السياسية || صادق سريع*

يا للخزي والعار لأمة خذلت مليوني مسلم، وبضعة ألاف مقاتل في غزة العظمى يدافعون عن شرف أمة ومقدسات مليار ونصف مسلم، في مواجهة جيوش الصهيونية والصليب، وجحافل لقطاء العالم، ومرتزقة المطبّعين في معركة وجود غير متكافئة.

ألم توقظ دماء 43 ألف شهيد وأكثر من 120 ألف جريح ومفقود، وعشرات الآلاف من الأسرى والأسيرات، ومليونا جائع، وآلاف الأطفال الأيتامى، وعائلات مُسحت من السجل، ومنازل أشبه بأطلال، ودمار في كل مكان، وموت يلاحق كل من يتنفَّس، الأمتين العربية والإسلامية؛ وفوق ذلك الضمير الإنساني العالمي؟

شعب غزة يُباد بدم بارد، وبرود عربي، ودعم أمريكي - غربي مباشر على الهواء، على مرأى ومسمع من 9 مليارات صنم يتنفسون روائح بارود الأسلحة الأمريكية التي تبيد الغزيين، وأدخنة حرائق الدمار الهولوكوستية؛ وسط صمت مريب تتخلله تهاليل أدعية فئة مؤمنة ترتجي ربا سميعا مجيبا.

ألم تحرك مشاهد براءة الأطفال وصرخات الثكالى واستغاثات الكبار وأنين المرضى وصراخ الجرحى ونداء الأطباء، رحمة قلوب المليارات من الناس في هذا العالم اللعين.

ألم تشفع استغاثات بطون أطفال جائعة، وأجساد رضّع تلوّنت بالدماء، ولُفّت في أكفان بيضاء، عند 57 زعيما عربيا وإسلاميا، و57 شعبا عربيا ومسلما، و57 جيشا عربيا ومسلما، والآلاف المنظمات الأممية لحماية البشرية وحقوق الأطفال والمرأة والإنسان؟!!

كم أرواح بريئة أزهِقت!! وكم أطفال ونساء حُرمت من الماء والغذاء والدواء والأمن والأمان والسلام، حتى من الأمل والهدوء!!؟ بينما في الجوار هناك من يحتفل، ويلهو، ويرقص، ويشرب، ويأكل، ويحتسي الكحول، وينعم بالأمن والأمان والرخاء والسلام.

إن ما يحدث في غزة أفظع مما تراه الأعين، ومما تلتقطه العدسات خلسة، وما لا يخطر على عقل بشر، وما لا يتحمل رؤيته قلب خبيث، ولا تحيكه مكيدة شيطان؛ سحل، تعذيب، قتل، تجويع، اغتصاب، تهجير، تدمير، انتقام، تطهير عرقي، إنها حرب وجود أشبه بمحرقة ملايين من مسلمي البوسنة والهرسك المنسيين.

لك أن تتخيّل مشاهد دفن الرّضع، والصغار، والأطفال، والشبان، والنساء، والكبار، أحياء، وصرخاتهم تصدح في الآفاق، هل تلك المشاهد حركت مشاعرك النائمة داخلك، وهل هناك مجيب سوى أخوة أحرار في "اليمن، ولبنان، والعراق".

ما تراه بأمّ عينيك في غزة ليس مشاهد عابرة من خيال فلم رُعب، أنتِج في "هوليوود"، بل مذابح واقعية على طريقة "خطة الجنرالات" بآلة الإجرام الصهيو - أمريكية بحق مليوني جائع، ومشرّد في القطاع المدمّر..

حسبنا الله ونعم الوكيل.. الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى والمرضى، والفرج للجوعى والأسرى، واللعنة على العرب.

* المقال يعبّر عن رأي الكاتب