التعبئة الجهادية تردع المؤامرات والعدوان الخارجي
السياسية || محمد محسن الجوهري*
يعيش اليمن مرحلة جهادية عظمى بامتياز في ظل إسناده لجبهتي غزة ولبنان، ومن البدهي أن يسعى الصهاينة للرد وتوجيه الضربات الانتقامية في اليمن على أكثر من صعيد، خاصة الجانب الأمني حيث يركز اليهود - في الأغلب - على ضرب الوحدة الداخلية.
وليس لأي طرف أي مصلحة في إثارة القلاقل الأمنية إلا إذا كانت موالية للعدو الصهيوني عبر المرتزقة والتنظيمات السياسية الموالية لأبوظبي والرياض، حيث يوجه اليهود مشاريعهم التدميرية بأموال السعودية والإمارات، وقد ظهر تواطؤ النظامين جلياً في نصرة الكيان الصهيوني، سواءً بالدعم المباشر لمجازره في غزة ولبنان أو بتأجيج النعرات والصراعات في سائر الدول العربية والإسلامية.
وأمام كل تلك المؤامرات لا بد من وحدة إسلامية كبرى، فالمرحلة تقتضي ذلك وغزة تناشد المسلمين بالتوحد والنصرة، وليس في مصلحة أحد إثارة النعرات إلا ما كان منها مدفوعاً من قبل الصهاينة، وإن كان في الظاهر على يد أطراف مسلمة من حيث الشكل والمظهر، كحال الجماعات السلفية وغيرها.
إضافة إلى الاعتصام والوحدة الإسلامية، لا بد من استمرار التعبئة الجهادية والاستنفار الأمني على أرقى مستوى؛ فالثقافة الجهادية كفيلة بدحر أي مؤامرات، ودون الحاجة إلى تدخل الأجهزة الرسمية، كما حدث أثناء فتنة عفاش أواخر العام 2017، فقد توجهت مجاميع من المجاهدين لدحر المتآمرين، وبجهود ذاتية، نجحوا في إفشال أكبر فتنة داخلية لصالح العدو الخارجي.
فالمرتزِقة يتحركون من أجل المال وحسب، وليسوا على استعداد لمواجهة الموت من أجل بعض النقود، ويكفي أن نلتزم بالنص القرآني الحاث على الإعداد، لما فيه من إرهاب للعدو الخارجي وأدواته في الداخل، فالعدو لديه عملاء وعناصر في الداخل، وبهم يشاهد الوضع ويحدد الأهداف، ولكن لا قيمة لتلك العناصر الداخلية في ظل التعبئة الجهادية والإعداد القتالي المستمر منذ أعوام، فالجهاد بالنسبة للمسلمين ليس حالة مؤقتة أو فزعة آنية، بل هو منهج دائم للحياة، وكل مسلم مجاهد بالفطرة، ولا يتوقف عن الإعداد والإنفاق لردع العدوان على بلد، ونصرة إخوانه المستضعفين ولو في أقصى الأرض.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب