السياسية – متابعات || زين العابدين عثمان*

الزوارق المسيرة وتحديدا الانتحارية FPV أصبحت طلائع الاسلحة الهجومية التي بدأ تطبيقها عمليا في مضامير الحروب البحرية الحديثة ومن اهم الاذرع النارية التي خصصت لضرب مختلف السفن والقطع العائمة سواءا (السفن الحربية او السفن التجارية) حيث تم استخدامها بشكل متصاعد خلال الحرب بين روسيا واوكرانيا وكذلك في مضمار العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية لضرب السفن والقطع البحرية التابعة للتحالف الامريكي البريطاني وسفن الشركات التابعة لكيان العدو الاسرائيلي في مياه البحر الاحمر .

حيث حققت هذه الزوارق تجارب معقولة في إحداث تغيرات جوهرية على مستوى هذه الحروب والمسارات الاستراتيجية والتكتيكية المعقدة التي تنهجها سيما في واقع إعتماد القوى العظمى على تطور قوة الاساطيل والقدرات البحرية كشرط للحفاظ على حالة التفوق والمبادرة، فالزوارق غيرت هذا المفهوم وقلبت معيار القوة ليكون شرط التفوق في حلبة القتال البحري هو من يستخدم هذه التقنيات كجزء من منظومته الهجومية كونها اسلحة خطيرة سهلة الاستخدام وقليلة الكلفة ولا يمكن التعامل معها بالمنهجية التقليدية (لغم بحري متحرك).

"الخصائص والقدرات "

من الجوانب الهامة التي فرضتها الزوارق المسيرة هي انها جمعت عدة خصائص وقدرات مختلفة في بنيتها وهي:
1- قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام فبرنامج تصنيعها لا يكلف سوى جانب بسيط من المال كما ان مساراتها التصنيعية سهلة ولا تأخذ الكثير من الجهد والوقت.

2- قدرتها على مهاجمة السفن بدقة وبمناورة شبحية لا يمكن في اغلب الظروف مواجهتها او اعتراضها بالوسائل الدفاعية المخصصة للسفن كونها خفيفة الوزن وصغيرة الحجم وسريعة الحركة ويمكن تغيير مساراتها في كل لحظة عبر انظمة توجيه دقيقة.

3- قدراتها على تدمير الاساطيل والقطع الحربية عالية التحصين كالمدمرات والفرقاطات والنظائر المختلفة من السفن حيث يمكنها حمل شحنات متفجرة تصل من 500-1500كجم وهذا اخطر خصائصها فهي تعتبر قنبلة بحرية موجهه يمكنها تحقيق تفوق يوازي فاعلية الطوربيدات والصواريخ السطحية المضادة للسفن.


"تجربة اليمن في استخدام الزوارق المسيرة"

• لربما ان من أهم الانجازات الرئيسية التي حققها الجيش اليمني بعون الله تعالى وفضله في هذه المرحلة هو تطوير واستخدام منظومات الزوارق FPV لضرب السفن المرتبطة بكيان العدو الاسرائيلي والامريكي والبريطاني في مياه البحر الاحمر والذي خرج بفلسفة جديدة اعادة صياغة سلوك الحرب البحرية حيث حقق نجاحا في استهداف مختلف السفن المعادية وتدمير بعضها من خلال هجمات نوعية بزوارق (الطوفان) الذي يعد أول نموذج تم استخدامه بفاعلية والذي يمكنه حمل شحنات تصل للطن ونصف الطن من المتفجرات.
• لذلك الجيش اليمني قدم تجربة مميزة وشواهد لمستوى الارتقاء والتفوق العملياتي التي يمكن لهذا الزوارق فعله في مواجهة السفن والاساطيل المعادية كما هو حال الاساطيل البحرية الامريكية والبريطانية التي فشلت تماما في الحفاظ على تفوقا وقوتها بالمواجهة في البحر الاحمر والعربي وبادرت الى الهرب بعد ان اصبحت تحت مقصلة التهديد والاستهداف المباشر.

* باحث عسكري
* المصدر : عرب جورنال
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع