السياسية – تقرير || صادق سريع*


"أنا لست محاصر، أنا من يحاصر العدو ويذيقه ثمن جرائمه.. أنا على أرض فلسطين".. هكذا ردّ القائد يحيى ‎السنوار على الوسيط المصري الذي حاول إقناعه على الخروج الآمن من ‎غزة مقابل اتفاق صفقة الأسرى.

أرادت الرواية الصهيونية فبركة اللحظات الأخيرة من حياة أسطورة القائد السنوار، في فيلم قصير يظهره مختبئا داخل أنفاق غزة؛ لتصنع منه انتصارا مؤقتا، لكنها صنعت من ذلك المشهد الذي رآه العالم أيقونة صمود خالدة ورمزاً لبطل يقاوم الاحتلال، تحدثت عنه كبريات الماكنات الإعلامية، وأبواق العدو، ولقبته بـ "الأسطورة".






أيقونه مقاوم

وأكدت صحيفة "واشنطن بوست"، أن توثيق اللحظات الأخيرة في حياة السنوار جعلته أسطورة، ورمزاً للمقاومة وبطلا للفلسطينيين والعرب.

من وجهة نظر صحيفة "وول ستريت جورنال"، حظي يحيى السنوار بعد استشهاده؛ بدعم واسع من رجال الدين وأبناء الشعوب العربية والإسلامية، ما وضع الحكومات العربية الحليفة لواشنطن في مواقف صعبة.

وفي منظور صحيفة "الجارديان" اللندنية ، فأن طريقة استشهاد السنوار جعلت منه أيقونة وبطلاً قومياً، تداولت عبارات النعي والحزن عليه بشكل غير مسبوق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مُنذ لحظة تأكيد استشهاد زعيم حركة حماس".

وأعتبرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، السنوار بطلاً وشهيداً بنظر الفلسطينيين، فلم يختبئ بين النازحين، أو يلجأ إلى سجون العدو، أو يتراجع إلى الأنفاق، وإنما قاتل حتى النهاية".






بطل قومي

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "إن خبر مقتل زعيم حماس يحيى السنوار في غزة على يد جنود "إسرائيل" أثار الحزن لدى العرب، الذين أشادوا بشراسة قتاله في المعركة حتى الرمق الأخير".

وأضافت: "مقتل السنوار أثار مقارنته بأبطال المقاومة العرب، مثل المقاتل الليبي عمر المختار ضد الاستعمار الإيطالي، الذي قال مقولته الشهيرة: حياتي ستكون أطول من حياة شانقي".

وقالت صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية: "قُتل السنوار، لكن حماس ستبقى؛ كونها غير مرشحة لإستراتيجية قطع الرأس، لأنها منظمة شديدة الترابط".


نهاية أسطورية

وأوضح الناشط الفلسطيني أنس الجمل، أن نتنياهو لم يكن يريد أن يظهر السنوار بطلا يرتدي الزي العسكري وهو يقاتل جنوده في الخطوط الأمامية بمعركة رفح".

وقال : "كان نتنياهو يريد اغتياله ويتشفى بصور موته، وليس كما أظهرته صور مسيّرة جيشه" ، مؤكدا محاسبة نتنياهو جنوده الذين سرّبوا الصور التي أظهرت السنوار بطلا أسطوريا.






صلابة المقاومة

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، يوم الجمعة 17 أكتوبر 2024، رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، بعد 62 عاما قضاها مجاهدا في سبيل الله وفلسطين.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، لوسائل الإعلام: "ننعى القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنور".. مؤكداً أن استشهاده ومن سبقه من قادة الحركة، لن يزيد المقاومة إلا قوة وصلابة، وإصراراً على المضي في دربهم".


خلاصة القول:

لم يستشهد السنوار بعمليات رصد واختراق أو اغتيال، وإنما بالصدفة، وهو حاملاً سلاحه وجعبته العسكرية في الصف الأول بقلب معركة رفح، مشتبكاً مع جيش العدو، ومن مسافة صفر، فلم يهرب أو يختبئ أو يستسلم أو يفاوض على الخروج الآمن لينجو بحياته بمقابل، كما يعمل الجبناء، وإنما استشهد مقبلاً غير مدبرٍ كما تمنّى.