمريكا والغرب: "إذا أردتم تغير مسار الحرب، عليكم التعلم من تكتيكات اليمنيين في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام الطائرات المسيّرة غير المكلفة والأسلحة الهجومية بعيدة المدى والأكثر دقة".المؤكد في قناعة رولاندر هو أن اليمنيين ألحقوا أضراراً كبيرة مست سمعة قوى بحريات أمريكا والغرب، وأغرقوا وضربوا السفن التجارية والحربية، وعطلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر على السفن المملوكة للدول التي تحاول حماية "إسرائيل" وتعتدي على بلادهم.
"أندريا دوريا"
وتحت عنوان "انسحاب مدمرة إيطالية من البحر الأحمر تحت ضغط الهجمات اليمنية"، أعلنت البعثة الأوروبية للدفاع عن "إسرائيل"، الاثنين 18 نوفمبر 2024، في قوات "أسبيدس" عن مغادرة المدمرة الإيطالية "أندريا دوريا" من البحر الأحمر.وأقرت البعثة العسكرية الأوروبية، في وقت سابق من العام الجاري 2024، تقليص عدد سفنها الحربية المشاركة في عملية "أسبيدس"؛ بعد فشلها في إيقاف هجمات قوات صنعاء؛ في ظل عجز الحلف الأمريكي - البريطاني - الغربي المسمى "حارس الازدهار" في معركة البحر الأحمر مع القوات المسلحة اليمنية.