السياسية: تقرير || مرزاح العسل||


بعد 303 يوم عملية "طوفان الأقصى" ، أي نحو عشرة أشهر منذ بدء العدوان الصهيو- أمريكي على قطاع غزّة.. دكت المقاومة الفلسطينية اليوم الأحد 4 أغسطس 2024، مستوطنات غلاف غزّة برشقات صاروخية كبيرة، بينما يعترف جيش العدو بارتفاع حصيلة القتلى الصهاينة إلى أكثر من 10 آلاف قتيل صهيوني.


وفي هذا السياق أعلنت كتائب الشهيد عزالدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنّ مجاهديها أطلقوا، اليوم الأحد، رشقةً صاروخية كبيرة تجاه مستوطنة "غان يفنه" ومدينة أسدود المحتلة، وذلك في إطار ردها على المجازر الصهيونية المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وقادة المقاومة.

كما أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة رشقةً صاروخية كبيرة في اتجاه مدينة عسقلان المحتلة ومحيطها، إلى الشمال من قطاع غزة.

وأكدت مصادر إعلامية ميدانية، أنّ رشقات صاروخية كبيرة أُطلقت من أكثر من مكان في القطاع تجاه مستوطنات منطقة غلاف غزّة.

بدورها، تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استهداف موقع "ناحل عوز" العسكري الصهيوني، ومستوطنة "بئيري" في غلاف غزة، برشقةٍ صاروخية، وذلك بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وعرضت السرايا مشاهد توثق قصف مجاهدي لواء الشمال لديها (المنطقة التي زعم العدو تفكيكه المقاومة فيها خلال الأشهر الأولى من الحرب)، مدينة "عسقلان" المحتلة والمستوطنات الصهيونية في غلاف غزّة، برشقاتٍ صاروخية.

واعترفت إذاعة "جيش" العدو الصهيوني، أنّ بلدية أسدود أمرت بفتح الملاجئ في جميع أنحاء المدينة، وأظهرت المشاهد المتداولة لحظة هروب قطعان المستوطنين وعسكريين صهاينة إلى الملاجئ مع انطلاق رشقة صاروخية من قطاع غزّة.

وتحدث إعلام العدو عن اندلاع حرائق كبيرة في قاعدة "بالماخيم" الجوية العسكرية، والتي تبعد عن قطاع غزة قرابة 45 كلم شمالاً، من جرّاء الرشقة الصاروخية المُنطلقة من القطاع.

فيما ذكرت القناة "الـ13" الصهيونية أنّ خمسة صواريخ على الأقل سقطت بشكلٍ مباشر على مستوطنة "جان يافنه" وخلّفت أضراراً قرب أسدود بعد فشل القبة الحديدية في التصدي لها، بالإضافة إلى سقوط صاروخ في منطقة عسقلان.

كما قالت قناة "كان" الصهيونية إنّه لأول مرة منذ سبعة أشهر أطلقت اليوم من جنوب قطاع غزة رشقة صواريخ نحو منطقة "غان يفنه" ومحيطها، شرق أسدود.

ووصلت صواريخ المقاومة التي أُطلقت في اتجاه مستوطنات غلاف غزّة إلى مدى يزيد على 45 كيلومتراً.

وبالتزامن مع قصف مستوطنات غلاف غزّة، أفادت مصادر إعلامية بسماع أصوات اشتباكات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات العدو جنوب حي الزيتون شرق مدينة غزّة، ترافق مع قصف مدفعي وجوي صهيوني، وكذلك اشتباكات ضارية وقصف مدفعي في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح، جنوب القطاع.

وفي عملية مشتركة، استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم، وكتائب شهداء الأقصى، خط إمداد قوات العدو في محور "نتساريم"، بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

هذا وأقرّ "جيش" العدو الصهيوني، صباح اليوم الأحد، بإصابة جندي بجروح خطيرة خلال معركة دارت جنوب قطاع غزّة.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، في تقريرٍ لها، اليوم، أنّ ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي صهيوني قُتلوا أو جُرحوا خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزّة، كاشفة أنّ ألف جندي ينضمون إلى قوائم الجرحى كل شهر.

وذكرت الصحيفة أنّ أسماء عشرات الآلاف من الجنود الصهاينة، هي ضمن قوائم القتلى أو الجرحى والمُصابين، الذين سقطوا في المعارك المستمرة خلال الحرب في قطاع غزة.

وكشفت أنّ ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي صهيوني قُتلوا أو جرحوا خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزّة.

في سياقٍ متصل، أفادت الصحيفة بأنّه تم إبلاغ الجنديات المراقبات الإناث في مرتفعات الجولان الشمالية "بشكلٍ تعسفي" في الأيام الأخيرة بأنّهن سيخدمن أربعة أشهر إضافية، وذلك على الرغم من أنّه كان من المفترض أن يتم تسريحهنّ، خلال سبتمبر المقبل.

ووفقاً للمعطيات الصهيونية، الخاضعة للرقابة العسكرية لـ"جيش" العدو، فإنّ أكثر من 690 ضابطاً وجندياً صهيونياً، قُتلوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه "جيش" العدو اتهامات داخلية بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره البشرية والتي تزيد عن ذلك بكثير.

ويأتي ذلك في ظل تعهد القادة الإيرانيون وقادة حزب الله اللبناني ومحور المقاومة بالانتقام من كيان العدو الصهيوني عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة طهران، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في هجوم صهيوني استهدف ضاحية بيروت الجنوبية.

وأكدت مصادر إيرانية مُطلعة، اليوم الأحد، بأنّ طهران تعُدّ جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية "تجاوزاً لخطوطها الحمر، بمعزل عن تفاصيل العملية".. مشيرةً إلى أنها تتعامل مع الموضوع على هذا الأساس.

وشددت المصادر على أنّ "إيران ستردّ بطريقةٍ تتجاوز الخطوط الحمر لدى كيان العدو الصهيوني".. لافتة إلى أنّ "إيران لن تستجيب للضغوط ورسائل التهدئة لأنّ أيّ تخلٍّ عن الرد سيفتح الباب أمام المزيد من الاعتداءات الصهيونية".

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي توقعات لمصادر أمريكية وصهيونية، بأن تنفذ إيران هجوما يستهدف الكيان الغاصب بدءا من يوم غد الاثنين، والذي يتزامن مع زيارة قائد عسكري أمريكي إلى المنطقة لتعبئة تحالف من أجل الدفاع عن الكيان الغاصب.

وأشار الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية تتوقع أن يكون الرد الإيراني مشابها للهجوم الذي نفذته طهران واستهدف "إسرائيل" بصواريخ ومسيرات في 13 أبريل الماضي، لكنه قد يكون أكبر نطاقا وقد يشمل عمليات من حزب الله اللبناني.

وتعتقد سلطات العدو الصهيوني بحسب من نقله الإعلام الصهيوني، أن التعرض لهجوم مشترك أو منفصل من حزب الله وإيران ومحور المقاومة أمر حتمي.. مؤكدة أنها تدرس جميع الخيارات على اعتبار أن الهجمات قد تكون "شاملة ومميتة".

وأجمع مراقبون على ضرورة رد إيران على اغتيال العدو الصهيوني زعيم حركة حماس إسماعيل هنية بأراضيها.. مؤكدين على أهمية أن يكون رداً متوازناً يتجاوز العمليات العسكرية، وقد يشمل الحرب السيبرانية والنفسية والأمنية.

وكانت وسائل إعلام العدو الصهيوني، قد أفادت اليوم الأحد، بأن "بعض صواريخ إيران البالستية المتطورة يصعب رصدها واعتراضها ويمكنها تجاوز المنظومات الدفاعية الصهيونية".

ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" الصهيونية، مساء اليوم، عن تقديرات صهيونية، القول: إن "إيران تمتلك صواريخ بالستية، متطورة جدا، قد تهاجم بها "إسرائيل"، منها "شهاب 3" و"خيبر" وغيرها، وهي متقدمة ويمكنها تجاوز المنظومة الدفاعية لإسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أن "المنظومة الجوية الإيرانية تقدمت وتطورت بمرور السنين، وتقدمت بشكل كبير جداً، ومنها ما هو متطور لمنظومة كورية الشمالية، كما أن إيران تتباهى بأن لديها صاروخاً باليستياً يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه أكثر من 2000 كيلومتر".

وأوضحت الصحيفة، نقلا عن خبراء صهاينة، أن "إيران تقوم بإطلاق صواريخها عن طريق منصات إطلاق متحركة".

الجدير ذكره أن كيان العدو الصهيوني يعيش حالة ترقُّب وقلق ورعُب بانتظار ردّ قوى المُحور، الذي يبدو أن هناك إجماعاً في هذا الكيان اللقيط على أنه واقعٌ لا محالة، مع عجزه عن تقدير شكله وتوقيته ومداه، وأن العدو يُدرك كذلك أن قيادة المحور بدت أكثر إصراراً وعزماً هذه المرة مما كانت عليه في مرات سابقة على الردّ بشكل كبير على الاعتداءات الصهيونية.. وبناءً على ذلك، أعلن "جيش" العدو رفع حالة الاستنفار إلى الدرجة القصوى، وكذلك فعلت الجبهة الداخلية الصهيونية وسفارات الكيان المحتل ومصالحه في الخارج.

ويواصل العدو الصهيوني ارتكاب مجازره الوحشية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، حيث ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية، مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و118 إصابة بحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، اليوم، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا العدوان الصهيو-أمريكي على غزة إلى 39583 شهيدا و91398 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
سبأ